جريدة الرؤية : 2/4/2009
كتب : د.فالح العمرة العجمي
شحذت بعض الصحف جيوشها وخيولها ورجالها، واستخدمت جميع انواع الأسلحة ـ حتى المحرمة منها ـ لقصف كل مصلح أوقف صفقات الفساد، هجوم هنا وهجوم هناك، سهام موجهة وسهام طائشة، تعددت الأسباب والهدف واحد، شائعات واتهامات وافتراءات ومهاترات، يراد منها التكسب والابتزاز والتسلق ليس إلا، يحاربون من أجل مصالحهم، لا من أجل مصلحة البلد، يزيد ولاؤهم للوطن بقدر زيادة المشاريع لشركاتهم وصفقاتهم، يعمرون بنيانهم وممالكهم المالية على حساب الوطن والمواطن، ثم تنادي بعض الصحف بأنها رأي الشعب وصوت الوطن المدافع عن القضايا الشعبية والمنادية الى الإصلاح.
أيرجى بالجراد صلاح أمر .. وقد جبل الجراد على الفساد؟!
عندما تتفرغ بعض الصحف للوزير أحمد باقر، وتبدأ بالهجوم المكثف عليه، رافعة شعار حماية المال العام أو المحافظة على القانون أو الإصلاح، فإن ذلك مدعاة للضحك والسخرية، لأن المواطن والقارئ يعلم علم اليقين أسباب ذلك الهجوم، ويعلم القارئ مَن الذي اعتدى على المال العام واستولى على أراضي الدولة، وكان رد الوزير باقر ملجما وكاشفا للحقيقة المغيبة، ورأينا بصراحة من خلال تقارير ديوان المحاسبة المخالفات الجسيمة والاستيلاء على رصيفين في الشعيبة من غير وجه حق، ورأينا المخالفات التي تشوب المشاريع التي تم إيقافها من قِبل الوزير أحمد باقر لأهل المصالح، ورأينا ردة الفعل الظالمة على الوزير باقر، ولكن الغريب في الأمر أن مخالفات وتجاوزات المتنفذين كثيرة في مؤسسات البلد، ولم نر هذه الصحف تسلط الضوء عليها إن كانت تدعي الإصلاح وكشف المفسدين والمتلاعبين!
ومن يقول إن الكويت دولة مؤقتة، وحاكمها حقل برقان، فإن نظرته لا شك للمال العام هي السيطرة بقدر الإمكان ما استطاع إليه سبيلا، ومن يسب أهل الكويت رجالا ونساء ويصف الكويت بأنها دولة ديكتاتورية ويتمنى ديموقراطية إسرائيل فليس له عند أهل الكويت احتراما ولا كرامة، وهل يريد أن يقنع أهل الكويت من ينظر إليهم هذه النظرة بأن قلبه حريص عليهم وعلى مصالحهم ومصالح البلد؟
قبحت يا زمن الأقزام من زمن .. وقبحت قيم الأقزام من قيم
ولكن سيعلم الجميع المصلح من المفسد، وسيعلم الجميع الصادق من الكاذب، وسيعلم الجميع من الذي يسرق أموال الشعب ومن الذي يحافظ عليها، وسيعلم الجميع من الذي يلهث وراء المناقصات المشبوهة والمشاريع المخالفة، وسيعلم الجميع في يوم من الأيام أن أحمد باقر وقف وقفة رجل في وجه كل مخالف متجاوز يريد الاستيلاء على أملاك الدولة، وسيعلم الجميع لماذا الهجوم في مثل هذا الوقت على خالد السلطان وأحمد باقر على وجه الخصوص، ولكن..
ما ضر نور الشمس نفخة خامل .. متحذلق من كل فضل عار
وبعد.. يا خالد السلطان، نعلم أن الهجوم عليك في مثل هذا الوقت يثير الريبة، ونعلم علم اليقين أنك فوق الشبهات، ونحسن الظن بك ولا نزكي على الله أحدا، ولكن السكوت لا يخدمك، ولا يخدم كل من يحبك، ولا نقبل بسكوتك، ونتمنى أن يكون هذا السكوت هو السكوت الذي يسبق العاصفة التي تحطم بها معاقل الفساد، وننتظر بكل حرقة وحكمة ردا نقول بعده «يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم»، حتى يرجع كل سفيه إلى صوابه.
يا خالد السلطان..
كن أحمر العين إنّ المجد منتهب .. وكن ـ فديتك ـ مرجوا ومرهوبا
لم ينفع الشاة في الدنيا سكينتها .. والليث ما ضره أن ليس محبوبا