لقد افتى علماء الاسلام إلا – من شذ منهم -بجواز بل باستحباب زيارة القبور وخاصة قبور الانبياء والصالحين استنادا الى مجموعة من الايات والاحاديث قال النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم : زوروا القبور فأنها تذكّركم الاخرة- صحيح ابن ماجة ج1 ص113 وقال النبي (ص) في حديث آخر (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة) – صحيح الترمذي ج3 ص274 و قالت السيدة عائشة إن رسول الله (ص) رخص في زيارة القبور – صحيح ابن ماجة ج1 ص114.
زار النبي (ص) قبر امه فبكى وابكى من حوله وقال استأذنت ربي في ان ازور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فانها تذكركم الموت – صحيح مسلم ج3 ص65 و جاء في مستدرك الصحيحين للنيسابوري ص277ان فاطمة الزهراء ع كانت تخرج الى زيارة قبرعمها حمزة في كل جمعة او اقل من ذلك وكانت تصلي عند قبره وتبكي.
وقد اعتادت الطائفة الجعفرية على تكريم واحترام الاموات وقراءة القران على ارواحهم في المقابر وزيارتهم خاصة في صبح يوم الجمعة اوعصر يوم الخميس.
وكذلك اعتادت على وضع علم الكويت على قبور الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الدفاع عن الوطن وعودة الشرعية الدولية المتمثلة بآل الصباح الكرام. فالعلم الكويتي يرمز الى الوطنية ويزرع حب هذه الارض الطيبة في قلوب كل من يراه. ومع الاسف الشديد نرى ان جهة مرتبطة بالبلدية تصدر قرارا بازالة الاعلام الوطنية المنصوبة على قبور الشهداء لانهم يعتبرون ازالة العلم الكويتي في المقبرة جزء من التنمية والتطوير وبداية لازدهار الكويت في عهدها الجديد
، لا شك ان ازالة الاعلام عمل
صبياني يخالف الدستور الكويتي الذي يؤكد على ان حرية الاعتقاد مطلقة ، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان.
ازالة الاعلام استفز مشاعرنا جميعا وخصوصا عوائل الشهداء واقارب الموتى وقد هتكوا بهذا العمل حرمة الشهداء الكويتيين وحرمة جميع الاموات واوجدوا حالة طائفية وفرقوا بين المواطنين وآذوا الاموات والاحياء فتعسا للايدي التي ازالت هذه الاعلام واثارت الطائفية وخالفت دستور دولة الكويت،نطالب الحكومة الموقرة وعقلاء القوم ان يوقفوا هذه الاعمال الطائفية ويحترموا هذا البلد ويمنعوا الاعمال المثيرة لمشاعر شريحة كبيرة من المواطنين.