كتبت روابي البناي:
تطلق كلمة «جلف» على الشخص الغليظ، فظ المشاعر، نادر الكلام الحلو المنمق، الذي تجده أغلب الأوقات مكشرا (مبوز) إلى درجة أنك تشك في أن لديه أسنانا، الذي يخاف أن يضحك، وبالكويتي «اللي على طول عاقد النونه» فلا يكلمه أحد إلا هب فيه…
أما كلمة «عيار» فتطلق على الشخص المراوغ الشيطان الذي يلف ويدور ويسمى عند اخواننا المصريين «مقطع السمكة وديلها» وعند الكويتيين «الزقمبي» وما أكثرهم هذه الأيام… سبب اختياري لهذين المصطلحين لأعنون بهما مقالي اليوم هو ما لاحظته وسمعته عن معاناة أخواتنا الحريم الله يكون في عونهن من جلافة رجالهن وعيارتهن في الوقت نفسه. فتجد هذا الأخ سي السيد في البيت وأراجوزا مع بنات إبليس خارجه..
فدعونا نستعرض بعض المشاهدات التي تعاني منها المرأة الكويتية من زوجها الجلف في البيت، وبعض العياره التي تستمتع بها عشيقته خارج البيت.
أولا: الجلافة المريبة داخل أسوار المنزل
مسكينة المرأه الكويتية (خنت حيلي) فهي تحولت من كائن بشري رقيق وحساس وعاطفي وحنون إلى «روبوت» متحرك يعمل منذ ساعات الصباح الأولى وحتى آخر الليل. فتجدها تقوم بدور الأم والأب والسائق والخادمة والمدرسة.. وكل شيء.
وطبعا أقصد بكلامي هذا المرأة «السنعة» التي تريد أن تعيش وتعمر في بيت الزوج، مو حريم هالأيام اللي عسى ما ينسى الزوج يصبح عليها حتى تراها كشرت عن أنيابها وقالت له «طلقني ما بيك». فهذه المرأة السنعة بدأ دورها بالبروز بشكل كبير، خاصة بعد انقراض وجود الرجل الكويتي الذي تجرد من مهامه ومسؤولياته كافة وتفرغ لشهواته ولهثه وراء ملذات الحياة وسوالف «الربع البطاليه»، فتجد هذه المرأه أخذت على عاتقها كل مهام البيت وتربية الأطفال وتربيته هو أيضا، لأن الرجل كما نعلم طفل كبير يحتاج إلى الحنان والعطف، وفي الوقت نفسه تجده لا يعطي هذا الحنان لهذه الكائنة الحساسة التي وهبت كل شبابها وعمرها ووقتها له ولعياله.
فهذه المرأه تدرس عبود، وتغير حفاظات فواز، وتذهب إلى الجمعية لشراء طلبات البيت وبالها مشغول برضعة مناي وبنفنوف ريان الذي تريد أن تلبسه في حفلة المدرسة.. وغيرها من الطلبات اليومية التي لا تنتهي.. وهذا كله كوم وطلبات الزوج كوم ثان. ومع هذا نجد هذه المرأه قائمة بكل صبر وثبات وطيب خاطر بكل ما تحتاجه اسرتها ولا تطلب من وراء هذا كله غير كلمة واحدة يتفوه بها هذا الزوج المحترم «الله يعطيج العافيه يأم فلان» أو «عساج على القوة» أو «تسلم إيدج على الطبخة السنعة اللي ترست فيها كرشي»… ولكن هل يكون لها ما تريد؟
طبعا لا.. فهذا الزوج المحترم يستخسر أن يتفوه بكلمة واحدة لهذه المخلوقة، على اعتبار أنه عندما يقوم بمدحها أو شد أزرها، سوف يقلل من رجولته وخشونته وهيبته المخيفة أمامها وأمام أطفالهما، إلى درجة أن البيت يتحول إلى بيت أشباح بمجرد أن يسري خبر وصول هذا الزوج إليه، فتجد الكل يغط في سبات عميق، حتى لو كانوا أفاقوا للتو من نومهم، وتجدهم لا يحركون برطما عن برطم خوفا من هذا الوحش المريب، لأنهم يدركون أنهم بمجرد أن يتفوهوا بكلمة معه سوف يتحول البيت إلى جحيم.
هذا بالنسبة إلى الأطفال، أما بالنسبة إلى أم الأطفال الصابرة على المر، فتجدها ما إن يدخل تقوم بزيادة التعطر وزيادة مساحيق التجميل التي اشترتها لكي تبدو في أبهى حلة أمام زوجها ورفيق دربها، علاوة على ترتيبها لهندامها الذي اشترته مؤخرا وبالألوان التي يحبها هذا الزوج لكي تعجبه وتنال رضاه. لكن هل سيكون لها ما تريد؟
طبعا لا.. فهذا الزوج «العتر» بمجرد أن يدخل البيت تجده يصرخ بعلو صوته «حطوا الغدا»، وتبدأ حالة الاستنفار القصوى لدى الخدم ولدى صاحبة البيت، لكي يتم إعداد مائدة الطعام بسرعة لأن «الجلف يوعان»، وبمجرد أن يجلسوا حول السفرة التي يطغى عليها السكون المريب «ما غير العيون تتلاقط» يمينا ويسارا، هذا في حالة إذا كان هناك طلب أو كلمة من الأطفال يريدون إبلاغها للأب، أما الزوجة المسكينة فتجدها «تلفح بالشعر» في محاولة منها للفت نظره، أو أنها تقوم لجلب شيء من المطبخ لكي يتفوه الزوج ويقول كلمة إطراء حول لبسها أو تزيينها.. لكن «عمك أصمخ» إذا الطوفة نطقت الزوج نطق..
ثانيا: التبوز في الطلعة الأسبوعية
بمجرد أن ترى اثنين جالسين في مطعم وقد خيم الصمت على جلستهما، لا يتكلمان، كل واحد منهما يمسك تلفونا بيده ومشغول إما بكتابة مسج أو بعرض الصور التي يحملها تلفونه، أو تجدهما يأكلان من دون ابتسامة أو كلمة.. تأكد أنهما زوجان مر على زواجهما أكثر من سنة للأسف.
ففي معظم الأحيان تجد المرأة قد تزينت وبدت بأحلى حلتها للخروج مع الزوج المحترم لكي تعيد الأيام الخوالي وذكريات الحب الذي مضى وذهب مع الريح، وتجد هذا الزوج (إمبرطم) ويتأفف يحسب الوقت بالدقيقة حتى تنتهي هذه الزوجة من تناول وجبتها التي سيجلس سنة يعايرها فيها، وذلك حتى يلحق موعده بأصدقائه سواء للجلوس في الديوانية ولعب «البلاي ستيشن» أو للذهاب إلى القهوة «لتبرر» الشيشة، ومشاهدة ليفربول ومانشستر يونايتد، وهما يلعبان.. فما إن تضع هذه الزوجه شوكتها وسكينتها على الطبق حتى تجد هذا الزوج ينادي النادل لكي يأتي بالفاتورة وتجده يركض أمامها إلى السيارة دلالة منه على استعجاله وهرولته للوصول إلى موعده المهم بأقصى سرعة، أما هذه المسكينة فتعود إلى البيت تبكي الأطلال وتندب حظها العاثر الذي رماها مع واحد جلف عديم الرومانسية والإحساس كهذا الزوج الذي حتى طلعته الأسبوعي معها ربطها بموعد ثان مع أصدقائه.
ثالثا: العيارة والبلاسة مع بنات إبليس
للأسف نجد أن بعض البنات، الله يهداهن وياخذهن في الوقت نفسه، لديهن هواية، هي تدمير البيوت العمرانة، فتجد هذه البنت أو هذه الشيطانة، كما أحب أن أنعتها، لا يستهويها غير الرجل المتزوج، فتحاول بكل ما عندها من مقومات جمالية أو شيطانية أن تجلبه إليها وتجعله خاتما باصبعها. وطبعا لا يخفى عليكم أن بعض الرجال بالكويت «على طريف» ما يصدق أن تكلمه احداهن بجرعة دلع زائدة حتى يسلم ويرفع الراية البيضاء على طول وينسى زوجته الموجودة في البيت، ويبدأ بسرد قصص من وحي خياله المريض لهذه الشيطانة. فبمجرد أن يتكلم مع بنت إبليس هذه تجده يضع كل «العذاريب» والعيوب التي في الدنيا على زوجته، ويقول إنها قبيحة ولا تقوم بواجباتها نحوه.. وغيرها من الأعذار التي باتت محفوظة مثل أنه غير مرتاح مع زوجته، وانه يتحملها من أجل أطفاله أو لأن والدته تحبها، وغيرها من الأمور السطحيه التافهة (كوجهه).
وفي النهاية يخرج بصورة البطل المغوار المظلوم الذي لم يأخذ فرصته في الحياة ولا بالحب ولا بالحنان، وأنه ينشد الراحة مع هذه الشيطانة العيارة، ويحلم معها بحياة تنتشله من الضياع، وغيرها من الكلمات التي حفظها من خلال مشاهدته لقناة «روتانا زمان»..
ومن هذه اللحظة يبدأ مسلسل النزف الاقتصادي على هذه الشيطانة، فتجده يقصر بمصروف المنزل على زوجته وعياله حتى يعطي هذه الفتاة ما تريد، فيشتري لها الهدايا الثمينة، ويزود حسابها بالدنانير، هذا غير السفرات معها، التي يتحمل مصاريفها كافة لكي يظهر أمامها بمنظر «طرزان»، وانه مستعد لتلبية جميع طلباتها التي لا تنتهي..
أما زوجته وعياله فهم في طي النسيان، مادامت هذه الزوجة تقوم بواجباتها نحو البيت والأطفال فهو لا دور له. فهو متفرغ لشهواته وملذاته مع بنت إبليس التي اتخذت كما ذكرت من تخريب البيوت ودمارها هواية لها، وأنا متأكدة تماما من أنها مريضة أو تعاني عقدة نفسيه مرت بها وهي في مرحلة الطفولة، لأن والدها فعل ذلك بوالدتها وتشردت اسرتها. فأنا على يقين من أن واحدة مثل هذه من بيئة غير صحية وغير سوية، لهذا تجدها تعرض نفسها كسلعة رخيصة للذي يدفع أكثر..
فلذلك فأنا أقف إجلالا واحتراما لكل امراة ضحت وصبرت على بلاوي الزوج وتمسكت بأطفالها وحافظت على بيتها، فأنت فعلا تستحقين كل التقدير والاحترام لأنك بتمسكك ببيتك وحفاظك عليه من الانهيار بسبب تصرفات هذا الطفل المعجزة، اقصد الزوج، حفظت جيلا من الانحراف والتشرد، فلك كل التقدير «يالسنعة»..
كما أنني أتوجه إلى الباري عز وجل أن يهدي كل رياييل الكويت ويسخرهم حق حريمهم ويبعد بنات إبليس عنهم (وما أكثرهن هذه الأيام أكثر من الهم على القلب) وأن يرد الإبتسامة إلى شفاه كل واحد جلف والله يخلي «حلجه» ما يتسكر أمام زوجته من الضحك والسوالف.. آمين يارب العالمين..