ظهرت قضية الاختلاط في الجامعة هذه الايام بين مؤيد ومعارض, ومن اكثر الامور استغرابا وجدلا عند المؤيدين للإختلاط هو السؤال التالي:
كيف يؤدي الاختلاط الى زيادة اللقطاء وانتشار بعض الامراض الجنسية, او باختصار كيف يؤدي الى الزنى؟ ولماذا اساءة الظن بالاخرين؟
اولا, كما هو معلوم ان غض البصر واجب, فهو يقرب المرء للوقوع بالزنى. قال الله تعالى:
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ)[النور: 30-31]
فكيف الامر مع الاختلاط, الذي يصعب او يستحيل معه غض البصر.
وقد قيل:
كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوس ولا وتر
يسر مقلته ما ضر مهجته لا مرحباً بسرور جاء بالضرر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها في أعين الغيد موقوف على الخطر
ثانيا, ان الصحابة الذين امنوا بالرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم وتركوا ديارهم وهاجروا لله, وجاهدوا في سبيل الله مع رسوله صلى الله عليه وعلى واله وسلم قد امرهم الله بأن يغضوا من ابصارهم فليس بهذا الامر طعن بأخلاقهم وهم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه.
ثالثا, في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم عندما كان المسلمون يصلون رجالا ونساء في نفس المسجد, جعل للنساء بابا خاصا لا يدخل منه الرجال, وايضا جعل النساء خلف الرجال, وايضا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم مدح صفوف الرجال الاولى البعيدة عن النساء وذم صفوف الرجال الأخيرة القريبة من النساء وذم صفوف النساء الاولى القريبة من الرجال ومدح صفوف الرجال الاخيرة البعيدة عن الرجال.
اين هذا؟
في المسجد وهم يؤدون العبادة والنفس وقتها ابعد ما تكون عن التفكير بالمحرمات.
ومن هؤلاء وكيف حالهم؟
هم الذين يبتغون فضلا من الله ورضوانا (باطنهم), سيماهم في وجوههم من أثر السجود (ظاهرهم), الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه.
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم:
“خير صفوف الرجال أولها . وشرها آخرها . وخير صفوف النساء آخرها . وشرها أولها” رواه مسلم.
فكيف بالاختلاط خارج المسجد؟ وبمن هم اقل من الصحابة ايمانا وورعا؟