جريدة الوطن :15/4/2009
كتب : خالد سلطان السلطان
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الماتع (روضة المحبين ونزهة المشتاقين) (فبالمحبة وللمحبة وجدت الأرض والسماوات وعليها فطرت المخلوقات).
الحب له فضل كبير ومزية عظيمة ودلالة على الصدق الذي وقر في القلب بالحب تكثر حسناتك وبالحب تكفر سيئاتك وبالحب ترفع درجاتك فهي لا تتوه ولا تضل ولا نتعب أنفسنا فيما لا يحقق لنا مثل الفضائل السابق ذكرها لا بد لنا من سؤال هام وهو: أي حب هذا الذي يفعل كل هذه الأفاعيل؟
ويرزق صاحبه كل هذه الفضائل؟
إنه الحب الذي ارتضاه الله لنا ودلنا عليه رسول الله صلى لله عليه وسلم هو (حب الله ورسوله وحب دينه وشريعته وحب من كان من أهل هذا الحب) ذاق طعم حلاوة الإيمان من أحب الله ورسوله فوق كل حب وذاق طعم الإيمان من أحب لله فقاده ذلك الحب أن يحب لله ويكره لله ويعطي لله ويمنع لله وهذا كمال للإيمان.
يأتي الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم فيسأله ويقول (إن الرجل يحب القوم ولكن لم يستطع أن يعمل مثل عملهم (أي سبقوه بالعمل الصالح ) وهو يحبهم ويحب أن يكون مثلهم لكنهم تجاوزوه بالأعمال فهل يستطيع أن يلحق بهم؟!.
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم للسائل المحب للقوم (المرء مع من أحب).
فانظر إلى هذا الحب وانظر إلى آثاره في الدنيا والآخرة فهو الحب الحقيقي الذي به السعادة التي لا شقاء بعدها وأفراح لا أتراح بعدها، فاحرصوا عليه واملأوا قلوبكم به فهو الحب الذي لا حب مثله ولا شيء يعدله، افرح يا محب بأن الله يحب وأن الله وصف نفسه بالحب فقال عز من قائل (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) الله الغني يحب من عباده الذين خلقهم وقاموا بطاعته وانقادوا لأوامره (يحبهم ) لإيمانهم به و(يحبهم ) لتوحيدهم له إذ لا يشركون به أحدا و(يحبهم) لاتباعهم لرسوله صلى الله عليه وسلم إذ لا يتبعون أحدا سواه ولا يقدمون قول أحد على قوله (يحبهم ) لتطبيقهم لشرعه ودينه (يحبهم) لتخلقهم بالأخلاق الكريمة التي دعاهم لها، فهنيئا لمن أحبه الله ويا سعادة من أحبه الله.