كتب : د. علي العمير
هذا العنوان كان شعار الملتقى الأول لمنتدى القلم النسائي الذي عقد في فندق كوستا يوم الثلاثاء الماضي، وقد شاركت بورقة عمل مع أخويّ د.محمد المقاطع والاستاذ سالم الناشي، كان الإعداد للملتقى رائعا، وقد تميز بحضور عضوات فاعلات اصغين بعناية لما تم طرحه من افكار، لم يقاطعني احد ولم اسمع رنات الهواتف أو انشغل بالخارجين أو الداخلين، أو أن ينشغل الحضور بالحديث الجانبي، وزيادة على ذلك تأصلت معاني الكرم من اخواتي العضوات بتقديم درع وهدية ذات عبق فواح.
ما أحوجنا الى هذه الملتقيات ومناقشة هذه المواضيع ونحن ننظر كيف أصبحت الوحدة الوطنية مهددة واسيرة المزايدات لا أقصد الخلاف التقليدي بين الشيعة والسنة ولا بين البدو والحضر ولا الطبقي ولا الفئوي، إنما ظهر لنا فرع آخر من الخلاف الوطني الذي أصبح يهدد الكويت وليس طائفة دون اخرى، نعم يهدد الكويت الأم لأن العداء والبغض والضغينة أصبحت للكويت. بعض المرشحين الذين لا يعيشون إلا في اجواء الخلاف والفتنة اصبحوا مضلِلين لاتباعهم ومراوغين في طرحهم حتى أوهموا الأتباع ان الدولة قد مارست عليهم ظلماً لم تمارسه على غيرهم واغتصبت حقوقاً ومصالح وقوتا ولم تراع فيهم شيخاً فانياً أو طفلاً رضيعاً. كم من ناشط حاول أن يستجدي دعم من حوله بدعوى أن الدولة منحازة لغيرهم فلم توفر لهم طرقاً ولا تعليماً ولا تطبيباً ولا وظائف، وصوروا لهم ان الدولة لم ترحمهم باسقاط القروض أو شراء الديون.
ولم تسمح لهم بالتوسع في ارض الله خارج منازلهم ببناء افنيتهم ودواوينهم على الاراضي الفضاء، واخيراً أنزلت عليهم بأسها وطغيانها فباتت تهدد دينهم وعقيدتهم فهدمت المساجد وأزالت الجوامع وخربت الأبنية وعاثت فساداً، نتيجة لذلك أصبح المواطن لا يعادي مواطناً بل يكره وطناً، ولا يمقت طائفة بل يعادي بلداً. نعم كم هو شعور مزعج إذا صدق المواطن أنه محروم في وطنه، محارب في أرضه، خيرات بلده تذهب سدى وهو غارق في المصائب والثبور. هذه اللوحة والمشهد المقيت رسمه رسامون أرادوا الوصول الى سدة المجلس فبحثوا بأسلحتهم عن اتهام وعن تشويه وعن صراخ وعن تهويل فلم يجدوا الا اسلحة بالية تقليدية لم تعد صالحة ولا شاملة، فعمدوا الى ضرب الوحدة الوطنية بوصف الكويت ابناء داخل وخارج، وفيهم حيتان ومقهورون، وفيهم نافذون ومسحوقون، وفيهم أسياد ومظلومون حتى صدق البعض أقاويلهم والتف حول لوائهم فأخذ يسب مع سبهم ويشتم فوق شتمهم ويريد المنازلة والمعركة ضد القانون والدولة، لذلك ما احوجنا الى مثل هذه اللقاءات التي من شأنها ان ترص الصفوف وتعيد الثقة للنفوس وتجعل مجتمعنا كما عهدناه متحاباً متضامناً، فلأخواتي عضوات المنتدى الشكر الجزيل ونحو مزيد من النجاح والبناء في وطن الوحدة والعطاء.