جريدة الوطن : 14/4/2009
كتب : عبدالرحمن النجار
بعض عناصر «التأسلم السياسي» الذين يقومون هذه الأيام بدغدغة عواطف الناخبين كي ينجحوا في الوصول إلى مجلس الأمة صاروا يستعرضون جهلهم ووصل بهم الحد إلى العبث واستغلال آيات من الذكر الحكيم لخدمة مآربهم السياسية!!.. وهكذا صرنا نرى ونسمع ذلك البعض من «المرشحين» يهاجمون اللواء محمد البدر لقيامه بواجبه القانوني والوظيفي والعملي مع فريق الإزالة الذي يترأسه لتنفيذ ما يمليه عليه القانون تجاه المنشآت المخالفة والمقامة على أرض الدولة دون ترخيص… ولكن أولئك المرشحين المتأسلمين فتحوا قواميسهم الخاصة واختاروا منها المفردات التي ظنوا أنها تخدمهم في جمع «الأصوات» أيام الانتخابات… وهكذا أطلقوا على اللواء محمد البدر وفريقه اسم (جيش أبرهة) وصاروا يستشهدون بالآية الكريمة المتعلقة بتلك المسألة بما فيها من «أصحاب الفيل» و«… طيرا أبابيل» و«حجارة من سجيل» في دفاعهم عن مصليات «الچينكو» و«الكيربي» التي أقامها أصحابها على أراضي الدولة ضد القانون وضد التراخيص واستعملها البعض كمخازن أو مساكن يؤجرها على العمال كما ظهر في الصور والتحقيقات الصحافية!!
لقد نسي أولئك المتأسلمون في استغلالهم لتعابير مثل «جيش أبرهة» أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال مقارنة الكعبة المشرفة بمباني «الچينكو» المعاكسة لقوانين الدولة والتي صارت تستغل كمخازن!!.. كما لا تجوز مقارنة «أبرهة» باللواء محمد البدر، الرجل المسلم، الذي يؤدي عمله بأمانة وشرف في حكومة تحت مظلة ولي الأمر صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله… ومن ناحية أخرى فقد بلغ الجهل أو التجاهل بأولئك المتأسلمين إهمالهم لمسيرة التاريخ.. فواقع التاريخ يخبرنا بأن «أبرهة» وجيشه لم يصلوا إلى الكعبة ولم يهدموها ولم يخربوها وذلك بسبب ما أصابهم من ويلات السماء قبل الوصول إليها.. وكذلك فات على أولئك المرشحين المتأسلمين أن تلك الأحداث التي تناولتها (سورة الفيل) حدثت قبل الإسلام!!.. ولم يكن هناك وقتها دولة لديها حدود جغرافية وخرائط وقوانين تمنع التعدي على أراضي الدولة.. بل لم يكن هناك «مرشحون» يستغلون الدين ونصوصه من أجل التكسب السياسي في الانتخابات!!..