وكالات : أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما تعليماته إلى قادة الجيش باتخاذ جميع الاستعدادات للقيام بأي عملية عسكرية ضد إيران, فيما حذر نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي من أن خطوة كهذه ستؤدي إلى “الحرب والفوضى في الشرق الأوسط” والعالم.
وكشف السفير الأميركي في تل أبيب دان شابيرو, ليل أول من أمس, في كلمة ألقاها بجامعة حيفا, أن أوباما طلب إلى قادة الجيش اتخاذ جميع الاستعدادات لهجوم محتمل على إيران, مشيراً إلى أن واشنطن “تبقي جميع الخيارات واردة للتعامل مع إيران, إذ انها تدرك ان العقوبات المفروضة عليها ربما لن تكون مجدية”.
ديمبسي
وجاء موقف السفير الأميركي تزامناً مع زيارة رئيس الأركان المشتركة للجيوش الاميركية مارتن ديمبسي إلى تل أبيب, والتي بدأت مساء أول من أمس واستمرت حتى مساء أمس, وأجرى خلالها محادثات مع كبار القادة الاسرائيليين, تركزت على البرنامج النووي الإيراني.
والتقى ديمبسي كلاً من رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال بني غانتز ووزير الدفاع ايهود باراك والرئيس شيمون بيريس ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو, قبل أن يغادر تل أبيب مساء أمس.
ورغم أن مضمون المحادثات لم يكشف, إلا أن مسؤولين إسرائيليين كشفوا أنه سلم تل أبيب “رسائل واضحة من الإدارة الأميركية تقضي بأنها تتوقع تنسيقاً كاملاً من جانب إسرائيل معها بشأن كل ما يتعلق بالنشاط الإسرائيلي المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني”.
وعقب لقائه باراك, قال ديمبسي “لدينا الكثير من الاهتمامات المشتركة في المنطقة في هذا التوقيت الحيوي, وكلما واصلنا العمل مع بعضنا البعض كلما أصبحنا جميعاً في حال أفضل”.
الموقف نفسه كرره ديمبسي خلال لقائه غانتز قائلاً: “رسالتي هي أن مجرد وجودي هنا (في تل أبيب) يعبر عن التزام الدولتين تجاه بعضهما”, فيما قال غانتز “إنني أعرف أن دولتينا تتقاسمان مصالح وقيماً مشتركة”.
وشارك في اللقاء بين ديمبسي وغانتز رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء أفيف كوخافي, الذي يرجح أنه استعرض المعلومات الإستخباراتية وتقويمات الجيش الإسرائيلي حيال تقدم إيران النووي والأوضاع في الشرق الأوسط من وجهة النظر الإسرائيلية.
أوباما
وفي واشنطن, دافع أوباما بقوة عن سياسته حيال إيران, مشدداً على أن اقتصادها “تعمه الفوضى” نتيجة العقوبات, وذلك رداً على انتقادات حادة من قبل منافسيه الجمهوريين.
وكان اوباما مترددا في السابق في الرد على هجمات الجمهوريين بشأن جهوده لوضع حد للبرنامج النووي الايراني, إلا أنه تناول الموضوع خلال اجتماع, ليل أول من أمس, لجمع أموال في نيويورك من أجل الانتخابات الرئاسية.
وأكد ان الولايات المتحدة قامت بتعبئة العالم لفرض عقوبات “لا سابق لها” على طهران لتوجيه “رسالة واضحة وهي اننا لن نقبل بأن يمتلك النظام الايراني السلاح النووي”.
واضاف اوباما “لقد تمكنا من كسب تأييد الصين وروسيا اللتان لم تنضما أبداً من قبل” الى مثل هذه العقوبات في مجلس الامن الدولي”, مشدداً على أن هذه العقوبات “كانت فعالة الى حد أن الايرانيين انفسهم أقروا بأنها احدثت فوضى في اقتصادهم”.
واستطرد الرئيس الأميركي: “عندما تسلمت السلطة, كانت ايران موحدة فيما العالم منقسم. أما اليوم, فهناك اسرة دولية موحدة تقول لايران ان عليها أن تغير موقفها”.
لكن أوباما أقر بأن ايران لم تقرر بعد السماح للاسرة الدولية بتفتيش برنامجها النووي, مما يمكن ان يساعد في خروجها من عزلتها.
ساركوزي
من جهته, حذر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من تدخل عسكري محتمل ضد ايران, معتبراً أنه “سيؤدي الى الحرب والفوضى في الشرق الاوسط والعالم”.
وقال خلال تقديم تهانيه الى السلك الديبلوماسي, أمس, ان “تدخلاً عسكرياً لن يحل المشكلة بل قد يؤدي الى الحرب والفوضى في الشرق الاوسط والعالم”, مؤكداً أن فرنسا ستفعل ما بوسعها لتجنب تدخل عسكري”.
واضاف ان “الوقت يحتسب, وفرنسا ستقوم بكل ما بوسعها لتجنب تدخل عسكري لكن هناك حل وحيد لتجنبه, هو نظام عقوبات أقوى وأكثر حزماً يمر بوقف شراء النفط الايراني من قبل الجميع وتجميد ارصدة البنك المركزي الايراني”.
وتابع ان “هؤلاء الذين لا يريدون تعزيز العقوبات على نظام يقود بلاده الى كارثة مع امتلاك السلاح النووي, سيتحملون مسؤولية مخاطر اندلاع عمل عسكري” في اشارة الى روسيا والصين اللتين لا تزالان ترفضان فرض عقوبات اضافية ضد ايران في مجلس الامن.
واضاف الرئيس الفرنسي “قلت لاصدقائنا الصينيين وكذلك لاصدقائنا الروس: ساعدونا لضمان السلام في العالم ونحن كما هو واضح بحاجة إليكم”.
وأكد أن “السلام يمر عبر عقوبات مشددة لتجنب خطر التصعيد الدموي هذا, وهدفنا هو ان نكون الى جانب الشعب الايراني, لكن من اجل تحقيق ذلك يجب ارغام قادته على التفاوض بجدية قبل ان يفوت الاوان”.