جريدة الوطن : 1/4/2009
لقد لمست الاوساط السياسية كلها منذ الوهلة الاولي حكمة التجمع السلفي في وجوب لزوم الوسطية في الطرح النيابي وذلك للوصول للتعاون المنشود بين السلطتين ووصولا للاستقرار السياسي من جهة ومحاولة دفع عجلة التطور في البلاد بعد الركود الذي خيم عليها سنوات طوال من جهة اخري وهذا يحسب لذلك التجمع الذي يسير وفق رؤية شرعية من اعضائه او مناصريه ولله الحمد والمنة وما طلب الرأي الشرعي من الجهات الرسمية في البلاد عنكم ببعيد.
ولكن المؤسف ما صدر من استعجال الحكومة في الحكم على التجمع على خلفية اللقائين السريين بدافع النصح اللائق بمقام المنصوح فاللقاء الاول كان مع رأس الدولة سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد واللقاء الثاني كان مع سمو رئيس مجلس الوزراء ولم يدرك الكثير الحكمة البالغة من وراء هذه اللقاءات السرية التي قام بها التجمع حتى اضحت الحكومة متأسفة على ذلك الاستعجال وعلمت ان التجمع السلفي كان يسير بخطى حكيم لكنه الاستعجال وسوء الظن حتى قال قائلهم لما شطح نطح وما دروا انها السياسة الشرعية التي راعها التجمع في رسالته الحكيمة!!
إن المواقف التي تبناها التجمع السلفي ولله الحمد كانت تدور بين الواقعية والمعقول فليست الآراء التي تبناها التجمع كان هدفها عاطفيا بحتا كما يدعي لها البعض او دغدغة للمشاعر كما ينادي البعض الآخر او تكسبا انتخابيا كما يدور حوله آخرون او عرضا للعضلات ضد الحكومة كما هو حال المستجوبين او اقتراحات تزيد الاعباء المالية على الدولة وضررها سوف يظهر في المستقبل القريب والقريب جدا (لالا) انما كانت الاقتراحات والآراء تعالج مشاكل حقيقية لاتجر وراءها آهات وويلات… ومن ارد التزود فليحضر لندوات التجمع والنظر في تصريحاته السابقة او اللاحقة للوقوف على تجمع الحكمة وحكمة التجمع.
ان الرضا بشخص النائب خالد بن عيسى والالتفاف حوله من قبل النواب الكبار منهم او الشباب والاخذ برأيه الحكيم لخبرته وتجاربه وهو من ابناء ذلك التجمع واضح الدلالة على ان المجلس بحاجة لحكمة اناس من الرعيل الاول ونظرته الثاقبة والتي مبناها على العلم والدراسة والتخطيط والتحليل ولما تخلى البعض عن الاخذ بالرأي الحكيم والوسطي الذي كان يتبناه التجمع وخاصة فيما يخص قضايا الاستجوابات غير المبررة ولا المقنعة كانت النتيجة اننا نعيش بلا مجلس ولا نواب يحملون هموم الوطن والمواطن او التشريع والمراقبة والمحاسبة على اصولها الحكيمة!!
لقد تقدم التجمع بمجموعة من المبادرات منذ الوهلة الاولى ووضع الرؤى الواجب العمل بها مع ذكر نماذج من القضايا الهامة والمصيرية في البلاد والتي لخصها العم الكبير سنا ومقاما خالد بن عيسى لما القى كلمة الافتتاح لدورة الانعقاد للمجلس المنحل امام امير البلاد وولي عهده والسادة اعضاء المجلسين النيابي والحكومي والحضور من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية والتي نقلها العالم باسره عبر وسائل الاعلام الفضائي المسموع والمرئي وكذا المكتوب فكانت بمثابة رسالة واضحة تحمل حكمة التجمع واستيعابه للقضايا المعاصرة مع وضع حزمة من الحلول المباشرة لقضايا الامة بواقعية مقبولة.
نحن بجد بحاجة للحكماء واهل الحكمة الذين يسيرون بنا الي طريق الفرج والاخذ باسباب السعادة كما نحن بحاجة للبعيدين عن الحدة والتشنج فلسنا بحاجة لاصحاب النظر للمصالح الضيقة التي لا تنفع البلاد ولا العباد نعم نريد تجمعا للحكمة.
* لفته:
الكويت بلد الشرفاء وما قام به البعض من محاولات يائسة في الطعن بالشرفاء للتغطية على نفسه امر استهجنه اهل الكويت، موكافي هؤلاء السراق التسلط على املاك الوطن والمواطن حتى ضموا لهذه الخطيئة الطعن بالكويت واهلها..