دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة الى وقف القتال بين السودان وجنوب السودان وبدء مفاوضات مباشرة بين قيادتي الدولتين لحل النزاع بينهما.
وقال اوباما في رسالة الى شعبي البلدين سجله على شريط فيديو “نعرف ما نحتاج اليه. على حكومة السودان وقف اعمالها العسكرية بما في ذلك القصف الجوي”.
واضاف “وكذلك على حكومة جنوب السودان وقف دعمها للمجموعات المسلحة داخل السودان ووقف اعمالها العسكرية عبر الحدود”.
وتابع الرئيس الاميركي “على رئيسي السودان وجنوب السودان التحلي بشجاعة العودة الى الطاولة للتفاوض وحل هذه المشاكل سلميا”.
وياتي هذا الاعلان في اجواء من التوتر الشديد بين السودان وجنوب السودان منذ ان استولت قوات جنوب السودان في العاشر من نيسان/ابريل على منطقة هجليج الحدودية التي تضم حقلا نفطيا كبيرا في ولاية جنوب كردفان.
الرئيس السوداني عمر البشير خلال احتفال في الخرطوم باستعادة السيطرة على هجليج
اف ب – اشرف شاذلي
فبعد ان اكد الرئيس السوداني عمر البشير الجمعة اعادة السيطرة على منطقة هجليج، اعلن جيش جنوب السودان ان قواته لا تزال في تلك المنطقة وانها لن تغادرها الا بشروط حددتها جوبا وابرزها وقف الغارات السودانية.
وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبي الكولونيل فيليب اغوير لفرانس برس ان “رجالنا لا يزالون داخل هجليج” والجيش السوداني الجنوبي “لن ينسحب الا بشروطه الخاصة”.
وذكر المتحدث بان بلاده “طلبت من المجتمع الدولي ايقاف غارات” الجيش والطيران السودانيين.
واضاف “لقد استمروا في القصف حتى الساعة العاشرة مساء (19,00 تغ). لماذا سيقصفون جنودهم اذا ما كانوا استولوا على هجليج؟”.
وكان رئيس جنوب السودان سالفا كير اعلن في وقت سابق الجمعة الانسحاب الفوري لقواته من هجليج مضيفا ان هذا التراجع سينجز في الايام الثلاثة المقبلة.
لكن كير اكد في بيان قرأه متحدث باسم الحكومة في جوبا ان الانسحاب تقرر استجابة لنداءات مجلس الامن الدولي وعدد من مسؤولي المجتمع الدولي وكذلك لاشاعة “اجواء تسهم في استئناف الحوار مع السودان”.
في المقابل، اعلن الرئيس السوداني عمر البشير الجمعة امام تجمع في الخرطوم احتفاء باعادة السيطرة على منطقة هجليج النفطية، ان قواته هزمت جيش جنوب السودان.
السودان يعلن استعادة السيطرة على هجليج
اف ب
وقال البشير مرتديا الزي العسكري امام الاف من انصاره تجمعوا امام مقر رئاسة اركان الجيش في العاصمة السودانية “ليس هناك انسحاب، نحن ضربناهم عنوة وقوة، هم بدأوا القتال ونحن الذين نعلن متى ينتهي القتال والزحف لن يقف. الحرب بدأت ولن تنتهي”.
وتعتبر منطقة هجليج الحدودية التي يطالب بها الجانبان استراتيجية بامتياز وهي تؤمن حتى الاشتباكات الاخيرة التي اندلعت في العاشر من نيسان/ابريل نصف الانتاج النفطي للشمال.
ويعتبر تقاسم الموارد النفطية ابرز اسباب التوتر بين البلدين.
وتحظى دولة جنوب السودان المستقلة منذ تموز/يوليو 2011 بثلاثة ارباع احتياطي النفط الا انها لا تزال تعتمد بشكل كبير على المنشآت النفطية لدولة السودان لتصدير نفطها.