تحقيق / عبدالمحسن الدعيجاني
كالسرطان منتشرة في مجتمعاتنا الخليجية والعربية
مواقــع التعـــــارف على الإنتـرنت لا تنـــام .. خدماتها اللاأخلاقية على مدار الـساعة
مواقع التعارف أو الصداقات مواقع انتشرت قبل أربع سنوات بهدف تسهيل تكوين علاقات فيما بين رواد هذه المواقع الذين ينتمون إلى الفئات العمرية التالية ( من 10 إلى 50 سنة) و هم من الجنسين وبمختلف الجنسيات دون ضوابط شرعية أو أخلاقية.حيث تقدم مواد وخدمات تخدش الحياء ولا تتوافق مع الشريعة أو القيم. هذه المواقع أخطر من مواقع وبرامج الدردشات العامة لتحريضها على الممارسات غير الشرعية على مدار الـ24 ساعة.وتعتبر السيطرة على مثل هذه المواقع صعبة، و يكمن الحل في قيام الدولة بحجب هذه المواقع بشكل كامل مع مشاركة مجلس الأمة في سن التشريعات اللازمة للسيطرة عليها.ولاشك أن مسؤولية أولياء الأمور كبيرة في التربية والرقابة، في حين على العلماء والدعاة ووسائل الإعلام دور في التوجيه والتوعية.
مواقع التعارف أو الصداقات هي المواقع التي أنشئت أساسا بهدف تسهيل وتوفير البيئة المناسبة وتوفير كافة الخدمات التي تساهم وتساعد على تكوين علاقات فيما بين رواد هذه المواقع من الجنسين وبمختلف الجنسيات دون ضوابط شرعية أو أخلاقية فهي تعرض خدماتها ليستفيد منها مرتاد هذه الموقع بكل حرية وبرقابة ذاتية.
انتشرت قبل أربع سنوات.
انتشرت هذه المواقع في مجتمعاتنا بصوره واضحة منذ ثلاث أو أربع سنوات ولكن في الآونة الأخيرة أنجرف عدد كبير في تيار هذه المواقع وأغلبيتهم عن جهل طبيعة بعض هذه المواقع وما تخفي بين طياتها لمرتاديها الذين سجلوا فيها بهدف التعارف وعرض خدماتهم غير الشرعية ولا الأخلاقية في أغلب الأحيان. للأسف يزور هذه المواقع جميع الفئات العمرية من 10 سنوات حتى 50 سنة أو أكبر وغالبيتهم إما جاهلون بما تروجه هذه المواقع أو هم راغبون بإقامة علاقات سهلة ومن دون أي عوائق.ويغلب على هذه المواقع نمط الحرية الغربية التي لا تفرق بين الحلال والحرام المعمول به في شريعتنا، وتجيز مالا نجيزه وتحلل ما نحرمه وتروج لما نقف ضده وتساعد على ما لا نريده… كل هذا يصدر من هذه المواقع. وهناك الكثير من الدول التي تحجب مواقع تتعارض معها سياسيا فلماذا لا نحجب نحن المواقع التي تتعارض معنا شرعيا وأخلاقيا وفكريا!!
صور تخدش الحياء
تتشابه هذه المواقع فيما بينها بالمواد والخدمات المعروضة إلى حد كبير وهي متنوعة فهي تتيح لمرتادي هذه المواقع أن ينشئوا صفحة خاصة بهم تحتوي على كل ما يرغبون في عرضه من خلال هذه الصفحة سواء صور لهم أو ملفات صوتية أو مرئية بغض النظر عما تحتويه من صور تخدش الحياء أو لا تتوافق مع الشريعة أو القيم، ويتم تبادل هذه المواد بين مرتادي هذا الموقع عن طريق المراسلة فيما بينهم وتكوين علاقات غير شرعية تتطور على أرض الواقع وقد تصل إلى ممارسات غاية في الفحش.
وكذلك يعرض هذا الموقع خدماته لمرتاديه بأن يعبروا عن نوع العلاقات التي يبحثون عنها.
تهدم كل القيم
هذه المواقع لا تحقق أي فائدة لمجتمعنا العربي فهي تتضمن مواد سيئة للغاية تؤثر على مجتمعنا والتي لا يمكن لنا أن نقف مكتوفي الأيدي تجاهها فهي تهدم كل القيم التي تربى عليها أبناؤنا وتفتح أبواب العلاقات المحرمة على مصراعيه والسبب أن هناك اختلافا في الدين والعادات والتقاليد والقيم بين المجتمعات الغربية والمجتمعات العربية المسلمة.
سرطان في مجتمعاتنا
ويجب أن نكون ضد كل ما هو سلبي وضار ويمس عقيدتنا ويهدم مجتمعنا الذي يجتهد فيه الآباء لتنشئة أبنائهم على القيم والأخلاق الفاضلة، وعلى كل ما هو إيجابي لتأتي إلينا ثقافات غربية تهدم كل ما هو جميل، وتجتث كل ما غرسناه في أبنائنا من معان حميدة. فهذه المواقع قد لا تؤثر أو تضر المجتمعات التي أنشئت فيها، ولكنها كالسرطان على مجتمعاتنا العربية والخليجية ، لتعارضها التام بين ما تربينا عليه وما تعرضه هذه المواقع و تروج له. وأغلبية مرتادي هذه المواقع لا يرضون بأن تكون إحدى بناتهم أو أخواتهم أو زوجاتهم من مرتاديها فهم يعلمون بخباياها ، وبالتالي يجب ألا يرضوا لغيرهم ما لا يرضونه لأنفسهم، وبلغ ببعضهم أنهم أنشأوا مجموعة (group ) شرط التسجيل فيها للذين مارسوا الفاحشة بمساعدة هذا الموقع! وعددهم ليس بقليل ممن حصلوا على المتعة الحرام فعليا من خلال الموقع أو بشكل واقعي!والغريب أنهم لم يقوموا حتى بالتكتم على تصرفهم هذا بل أعلنوه للجميع وتباهوا به تشجيعا لنشر الفاحشة والرذيلة.
أخطر المواقع
هذه المواقع أخطر من مواقع وبرامج الدردشات التي لا يتعرض الشخص فيها للتحريض على الفسق أو أن يقوم الشخص نفسه بعرض خدماته الدنيئة أثناء وجوده في الدردشة، ولكن في هذه المواقع يمكن التعرض فيها للتحريض على الفسق وعرض الخدمات اللاأخلاقية على مدار الساعة ،فالمواقع هذه لا تنام، وهنا يكمن الخطر الحقيقي حيث يتم تسهيل التواصل من خلال عرضها لصورهم المخلة بالآداب سواء شخصية أو من الإنترنت وتمكنهم من عمل صداقات داخل هذه المواقع بين الجنسين التي تتطور إلى صداقات محرمة وغير شرعية فعليا.
زيادة عدد المرتادين
أغلب مرتادي هذه المواقع هم من الباحثين عن الصداقات وهو أمر طبيعي، لأن هذه المواقع منشأه أساسا لهذا الهدف، فهم يبحثون دائما عن الصداقات السريعة والسهلة والتي تكون عادة محفوفة بالمخاطر والاستغلال الرخيص وهنا بيت القصيد، وبالذات الصداقات مع الجنس الآخر، وهذه المواقع محاطة بسرية كاملة بحيث لا ينكشف من يرتادها بسهولة، وفي غياب مراقبة الأسر أو عدم معرفة ما يحدث بالضبط، مما يشجع على التمادي في نشر صور الأشخاص دون إظهار لملامح الوجه مع عرض كامل الجسم وبطريقة غير لائقة، وبهذا يكون هناك مجموعة لديها القدرة على ممارسة التطرف الجنسي مع إمكان تطور العلاقة بشكل فعلي وواقعي .
السيطرة صعبة
تعتبر السيطرة على مثل هذه المواقع صعبة جدا وشبه مستحيلة لأنها تتمثل بمراقبة مزودي خدمة الانترنت لكل مخالفة تقع، فضلا عن مراقبة الأهل، وفي حال اكتشاف أي مخالفة فمن السهل جدا تغيير موقع الشخص المخالف بحيث لا يشمله الحجب عن الزوار، وحجب كل صفحة على حدة يكون صعبا وبطيئا نسبيا. وهذه المشكلة تتعاظم إذا عرفنا أن الهدف الأساس من إنشاء الموقع هو الفساد الأخلاقي، ومحاولة نشره بين الشباب والشابات الذين يقعون فريسة سهلة لمثل هذه المواقع الإباحية.
الحل حجب المواقع
يكمن الحل في حجب هذه المواقع المعنية بشكل كامل، فمجتمعنا الخليجي والعربي والإسلامي لا يسمح بقيام الصداقات بين الجنسين – كما تروج له هذه المواقع ، فهذه المواقع توفر كافة التسهيلات لتكوين العلاقات بين الجنسين خارج إطار العلاقة الزوجية والعلاقات بين الأرحام، لذا فالحل الوحيد هو حجبها لتعارضها مع شريعتنا الغراء وقيم مجتمعنا فهي بنسبة لنا مواقع ضارة وإن ذكر لها بعض الفائدة من بعض مؤيدي هذه المواقع فهذه المواقع المعنية يغلب عليها الشر والسلبيات بصورة واضحة بحيث تحجب أي كلمة خير يمكن أن تقال في حقها، أو بصيص إيجابية صغيرة يلوح بها أي شخص في حق هذه المواقع المعنية، فهي سلبيه حتى الثمالة على مجتمعنا الخليجي. فالحجب أولى لمثل هذه المواقع.ولما كانت هذه المواقع تروج للتعارف بين الجنسين، في إطار تشجيع الغريزة الجنسية من إقامة العلاقات المحرمة، وتوفير البيئة الخصبة للانحراف على أرض الواقع وليس من خلال شاشات الكمبيوتر كالمواقع الإباحية التي هي بالأساس محجوبة بالقانون! فهذه المواقع هي أخطر من المواقع الإباحية لأنها تروج للإباحية والفسق والفجور في مواقع غير محجوبة وبين مرتاديها بعضهم البعض فوجب حماية أبنائنا وبناتنا منها.
مراقبة أولياء الأمور
ومن الممكن مراقبة مرتادي هذه المواقع من قبل أولياء الأمور عن طريق معرفة استخدام جهاز الكمبيوتر ووضع برامج لحجب هذه المواقع التي لا يرغب بتعرض أبنائه إليها. ومنهم لا يستطيع ذلك بسبب عدم إلمامه بفنيات الكمبيوتر لذا وجب حجبها من قبل مزوديي خدمة الانترنت حتى لا يقوم أولياء الأمور بحجب خدمة الانترنت برمتها عن المنزل بحجة عدم قدرتهم على حماية أبنائهم من مساوئ الانترنت ، ويبقى للانترنت فوائده وإيجابياته.
مسؤولية الدولة
يجب على الجهات الرسمية بالدولة منع الفساد بشتى صوره، خاصة الفساد الأخلاقي بإصدار قرار حجب هذه المواقع ، وأسماء هذه المواقع معروفة ومحددة ويمكن توفيرها لأصحاب القرار.وحجب هذه المواقع ليس من الصعب ولم نطالب الجهات المعنية بأن تذهب إلى بلدان المنشأ لهذه المواقع و تغلقها لأن هذا مستحيل ولكن ليس من المستحيل منع وصول هذه المواقع إلى أجهزة أبنائنا من خلال حجبها من قبل مزودي خدمة الإنترنت بقرار من الجهات المعنية في الدولة.
مسؤولية مجلس الأمة
ولمجلس الأمة دور كبير في مثل هذه الحالات وللجنة الظواهر السلبية دور رئيسي في هذا المجال، فمن مهامها متابعة السلبيات الأخلاقية الدخيلة على مجتمعنا فالسلبيات لا تنحصر فقط على أرض الواقع إنما هي موجودة على شبكة الإنترنت و تؤثر في أرض الواقع، وفي مجتمعنا المحافظ. لذا وجب على اللجنة تبني هذه القضية حتى يتم التخلص من مخاطرها وبشكل سريع.
مسؤولية أولياء الأمور
هناك دور كبير على أولياء الأمور ، في البداية يجب تربية الابناء تربية إسلامية مبنية على فضائل الأخلاق وحفظ النفس وصونها عن كل ما يقلل من كرامتها، ويجب عليهم النصح بالحسنى واللين مع بيان العبر والقصص التي تبين وترفع من همم الأبناء.وكذلك ارشادهم إلى الصحبة الطيبة.أما بالنسبة لشبكة الإنترنت فيجب مراقبة أجهزة الكمبيوتر بالبيت مع التحذير من الانسياق خلف هذه المواقع التي توحي لمرتاديها أو للناظرين إليها للوهلة الأولى بأنها مواقع عادية ولا شيء فيها أبدا ولكن هي كالأفعى ملمسها ناعم ولكن سمها قاتل فبعض مرتادي هذه المواقع يعلمون جيدا كل سلبياتها ولكنهم إما مقتنعون بها أو أنهم لم يقدروا مخاطرها خير تقدير فحتى لو راقب ولي الأمر ابنه وهو مرتاد لهذه المواقع المعنية لن يكتشف شيئا و السبب أن أغلبية هذه المواقع لا تروج للإباحية أو عمل العلاقات بصورة صريحة بل تكتفي بأن تجعل مرتاديها هم من يفعلون ذلك بغطاء وموافقة منهم من خلال التكنولوجيا الحديثة المصممة على أساسها أغلبية مواقع عمل الصداقات وهي تتنافس فيما بينها على ذلك.
مسؤولية العلماء الشرعيين
وينبغي على العلماء والدعاة تنبيه الناس لخطورة مثل هذه المواقع وبيان الحكم الشرعي فيها،والتحذير مما تبثه من موضوعات وملفات صوتية ومرئية فيها من الصور المخلة بالآداب والمثيرة للغرائز، ومن دعوة للتعارف المحرم بين الجنسين وتيسير إشاعة الفاحشة، مما يتسبب في تدمير الأسر المسلمة الآمنة، وإدخال المجتمعات في مشكلات أخلاقية، وعلاقات مريبة.
نصيحة خالصة
من الواجب على الجهات المسؤولة ولكل من له الصلاحيات أن يتخذ القرار المناسب الذي يمليه عليه ضميره والذي سوف يسأل عنه فالدنيا والآخرة بأن يتم حجب هذه المواقع الشائنة أولا. والحرص على حماية الأسرة من الإهمال الديني والأدبي والثقافي ثانيا.
وينبغي لمرتادي هذه المواقع أن يتقوا الله في أنفسهم وفي أهليهم وعائلاتهم وبلدهم. وأن يغلقوا صفحاتهم وأن يفرغوها من محتوياتها خاصة الصور الشخصية قبل أن يتم حجب هذه المواقع بإذن الله و بعدها لن يستطيعوا الدخول إلى تلك المواقع لإلغاء عضويتهم. أما الدعوة لأولياء الأمور بأن يدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في حفظ الجيل من الضياع.
لمشاهدة المقالة كما طرحة في جريدة الرؤية :