روابي البناي
لا يختلف اثنان على أن الكويت بلد «الهبة»، يعني بلد الفناتك والتقليد الأعمى.. أي بالمعنى الصحيح بلد «كل من طق طبله قال أنا قبله»، فلا يمر شهر تقريبا حتى تجتاح الأراضي الكويتية صرعة جديدة، نجد العموم منقادا لها من دون وعي او تفكير، المهم ان يجاروا هذه الهبة التي من وجهة نظرهم تجعلهم يبدون انهم «يايبين اليهده».
وبما اننا سباقون في مجال الهبات والصرعات التي ستؤهلنا لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكثر شعب يهب ويواكب الأكو والماكو، تجدنا على اطلاع مستمر بمجريات العالم الخارجي حولنا. فما ان يحدث شيء جديد في بلاد الواق واق حتى تجده مطبقا بحذافيره هنا بالكويت، لذا نجد ان الهبة المنتشرة حاليا هي الاعتصامات والإضرابات والتجمعات والمظاهرات، وذلك لأن موجة الثورات والمظاهرات تجتاح الدول المجاورة.
ولكن ما يتعيّن علينا ادراكه اننا في الكويت لا يمكن مقارنتنا بما يحدث في الدول الأخرى مثل مصر وسوريا والبحرين، فنحن ولله الحمد لدينا نظامنا الخاص الذي نحسد عليه، ولدينا دستورنا الوطني الذي يتضمن كل بنود تأمين حياة كريمة لأي مواطن كويتي، ويبقى أمر أن لكل دولة ظروفها وقوانينها المتبعة.. لكن «وين اللي يفهم؟».
تابعت كما تابع الكثيرون منكم التجمعات التي نادى بها جموع الشباب المنجرف وراء بعض اعضاء مجلس الأمة، او وراء بعض التحالفات والتجمعات والأحزاب غير المعلنة للخروج إلى الشارع مطالبين بتغيير رئيس الحكومة واعضائها، او خروج بعض نواب المجلس ممن لا يروقون لهم، او لانتقاد وضع معين يرونه من وجهة نظرهم خطأ، وغيرها من القصص التي لا أول لها ولا تالٍ، والكم الهائل من الرسائل والتوسلات التي تسبق الموعد المحدد لعقد هذه التجمعات (الفاشلة) التي يجري بثها عبر موقع «تويتر» او عبر خدمة «الواتس اب» في محاولة لاستقطاب اكبر عدد من الحضور، وذلك لإتقان الدور الدرامي الذين يقومون به بفيلمهم التجاري الهابط والذين يجسدون به دور الكومبارس.
أهداف جانبية
المضحك في الأمر عزيزي القارئ ان هناك الكثير ممن يستغل هذه التجمعات لأغراض ثانية وبعيدة عن الهدف المنشود، كبعد قلب مسلم البراك عن قلب احمد السعدون. فنجد ان بعض البنات ينتظرن هذه التجمعات على احر من الجمر ويقمن بالاستعداد لها «على سنجة عشرة» منذ منتصف الأسبوع، فيخترن اللبس اللافت ويعملن بروفات مكثفة لوضع الماكياج ويتصلن بالصالون لأخذ موعد «لميط الكشه» وتركيب الرموش.. والحالة حالة، خاصة عندما تنقل مراسم هذا التجمع عبر شاشات التلفزة.
وما ان تدق عقارب الساعة السادسة مساء حتى تجد البنات انحشرن في سيارة واحدة و«شلن شلايلهن»، ورحن إلى مكان التجمع، ووقفن في مكان استراتيجي مميز بحيث يراهن القاصي والداني، وبعدها يبدأ مسلسل «خوزرني وخوزرك» وبعده ابتسامة وكلمة.. ومن ثم تسجيل موقف وطني مشترك.
قز وطني
والسيناريو نفسه لاستعدادات بعض الشباب لحضور هذه التجمعات التي اضحت ملاذا وحجة «للقز الوطني»، خاصة ان مجتمعنا اليوم (يالله من فضلك) يزخر بوجود فئات عديدة من الشباب، فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك «بوتاج» الذي يكون «مربي» شعره ولا يتحمل ان يطيح شعره على عينيه (خنت حيلي) فيضع التاج حتى يضمن ان شعره الغجري لن يسبب له اي اثر سلبي يعيقه من اداء دوره البطولي في التجمع.
وهناك «بو تراجي» الذي احب ان اطلق عليه «الخروف المسلسل» الذي قام بعمل فتحات عديدة بأذنه وزينها بالتراجي.
وهناك «بودشداشة مخصرة» التي تبدو كأنها دراعة «بريما»، شغالة امي، اول ما وصلت الكويت قبل عشر سنين.
وهناك «المعظل» الذي قعد طول الأسبوع يدق ابر وينشف عضلات جسمه حتى «طخ ميخه» فقط حتى يأخذ الجو ويكون show التجمع ويشتهر ويزيد عدد followers الموجودين عنده بتويتر. ففي اعتقادي الخاص ان هذه النماين هي المستفيدة من هذه التجمعات والمظاهرات.
نصائح أبلة روابي
للأسف ان القائمين على هذه الدعوات التظاهرية نسوا الكثير من الأمور التي يجب ان يراعوها في تجمعاتهم، والتي من المفترض ان تكون غير غافلة على ناس لهم احساس وطني ومطالبات «طرزانية» كالتي ينادون بها.
وخدمة مني وتكسبا للأجر وتطبيقا لمثل «سو خير وقطه بحر»، سوف اسرد بعض الملاحظات الجوهرية التي ستساعد «طرزانات الكويت»، كما احب ان اطلق عليهم، على انجاح تجمعاتهم وتظاهراتهم المستقبلية:
– وحدوا هدفكم ورسالتكم التي تنشدون ايصالها للشعب حتى نستطيع ان نبلعكم ونستمع لكم.
– خصصوا مكانا للصحافيين ورجال الإعلام صحتى نصدق فعلا ان حضوركم كثيف.
– ليكن الحضور مقتصرا على المواطنين، وبمعنى اوضح ليمنع دخول الأخوة المقيمين وغير محددي الجنسية، حتى نستطيع ان نحكم على حجم تأثيركم شعبيا.
– لا تلعبوا على عاطفة الشعب الكويتي وتستغلوا براءة الأطفال وعجز ذوي الاحتياجات الخاصة وتقحموهم بمصالحكم الشخصية.
– لا تسمحوا لأي نائب كان، مهما علا شأنه ومكانته عندكم وعند معازيبكم، باستغلال التجمع والإمساك بميكروفون الخطابة حتى لا نضحك عليكم اكثر واكثر.
فالنائب المحترم مكانه قاعة عبدالله السالم فقط وليس الخطابة في الشوارع.
– لا تستقبلوا شخصيات فاسدة بتجمعاتكم ومظاهراتكم، فانتم تحاربون الفساد على حد قولكم ولا تقبلون به.
– عوضا عن استضافة جحافل من نواب حاليين وسابقين يساهمون بفشل يضاف الى فشلكم، اقترح ان توجهوا دعوة الى الست «كيداهم» (اقصد الفنانة العريقة فيفي عبده) لكي تكون ضيفة شرف لتجمعكم القادم، تقوم خلال هذه الدعوة مشكورة بتقديم فاصل راقص من فنها العريق، وبعدها سوف ترون بأم أعينكم كيف ستنجحون وتحققون مطالبكم بكل يسر من دون ان تطيح بلاعيمكم وبلاعيم معازبيكم من الصراخ والعويل على الفاضي، وبعدها قولوا روابي ما قالت.
الطبطبائي كلاكيت
للمرة المليون
النائب الفاضل وليد الطبطبائي، يا بومساعد، يا قاهر الإسرائيليين ومحطمهم ومطير النوم من عيونهم، مادري شقول وشخلى عنك. الصراحة بدعت، واحط تريليون خط احمر تحت كلمة بدعت، انا الصراحه متعودة عليك تتسبح في الشواطئ الخطرة مثل الحوت، يطقونك بعجره «ياجبل ما يهزك ريح»، بس ماهقيتك تعطي عبد الحليم حافظ صفر بالإحساس المرهف والقلب الضعيف اللي يخليك تقط غترتك وتكمش شعرك اشارة منك الى انه بلغ السيل الزبى عندك، وانك خلاص وصلت حدك، والمفروض والواجب على سمو رئيس الوزراء عقب ماشاف هالمنظر ان يطلع قلمه من غمده ويشخط استقالته لأنه كلش ولا الطبطبائي يزعل ويتنرفز ويكمش شعره.
آخر الكلام
• شكرا من القلب اقولها لجميع القراء الأعزاء الذين قاموا بتقديم شكر وثناء لعروس الصحف الكويتية «القبس» لدورها الكبير بالكشف عن اكبر قضية فساد تشهدها الساحة الكويتية، وذلك عبر موقع التواصل الاجتماعي facebook او تويتر. وهذا الشيء ليس بجديد على «القبس» ولا بعيد عن نهجها الذي تسير عليه، فموقفها في الكشف عن سرقة الناقلات الكويتية والاستثمارات الخارجية خير دليل على ان «القبس» هي منبر الحق والشجاعة.
كما احب ان اوجه رسالة الى كل من هاجمني في التويتر وهاجم معشوقتي «القبس» واتهمها بعدم المصداقية قبل ان تقوم البنوك المعنية بالكشف وتحويل حسابات النواب «القبيضة» للنيابة، أين انتم اليوم؟ ليش مالكم طاري؟ ولا لسانكم انقص عقب ما اتضحت الصجية؟
• همسة في أذن اعضاء التحالف الوطني الديموقراطي: ترا الرشوة لا تقتصر على الملايين والكاش والشيكات، فحتى المناقصات والمناصب تعتبر رشوة.
• همسة في أذن اعضاء الحركة الدستورية والسلف وغيرهم: ترا الرشوة لا تقتصر على الملايين والكاش والشيكات، فحتى التوظيف بدون حق ومعاملات العلاج في الخارج تعتبر رشوة.