موقع الجاسم دوت ؤرغ : 7/3/2009
كتب : محمد عبدالقادر الجاسم
أبوي أجبر أهل الكويت أنهم يشيلون الوصخ على روسهم..إحنا جاهزين وقادرين على ضبط الأمور والسيطرة على الوضع أمنيا.. لابد من تعليق الدستور.. هيبة الأسرة ضاعت.. لابد من التشدد.. هذه بعض العبارات التي قيلت في اجتماع الشيوخ الأسبوع الماضي من قبل الفريق المؤيد للانقلاب على الحكم الدستوري، أو “شلة الشيخ ناصر”، وهي عبارات مقززة وتكشف عن جهل وتخلف وقصر نظر وسطحية أصحابها، وتؤكد عدم أهليتهم بل وعدم استحقاقهم احترام الشعب الكويتي، خاصة ذلك الشيخ الذي يتفاخر بخطايا والده!
يعتبر اجتماع الشيوخ الأسبوع الماضي، حسب المعلومات التي توفرت، من الاجتماعات المميزة ذات القيمة التاريخية، ليس بسبب أهمية الموضوع محل النقاش وإنما بسبب تعدد المشاركين فيه، حيث لم يقتصر الاجتماع على ذرية مبارك بل شارك فيه بعض الشيوخ من الفروع الأخرى بما فيها فرع المالك. صحيح أن مشاركة الشيخ دعيج المالك في الاجتماع جاءت بسبب صداقته القوية مع رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الذي لم يشارك في الحديث مكتفيا بالحرص على إشراك مجموعة من المؤيدين له في ترويج الحل غير الدستوري (7+1)، إلا أن مجرد مشاركة كافة فروع الأسرة في اجتماع مخصص لمناقشة كيفية تعامل الأسرة مع الأزمة الحالية، هو تطور سياسي مهم يجب الحرص على تعزيزه من أجل توسيع دائرة المشاركة في تبادل الرأي واتخاذ القرار، مع وجوب الانتباه مستقبلا وعدم السماح لأي طرف في التحكم في قائمة المدعوين إلى الاجتماع!
الأجواء التي سادت في الاجتماع تلفت النظر، حيث اتسم الحديث بالصراحة مع وجود تعدد في الآراء والكثير من محاسبة الذات ومحاسبة، بل وتقريع رئيس مجلس الوزراء ونائبه الأول الشيخ جابر المبارك. ومن بين الأمور التي لفتت الانتباه في الاجتماع أيضا اتاحة الفرصة لكل من رغب في الإدلاء برأيه، بمعنى أن الاجتماع لم يكن لإبلاغ المشاركين فيه بالقرار بل كان للمناقشة وتبادل الرأي.
أما عن الموضوع الرئيسي في النقاش فقد كان يدور حول المخرج من الأزمة السياسية الحالية هل يكون عبر حل المجلس بطريقة دستورية أو عن طريق الانقلاب على الحكم الدستوري وتعليق الدستور. وإذا كانت الغلبة في الاجتماع هي لأنصار الرأي العقلاني المتزن وهو الحل الدستوري، وفي مقدمتهم صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد، إلا أن أصحاب النوايا الخبيثة وبعض أصحاب المصلحة كشفوا عن جهلهم ونواياهم بالدعوة إلى الانقلاب على الدستور، والحمد لله أن رأيهم كان معزولا وكانت نواياهم مكشوفة فتم تسفيههم والإعراض عن تافه قولهم.
في اجتماع الشيوخ كان هناك إقرارا بأن “العلة فينا” وليست في الدستور أو مجلس الأمة.. في الاجتماع تم تنبيه أحد الوزراء إلى أنه دفع مئات الملايين من الدنانير من أموال الدولة من أجل تحاشي استجوابه.. في الاجتماع تكرر سؤال موجه إلى الشيخ ناصر المحمد “شتقول يا ناصر”؟ لكن الشيخ ناصر التزم الصمت.. في الاجتماع كان من المنتظر أن “يقص” الشيخ ناصر المحمد “الحق من نفسه” ويطلب إعفاءه من منصبه لكنه التزم الصمت!
هناك الكثير من التفاصيل في اجتماع الشيوخ لا يسع المجال لنشرها، لكن لا أملك سوى توجيه الشكر والامتنان إلى صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد على التزام سموهما بالحكم الدستوري.. ولا أملك أيضا إلا توجيه الشكر إلى الشيوخ سعود ناصر الصباح وناصر صباح الأحمد ومبارك جابر الأحمد ومحمد عبدالله المبارك وكل من أيد الحكم الدستوري ورفض رأي “شلة ناصر”.
أما الشيخ الذي تفاخر بخطايا والده مطالبا بإجبار الكويتيين على “شيل الوصخ على روسهم”، فأقول: الكويتيين حضرهم وبدوهم شيعتهم وسنتهم تاج على الراس يا… شيخ!
مالنا شغل بأي كلام مهما كان من دوانية او من اجتماع الرأي الاول والاخير للأمير الله يحفظه