روابي البناي
صبحكم الله بالخير والنور والنوير، صباح خاص متروس سعادة وحب وامنيات جميلة باسبوع حافل بالإنجازات، وخالي تماما من الإضرابات والاعتصامات، صباح الخير يا وطني.
قبل ان استهل سالفتي الاسبوعية معكم اعزائي، احب ان اتطرق إلى ظاهرة انتشرت في المجتمع الكويتي، تقف وراءها نفوس مريضة تستحق الشفقة والعلاج. هذه الظاهرة عزيزي القارئ هي الرسائل التي يتم تناقلها وبثها عبر قنوات التواصل الاجتماعي (تويتر، فيسبوك، whats up) الخاصة بإعلانات الزواج والخطبة.
معظم هذه الرسائل عبارة عن اكاذيب واشاعات عن اقتران فلان الفلاني اللي امه فلانه الفلانية على فلانة الفلاني اللي امها فلانة الفلانية.. ففي بعض الأحيان يكون هذا الشاب هو من يقف وراء نشر هذا المسج، لكي يكون حديث المجتمع الكويتي لساعات، خاصة انه يقوم بـ«التشنيص» على عائلة معروفة يكون لديها بنت في عمر الزواج.
والشيء نفسه بالنسبة لبعض المسجات التي تقف وراء ارسالها بنت مريضة تحاول التسويق لنفسها، والتذكير بانها مازالت على قيد الحياة، فتقوم بنشر broadcast عن طريق هاتف صديقتها او احدى قريباتها، بأنه تمت خطبة فلانة الفلاني على فلان الفلاني. وطبعا هذا الفلان يكون فارس احلام الكثيرات لجماله ورصيد عائلته المحترم، وفي نهاية المطاف نجد ان هذه المسجات ما هي الا اشاعة سخيفة تم نشرها للفت النظر.
اتمنى من هذه الفئة المريضة ان تتوقف عن فعل مثل هذه التفاهات لكونها باتت مكشوفة، ولان عملية الزج باسماء عوائل معروفة برسائل كاذبة امر غاية في السوء.
كيم كاردشيان جميلة جميلات تلفزيون الواقع الأميركي، واحدث عروس في الوسط الهوليوودي، حلت ضيفة شرف على اخواننا في دبي، وذلك لافتتاح اول محل لبيع الحليب المخفوق لكبرى شركات الحليب المخفوق بالولايات المتحدة الأميركية، والتي قررت ان تفتح اول فرع لها خارج اسوار البيت الأميركي في دبي الإماراتية وتحديدا في مجمع دبي مول. وما يجدر ذكره ان وجود كيم في دبي ليس بالشيء الغريب على هذه الإمارة العجيبة الذكية، التي استطاعت ان تتحول من كوم ترابي الى الماسة تتلألأ في سماء الخليج العربي. كثيرون سبقوا كيم بنت كاردشيان لزيارة دبي والاستمتاع بالتطور والعمران، والمدنية التي تزخر بها هذه الإماره المميزة، فأسماء وأسماء حلت على دبي وسجلت بصماتها واعجابها بهذه المدينة السحرية.
الحليب المخفوق الذي جاءت لتسوق له نجمة تلفزيون الواقع ليس حليبا عاديا فحسب، ولكنه حليب اقل ما يمكنني قوله بانه «خسبق» معالم الأسرة الكويتية.
الكويتيون مع الخيل يا شقرا!
لا يختلف اثنان على أن «المماليح خفاف الطينة» الكويتيين، اسم الله عليهم، مع الخيل يا شقرا، فهم يطبقون المثل القائل «كل من طق طبله قال انا قبله» بكامل حذافيره، وهذا ما اكدته الإحصائية الخاصة بعدد الأفواج الكويتية التي غادرت مطار الكويت الدولي يوم 14 نوفمبر، وهو اليوم المحدد لوصول سمو الشيخة كيم بنت العم كاردشيان، حفظها الله، مع والدتها لمطار دبي الدولي. فحالات الاستنفار والطوارئ والاستعداد بدأت قبل موعد وصولها بفترة، والإعلان بان فلانة وبناتها او فلانة وصديقاتها سيتواجدن في دبي ليصورن كيم، سبق موعد السفرة باسبوع، خاصة في الأوساط التي تنتهج سياسة «واي انتي موصج»، وبمعنى آخر الأوساط التي احب ان اسميها اوساط تكملة العدد التي كانت تراقب الموقع الرسمي لنجمة تلفزيون الواقع مثل «الكتويل»، وما ان اعلن الموقع عن تاريخ مغادرة كيم حتى بدأت بسرعة البرق عمليات حجز التذاكر والفنادق، وكأن التواجد في دبي في الوقت الذي تكون فيه كيم وامها شيء واجب يتطلبه مظهرهم الاجتماعي.
وللأسف اننا نجد كثيرا من اولياء الأمور الذين يشجعون ابناءهم، من الجنسين، على فعل مثل هذه التفاهات. وما يزيد الطين بلة ان هناك اولياء امور يشاركونهم مثل هذه التفاهات.
عباءة كيم ونقابها
في خطوة جريئة تحسب لها، سعت نجمة تلفزيون الواقع إلى اختبار كل التقاليد العربية خلال وجودها في إمارة دبي، فارتدت العباءة والنقاب والشيلة السوداء على شعرها خلال زيارتها احد الأسواق التجارية، الأمر الذي اعتبره من وجهة نظري المتواضعه قمة ايمان هذه النجمه بتسامح الأديان.
ويا ريت الأمر توقف على تسامح كيم الديني بتجربة ارتداء العباءة والنقاب، فتأثير هذا التسامح «حمي وطيسه» على بنات جنسها اللاتي تسابقن للمحل ذاته لشراء عباءة كيم ونقابها اللذين اصبحا حديث التويتر الكويتي ذاك اليوم، والتي فازت بشراء عباءة كيم ونقابها كانت هي «الواو» و«الموصج» كونها تمتلك ثروة كعباءة كيم ونقابها. الصراحة لا أقول غير «ولله في خلقه شؤون».
كيم عندهم وكيم عندنا!
ما جعلني اشعر بالحسرة والغصة على اهل ديرتي انهم يحبون الوناسة ويحبون الشيء الزين ويحبون كل شيء جديد، وهم مستعدون لأن يدفعوا اللي وراهم ودونهم بس علشان يستانسون ويشبعون رغباتهم مهما كانت، الأمر الذي يتعين على الحكومة ان تأخذه كمصباح علاء الدين الذي وضعه الشعب لها على طبق من ذهب. فالشعب يخرج عن بكرة ابيه في اعتصامات واضرابات من اجل زيادة الرواتب واقرار الكوادر كي يستطيع ان يسافر ويستانس ويرفه عن نفسه ويمتع عينيه بجمال كيم ويتصور معها مقابل 3000 دولار، والحكومة تدفع وهي مبتسمة «من الشق ليمن الشق».
ولكن لو تفتح عمل الشيطان، والله يبعدنا عن الشيطان لكن لو ان الحكومة صحت من سباتها ونفضت غبارها وقررت ان تتبنى تدشين سياحة داخلية سنعة ستضمن ان الرواتب التي زادت والكوادر التي اقرت ستظل في الحدود الكويتية، يعني «دهنا في مكبتنا»، فماذا لو كان هناك تبسيط بالإجراءات لوجود الشركات الأجنبية؟ وماذا لو تم فتح السوق امام المستثمر الأجنبي وبناء فنادق عالمية في الكويت؟ وماذا لو تم توفير اراض لبناء مشاريع ترفيهية عوضا عن المدينة الترفيهية التي تكسر الخاطر من الخراب اللي فيها؟ وماذا لو قام منظمو المهرجان اليتيم في الكويت، مهرجان فبراير، بتوجيه الدعوة لأسماء عالمية لها حضور وجمهور كثيف لكي تكون ضيفة شرف على هذا المهرجان؟
لو نفذت كل هذه الأمور، لوجدنا أن مطار الكويت سيصبح خاليا من مغادرة المووش الكويتي، ومتروس من وصول البوفيه العالمي الذي يأتي لدانة الخليج الكويت، فقط للاستمتاع بسياحتها الداخلية المميزة.
ولكن وين الله يوفقنا واحنا عندنا اعضاء مثل اللي الله بلانا فيهم؟ وين الله يوفقنا واحنا عندنا حكومة ضعيفة تخاف من ظلالها؟
وين الله يوفقنا واحنا عندنا متسلقين بالدين عدد شعر راسنا؟
وين الله يوفقنا واحنا عندنا مسؤولين فاسدين لا يهمهم سوى مصالحهم الخاصة؟
وين الله يوفقنا واحنا عندنا بيروقراطية مزمنة ما لها حل؟
وين الله يوفقنا واحنا عندنا ناس تحسد وتحقد وتطبق المثل الذي يقول «هاته وهات عباته»؟
آخر الكلام
من باب كسب الأجر وتعميم الفائدة، اقترح على النائب الفاضل محمد هايف واصدقائه اعضاء لجنة الظواهر السلبية، أن يوجهوا دعوة مستعجلة للنجمة الأميركية كيم كاردشيان لتحل ضيفة شرف على لجنة الظواهر السلبية، كون لها تأثير قوي في تسويق لبس العباءة والنقاب والحجاب، وبذلك يتم تحقيق هدف يسجل في سجل اهداف اللجنة الدايخة.