اكد حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه رسوخ وازدهار العلاقات الدبلوماسية الكويتية – اليابانية التي تحتفل كلا البلدين بمرور نصف قرن على بدايتها.
واستذكر سمو امير البلاد في مقابلة صحفية اجرتها معه صحيفة (اساهي) اليومية اليابانية بمناسبة زيارة سموه الرسمية الى اليابان ونشرت في عددها الصادر اليوم موقف اليابان “الرائع” في وقوفها الى جانب الحق الكويتي ابان الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت في عام 1990.
وأكد سموه ان ذلك الموقف عمل على توطيد اواصر العلاقات الكويتية – اليابانية وساهم بفاعلية في تحرير الكويت من براثن الاحتلال.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة الصحفية :
– العلاقات مع اليابان
سؤال: عندما ضرب الزلزال الهائل الذي وقع في شرق اليابان منذ عام زودت الكويت اليابان بخمسة ملايين برميل من النفط.. لطفا وبالتفصيل.. لماذا قررتم مساعدتنا؟ هل تعتبر مساعدتكم لنا بمثابة رد جميل لليابان بموقفها الإيجابي خلال حرب الخليج؟
جواب: تحتفل دولة الكويت واليابان بمرور نصف قرن على علاقاتهما الدبلوماسية بين البلدين والتي أصبحت راسخة وتزداد ازدهارا على مر العقود وتأتي مساعدة الكويت إلى اليابان انطلاقا من هذه العلاقات المتطورة. كما أن دولة الكويت لا يمكن أن تنسى الموقف الرائع لليابان في وقوفها إلى جانب الحق الكويتي ابان الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت ذلك الموقف الذي وطد أواصر تلك العلاقة وأسهم بفاعلية في تحرير دولة الكويت من براثن الاحتلال.
سؤال: استجابة لحادث مفاعل فوكوشيما النووي ولتزايد القلق حول سلامة المعامل النووية حول العالم.. فإن الدول المجاورة لكم مثل أبو ظبي والأردن اظهرا اهتماما لتملك معمل نووي مثل إيران.. ألا تشعرون بالقلق من هذا التطور؟
جواب: تدعو دولة الكويت كافة الدول إلى ضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة عند تفكيرها بإنشاء محطة للطاقة النووية تراعي فيها البعد عن مناطق الزلازل والكوارث الطبيعية وتحصين تلك المواقع بما يعزز من تبديد كافة المخاوف. وقد قامت دولة الكويت من خلال التنسيق بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في هذا المجال بإنشاء مركز لمواجهة الكوارث مقره دولة الكويت للتنسيق بين دول المجلس ووضع الخطط الوقائية لمواجهة أي كارثة محتملة.
سؤال: هل هناك احتمالات بأن تبدأ بلدكم بمشروع نووي؟
جواب: كان لدى دولة الكويت خطط بإقامة محطة للطاقة النووية وقد بدأت الجهات المختصة بإعداد الدراسات والتصورات لمثل هذا المشروع وقد ارتأت بعد الحادث الذي تعرضت له منطقة فوكوشيما إعادة النظر في ذلك المشروع شأنها في ذلك شأن عدد من الدول التي حولت برامجها النووية للطاقة إلى مجالات أخرى أكثر أمنا ًوسلامة.
– الشأن الإيراني
سؤال: هل تشعرون بالقلق من برنامج إيران النووي؟ كيف ستكون برأيكم ردة فعل دول مجلس التعاون الخليجي بما فيهم الكويت عندما يتم القيام بعمل عسكري إسرائيلي أو أمريكي؟
جواب: تشعر دولة الكويت بقلق تجاه برنامج إيران النووي خصوصا أن مفاعل بوشهر يقع على الخليج العربي والذي يمثل مصدر المياه لكل دول الخليج الأمر الذي سيشكل في حال حدث أي تسريب لهذا المفاعل كارثة ليس على الكويت فقط انما لكل الدول المطلة على الخليج العربي والتي تعتمد مياه شربها على تحلية مياه الخليج. كما أن دولة الكويت تشعر بقلق شأنها في ذلك شأن بقية دول العالم من طبيعة عدم التعاون الإيراني الدائم مع متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليس بالنسبة لبرنامجها النووي. كما تأمل الكويت أن تتم تسوية هذه المسألة بالطرق السلمية وذلك لتفادي أية آثار كارثية في حال القيام بعمل عسكري هذا الأمر الذي لا نقبله. وتعمل دولة الكويت ودول مجلس التعاون على حث واقناع الجانب الإيراني بعدم التصعيد وتحقيق التعاون الأمثل الذي يوفر الاطمئنان لدول المنطقة ويدعم أمنها واستقرارها. أما فيما يتعلق برد الفعل لأي عمل عسكري فإنه من الطبيعي والمنطقي أن تقوم دولة الكويت ودول المجلس باتخاذ كافة الاجراءات والاحتياطات اللازمة لمواجهة أي تصعيد محتمل.
سؤال: ما هو نوع العمل – برأيكم – الذي يجب أن تتخذه دول مجلس التعاون الخليجي عندما يتم إغلاق مضيق هرمز؟ هل هذا العمل يتضمن عملا عسكريا؟
جواب: يعد مضيق هرمز شريان حيوي للعالم برمته حيث تمر ما يقارب نصف إمدادات النفط عن طريقه وقد قامت دول مجلس التعاون ومن ضمنها دولة الكويت بالاتصال بالمسؤولين في إيران لضمان عدم اتخاذ أي إجراء لإغلاق مضيق هرمز أو حتى التهديد به لتأثيراته السلبية. كما أن هناك جهود دولية تصب في نفس الاتجاه وقد تلقينا تأكيدات من إيران بعدم إقدامها على هذه الخطوة.
سؤال: هل هناك أي طرق بديلة لتصدير النفط من الكويت عندما يتم إغلاق مضيق هرمز؟
جواب: عملت دولة الكويت ومنذ فترات طويلة على توفير مخزون من النفط عن طريق شركاتها العالمية من خارج منطقة الخليج لضمان عدم توقف إمداداتها للدول المستوردة للنفط الكويتي. ولديها اتصال مع شقيقاتها في دول المجلس لمواجهة مثل هذا الاحتمال.
– أسعار النفط
سؤال: تحت الظروف القائمة لارتفاع أسعار النفط.. هل لبلدكم القدرة على زيادة الإنتاج لاستقرار الأسعار؟ ما هو برأيكم السعر المناسب للنفط؟
جواب: تسعى دولة الكويت ضمن منظمة الدول الأعضاء المصدرة للنفط أوبك على توفير الإمدادات اللازمة للسوق وفق احتياجاته لضمان استقرار الأسعار وتوفير هذه السلعة الاستراتيجية بأسعار عادلة. وتعمل دولة الكويت حاليا بالاستعانة بالخبرات العالمية لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط بما يلبي حاجة السوق المستقبلية. كما أننا نرى ان سعر مئة دولار للبرميل هو السعر العادل للدولة المنتجة والمستهلكة.
– الربيع العربي والأحزاب السياسية الإسلامية…
سؤال: استجابة لما يسمى بالربيع العربي فازت الأحزاب السياسية الإسلامية في تلك الدول فوزا ساحقا مثل حزب الإخوان المسلمين في مصر.. كيف ترى تلك الحركات ونتائج انتخاباتهم؟
جواب: تشكل الأحزاب السياسية ذات الطابع الإسلامي جزء من النسيج السياسي لدول المنطقة وقد ترتفع أسهم تلك الأحزاب أو تنخفض بناء على معطيات الساحة المحلية وقدرتها على التفاعل الإيجابي مع تلك المعطيات وفوز تلك الأحزاب أو غيرها يأتي نتيجة لممارسات ديمقراطية نزيهة ينبغي على الجميع احترام نتائجها والتعامل الواقعي معها باعتبارها خيارات للشعوب.
-دول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية…
سؤال: قيل أنه سيتم ضم الأردن والمغرب إلى مجلس التعاون الخليجي.. ما رأيكم حول احتمال وأهمية ضم هاتين الدولتين إلى مجلس التعاون الخليجي؟
جواب: نحن في دول مجلس التعاون أقرب ما نكون إلى الأردن والمغرب ولدينا تعاون مميز معهما وقد اتفقنا معا على تحقيق شراكة استراتيجية نتمكن من خلالها من توفير الدعم اللازم والمطلوب من قبلهم حتى تتزايد وتيرة التنمية الاقتصادية لديهما ويتمكنوا بدورهم من الاسهام في دعم الأمن والاستقرار في بلديهما وفي منطقتنا تلك الاستراتيجية وضعنا أسسها وتفاهمنا على منطلقاتها.
سؤال: الأزمة الاقتصادية الأوروبية ازدادت سوءا.. هل سيؤثر ذلك على برنامج إصدار العملة الخليجية الموحدة؟
جواب: إن برنامج إصدار العملة الخليجية الموحدة يخضع لدراسات مستفيضة وعميقة من قبل مستشارين اقتصاديين لضمان إصدار عملة خليجية قوية وفق أسس ومبادئ تضمن قوة تلك العملة واستقرارها ولا شك بأن الأزمة الاقتصادية العالمية بشكل عام والأوروبية بشكل خاص سيستفاد من سلبياتها وإيجابياتها في وضع التصور الشامل لتلك العملة لتحصينها.
– الشأن السوري
سؤال: هل تعتقدون بأنه يجب أن يضغط مجلس التعاون الخليجي على نظام الأسد؟
جواب: لقد بادرت دول مجلس التعاون الخليجي ضمن منظومة الجامعة العربية ومنذ انطلاق الشرارة الأولى للأزمة في سوريا إلى بذل جهودها للضغط على النظام السوري لإقناعه بتحقيق مطالب الشعب السوري العادلة. كما أن دولة الكويت تلعب دورا رائدا مع بقية دول العالم وعبر الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان لضمان أمن وسلامة الشعب السوري وتحقيق إرادته ويتحقق هذا الدور اليوم من خلال رئاسة دولة الكويت لمجلس جامعة الدول العربي التي تتولى هذا الملف بكل تفاصيله.
سؤال: برأيكم .. كيف يجب على المجتمع الدولي دعم الجماعات المنشقة؟
جواب: على المعارضة السورية مسؤولية كبيرة تستوجب توحيد صفوفها لضمان تيسير دعمها من قبل المجتمع الدولي وقد نادت جامعة الدول العربية وفي مختلف المناسبات أطراف المعارضة لتوحيد صفوفها بما يحقق وييسر تحقيق مطالبها وبما يسهم في اقناع المجتمع الدولي بتوفير مزيد من الدعم والمساندة لهذه المعارضة.
-الأراضي الفلسطينية
سؤال: لقد مضت عشر سنوات على إعلان الجامعة العربية “مبادرة السلام” .. والتي نصت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي حتى حدود ما قبل حرب 1967 “الحرب الثالثة للشرق الأوسط” هل تظنون أن هذه المبادرة لازالت قائمة؟
جواب: سعت الدول العربية منذ عقود لضمان تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وأتت مبادرة السلام التي أطلقت في قمة بيروت لتشكل خارطة طريق تصلح متى ما حسنت نوايا إسرائيل والتزمت بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية لكل زمان ولا ترتبط بتوقيت معين. لقد دعت دولة الكويت وفي مختلف المناسبات وعلى اختلاف المنابر الأمم المتحدة والدول الراعية إلى السلام إلى القيام بمسؤولياتها بالضغط على إسرائيل لحملها على الانصياع لكافة القرارات الأممية لتنعم المنطقة بشكل خاص والعالم برمته بشكل عام بسلام عادل ودائم يحقق للشعب الفلسطيني مطالبه العادلة.