جريدة الوطن : 2/4/2009
كتب : د.فهد صالح الخنـة
جاءتني ابنتي أروى وهي في الصف الأول الابتدائي لأراجع لها تمرين اللغة العربية عن الهاء ومنها المربوطة »ه« وإذا بالمعلمة الفاضلة تضرب مثلاً بكلمة »علبة« فقلت لها يا بنيتي آخر الكلمة هذه تاء مربوطة وليست هاء مربوطة وأخذت أشرح لها الفرق بين الهاء المربوطة والتاء المربوطة، الشاهد اننا وصلنا إلى مرحلة لا يعرف فيها بعض المدرسين الفرق بينهما وليس الطالب، ومنّا إلى مديرة التعليم العالي السابقة ووكيلة التعليم العام السابقة ووزيرة التربية الحالية الاستاذة الفاضلة نورية الصبيح اللى عسى أن يكون هذا آخر عهدها بوزارة التربية إن شاء الله مع احترامي الشخصي لها، لأنني أظن والله أعلم بأن هذا هو نتاج سنين هذه الإدارة للتعليم العام وعهد وزارتك الحالي، لقد أصبح بعض مدرسي اللغة العربية لا يحسنون الإملاء فكيف بالنحو والصرف والبلاغة بل والأخطر يعلمون أبناءنا وبناتنا خطأ والأدهى هو أن بعض مدرسي التربية الإسلامية لا يحسنون تحفيظ أبناءنا وبناتنا القرآن الكريم بقراءة صحيحة ناهيك عن اللغة الانجليزية والعلوم وغيرها من مناهج التربية، إن أزمتنا تبدأ من تردي مستوى التعليم وحلها يبدأ من رفع مستوى التعليم، التعليم مفتاح التنمية والرقي، ويد الدولة والمجتمع لتشكيل عقلية وروحية المواطن إما أن يكون سلباً كما حالنا الذي نعيشه أو ايجاباً كما نأمل، ما لم يتم التركيز على التعليم العام والعالي والنوعي من حيث المناهج والوسائل التعليمية والإدارة والبيئة التعليمية وأهم ما في العملية التربوية علاوة على ما ذكرت العنصر البشري »الإنسان« فهو روح العملية التربوية سواء كان معلماً أو اداريا أو طالباً فإنه لا فائدة من الحديث عن التنمية وبناء الإنسان الكويتي، إنني لا أرى جهوداً للارتقاء بالتعليم تتناسب مع أهميته ويؤسفني أن تستحوذ القضايا المالية سواء للتجار أو المواطنين على اهتمام المجلس والحكومات والصحافة والرأي العام في حين تمر المجالس النيابية والحكومات المتعاقبة لا يبدون أي اهتمام بالتعليم سوى الإنفاق المالي وهو جهد مشكور ولكنه محدود جداً وغير كاف ورغم اهتمام حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه بالتعليم ودعمه المستمر له وتأكيده على أهميته ورعايته له الا ان جهود الدولة محبطة للآمال ولا أعلم متى يستفيق المعنيون بالأمر لأخذ زمام المبادرة لنهوض بالتعليم.
والله المستعان