القبس : 31/3/2009
كتب : محمد مساعد الصالح
شاهدت على شاشة التلفزيون وقائع الجلسة الأولى الافتتاحية لمؤتمر القمة المنعقد في الدوحة، وتخيلت انه لو كان المتحدثون أقطاب المعارضة في معظم الدول العربية، فأعتقد أن حديثهم لن يختلف كثيرا عما سمعته في الجلسة الأولى للمؤتمر، وهذا يعني ان هناك اتفاقا بين الحكام والمعارضة في التحليل السياسي في الوطن العربي وكيفية حل القضايا المعلقة، وبالذات الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان… واذا كان الامر كذلك فلماذا فشل العرب في الوصول إلى حل لهذه القضايا سواء سلميا أو عسكريا؟
أعتقد ان معظم الحضور في مؤتمر القمة لم يصلوا إلى مناصبهم من خلال الاختيار الشعبي، ولهذا نشأت المعارضة، وفتحت السجون في بعض الدول العربية ليخرج المعارضون، ولهذا فإن خطب الملوك والرؤساء والامراء في مؤتمر القمة لا ينظر إليها العالم الخارجي نظرة جدية، ولأن الرأي العام العالمي يعتبر اسرائيل هي الدولة الوحيدة الديموقراطية في المنطقة، واستطرادا فإن مهمة الحاكم العربي ليست حماية شعبه ودولته ضد الاحتلال والتوسع الاسرائيلي بل من اجل انشاء اجهزة بوليسية ومباحثية لملاحظة نشاط المعارضة الذي لا يخرج عادة عن وجهة نظر في عملية اصلاح المجتمع، ولهذا فإن اسلحتنا واجهزتنا ومؤسساتنا العربية ليست مسخرة لتحرير الأراضي العربية المحتلة بل ضد شعوبها، ولهذا تعيش الدول العربية حالة من اليأس لان امكاناتنا مسخرة لخدمة الحاكم وليس شعبه، ومشكلة العرب وتأخرهم وهزائمهم تكمن في غياب الديموقراطية الحقيقية وتقديس الحاكم الفرد.. والله من وراء القصد.