فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في فرنسا صباح السبت ليدلي الناخبون بأصواتهم في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، التي يتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي والمرشح الاشتراكي فرانسوا أولاند.
ووصل الاثنان إلى الجولة الثانية بعد ان تصدر أولاند نتائج الجولة الأولى بنحو 28.6 % من الأصوات وتلاه بفارق بسيط ساركوزي بنحو 26.2 %.
ومن أجل شغل قصر الاليزيه للسنوات الخمس القادمة كثَّف الاثنان جولاتهما الانتخابية خلال الأيام الماضية وخاضا مناظرة تلفزيونية ساخنة هيمنت عليها قضايا اقتصادية مثل ارتفاع نسبة البطالة وتأثيرات أزمة منطقة اليورو على الاقتصاد الفرنسي.
فساركوزي الذي يتولى الرئاسة منذ عام 2007 وعد بتقليل العجز الهائل في ميزانية، وبإصلاحات في النظام الضريبي، تتضمن مكافحة عمليات التهرب.
أما أولاند فقد وعد بزيادة الضرائب على المؤسسات الكبرى، والأغنياء ممن يزيد دخلهم عن مليون يورو سنويا.
وإضافة إلى القضايا السياسية والاجتماعية الأخيرة أطلق المرشحان وعودا بشأن مدة بقاء الجنود الفرنسيين في افغانستان وكيف ستمارس فرنسا دورها الدبلوماسي والعسكري حول العالم.
وفي آخر جولاتهما الانتخابية يوم الجمعة قال ساركوزي إنه نجح في انتشال البلاد من هوة الركود الاقتصادي، أما أولاند فيقول إن البلاد تعاني من أزمة خطيرة وتحتاج إلى التغيير.
واعتبر ساركوزي أنه لم تشهد أي انتخابات فرنسية من قبل مثل هذا التقارب الشديد. أما منافسه فيرى أن نسبة الإقبال على التصويت ستؤثر على النتيجة داعيا أنصاره إلى الإقبال على صناديق الاقتراع محذرًا إياهم من اعتبار أن الأمور حسمت سلفا.
وقال في اجتماع في بيريغو جنوب غرب البلاد “لا ترتكبوا هذا الخطا الذي يمكن أن يكون قاتلا .. يتعين علي ان اقول لكم لست متاكدا من اي شيء” بهذا الصدد.
أما الرئيس المنتهية ولايته، فقد حث على “استنهاض وطني” لأنصاره، مشيرًا في كلمة القاها في سابل-دولون غربي البلاد إلى ان “كل صوت سيكون له وزنه الأحد لا يمكنكم تخيل كيف أن الامور قد تحسمها أشياء بسيطة”.
ويرى مراقبون أنه يمكن للمرشح الاشتراكي أن يعول على دعم أقصى اليسار وأنصار البيئة، وحاول المرشحان في حملاتهما جذب تأييد زعيمة أقصى اليمين مارين لوبان التي رفضت إعلان تأييدها لأي منهما وقالت إنها ستبطل صوتها بوضع بطاقة اقتراع بيضاء.
يشار إلى أن لوبان حصلت على 6.4 مليون صوت في الجولة الأولى، ودعت أنصارها للتصويت وفق ما تمليه عليهم ضمائرهم.
وسيكون الفائز هو الرئيس الرابع والعشرين لفرنسا ، وفي حالة فوز اولاند فسيكون أول رئيس اشتراكي لفرنسا منذ الرئيس الراحل فرانسوا ميتران الذي تولى المنصب بين عامي 1981 و1995.