روابي البناي
صباح البيت الدافئ، صباح القلب النابض بالحب، صباح الطمأنينة، صباح الوطن، صباح الخير يا كويت، صباح الخير يا أهل الكويت، صباح حالة الطوارئ التي بدأت في بعض البيوت بسبب الاختبارات، وأتمنى من كل قلبي ان يوفق ربي كل طلابنا وطالباتنا وينجحهم في جميع المراحل ولا يضيع تعبهم أمين يارب العالمين..
بحمد الله وبفضله خرجت الحكومة السابعة للنور بعد فترة مخاض عسيرة احتاجت لتدخل فريق طبي محنك لكي تحتفظ الأم بالجنين. والحمد لله أتحفتنا الحكومة بوجود وجوه، إن شاء الله، تكون خيرة وسمحة وتعمل شيئا لمصلحة الكويت وأهلها، مع تحفظي الشخصي على بعض الشخصيات «التحفة» التي ولدت بالحكومة السابعة، لكن هذا اختيار سمو الرئيس وعلينا جميعا احترامه وإعطاء الفرصة قبل الحكم. وفي الوقت نفسه نطالب عناترنا بأن يهدئوا اللعب قليلا ويعطوا الحكومة فرصة حتى تأخذ نفسها وتبدأ بعمل شيء، بعدها «فجوا حلوجكم» وهددوا بالاستجواب والتصعيد وبأي شيء تريدونه.
فهذا رجاء حار جدا جدا لكم يا عناترنا الموقرين، أعطوهم فرصة عفيه عليكم، ترى والله «لاعت جبودنا» من الحنة والرنة.
اليوم يا محفوظين السلامة سأتكلم معكم عن منظر اراه من وجهة نظري المتواضعة مقززا ومؤلما في الوقت نفسه، مقززا لأن بطل هذا المنظر هو الرجل الكويتي، ومؤلما لأن فيه امتهان لكرامة و«طيحة حظ» هذا الرجل. وأرجو قبل ان استهل بالسالفة ان يتسع صدر اخواني الرجال لما سأكتبه، وأن يأخذوا هذا الكلام من باب النصح، لأنهم اولا وأخيرا محسوبين علينا، واي شيء يضرهم يضرنا.
مطلوب القبض
على «بوحقب بو عقال ميالي»
«دين اند ديلوكا» من أجمل المقاهي التي يزخر بها مجمع الأفنيوز العامر بالمقاهي التي لها اول وليس لها آخر، وأتوقع أن «المؤثر» محمد الشايع يحب «التربرب والشي الراهي»، لذلك لم يبق مطعم او قهوة بالعالم لم يجلبها لنا في الكويت، وآخرها، والذي ننتظر افتتاحه على نار shake shake burger الشهير بنيويورك، واتوقع ان بيوت دكاترة الريجيم ستنخرب نتيجة ضعف الإقبال عليهم في الأشهر الستة الأولى من افتتاح المطعم، بسبب «نطاعة» الأكل.
نرجع لمحور حديثنا مثل ما يقولون، فالقعدة في «دين اند ديلوكا» شيقة وشرحة، لذا هي مزدحمة دائما ولا تجد فيها طاولة إلا «بطق العصا»، انا عن نفسي لم أجلس في هذه القهوة إلا مرتين بسبب الزحمة التي تصادفني، فأضطر ان اخذ طلبي take away، لكن اللافت في الأمر اني في المرتين اللتين جلست فيهما في القهوة، والمرات التي دخلتها لطلب take away كنت أصادف كائنا غريبا يجلس بروحه أمام الطاولة نفسها.
هذا الكائن البشري ذو الغترة المنشية و«نسفة الكوبرا»، و«البزمات المصدية»، وجدت بعد البحث والتحري أن رواد القهوة «مبطوطة جبودهم» منه كونه يتملك الطاولة ذات الموقع الاستراتيجي المميز بالقهوة. ويبدو أن هذا الكائن البشري المسكين عليه نذر، فما ان تفتح القهوة ابوابها لاستقبال الناس حتى يكون أول واحد «راز عمره». يقعد، يطلب اولا ماء وشاي، ثم قهوة، ثم سناك (يالله من فضلك) ويظل على هذا الحال حتى الساعة الواحدة ظهرا. ثم «يعين من الله خير» ويذهب إلى بيته، ليعود مرة ثانية الساعة السابعة مساء، و«يرتز» أمام الطاولة نفسها ويطلب الطلبات نفسها.
المشكلة ليست في جلوس هذا المنشى في القهوة، بل في «التبحلق» الذي يبحلقه في خلق الله، وخاصة الحريم. فما ان تقع عيناه على «زول» بنت أو سيدة، حتى تجده عدل القعدة وبرز التلفونات (اللي رازهم جدامه)، وأخذ «يخوزر» بالحريم كأنه بوحقب، لدرجة ان الكثير من السيدات اللاتي اعتدن ان يتجمعن في الفترة الصباحية في المقهي لتناول الفطور أو احتساء القهوه سئمن من تصرفاته، لأنه طوال جلوسه رأسه مثل «الكتويل» فقط يفتر يمينا ويسارا ويخوزر بالحريم.
وعلى غرار الخير الذي سويته في نبيل وهايف بدعوتهما على حسابي لرقص الزومبا، سارصد مكافأة مالية مجزية لمن يستطيع القبض على «بوعقال ميالي» وتحرير طاولة «دين اند ديلوكا» من احتلاله الغاشم لتأخذ الحريم راحتهن في جمعاتهن.
المناقصات ودفاتر الشيكات
من المناظر المؤلمة ايضا التي أحببت أن تكلم عنها والتي انا متأكدة أن الكثير منكم رآها في الأفنيوز وغير الأفنيوز، وجود بعض المتصابين، واقصد هنا «شياب النخرة» اللي توه متقاعد وبايع معاشه وطالع له جم بيزه او من اللي يطقطق بالبورصة ورابح فلسين ومو مصدق مطلع له دفتر شيكات، فهذول النماين تلقاهم «مزبرين» عند فاترينات عرض العطور والماكياج، طبعا كاشخين و«يايبين اليهده»، صابغين الشنب، منشين الغترة، بعضهم تارس اصابعه خواتم، والثاني يفرك بالمسباح الكهرب، وماغير رايحين ورادين، وناسة وسوالف، وعيونهم بقمة رأسهم من كثر ماهم «متدودهين» لا يعلمون ماذا يفعلون من كثرة البنات حولهم سواء اللواتي يشترين او اللواتي يبعن.
ويبدأ الفيلم بوقوف هذا المتصابي بوشنب مصبوغ أمام الفتاة التي تبيع، ويطلب منها أحدث وأغلى عطر نسائي موجود، وبعدها يقوم صاحبه «بوخواتم» بفتح موضوع المناقصات على هذا السيناريو: «بو محمد اشصار على مناقصة البايبات؟ رست عليك ولا عطيتها حق بوسالم؟».
وهنا يرد عليه بومحمد بعد أن يشفط كرشه ويمسح على شواربه المصبوغة: «لا والله عطيتها بوسالم حرام كسر خاطري، تدري انا توني ماخذ مناقصة من البترول وقبلها ماخذ مناقصة من الأشغال قلت هالمرة خل انفعه حرام».
طبعا كل هذا فيلم من تأليف وتمثيل واخراج بومحمد ورفيقه «بوخواتم» أمام البائعة حتى يلفتا انتباهها، وفعلا هي «يزر عقلها».. من هذه الشخصية التي تشتري مني؟
وتجدها هي أيضا تسوي فيلما عليه، ويبدأ مسلسل التسبيل بالعين و«التلوفح بالكشة» والدلع، حتى يحن بومحمد ويتحنن عليها بنظرة، فتلقاها ترسم حياتها الوردية التي ستكون مع لجنة المناقصات الواقفة أمامها، وكيف ستنفتح لها مغارة علي بابا، وتجد الكنز الذي حلمت به.
وخلال خمس دقائق تخطط هذه البائعة لجلب «الأكو والماكو» من بلدها على حساب بومحمد، وكيف ستفتح كراجا لوالدها، وتشغل اخاها في شركة بومحمد حتى يعطيها التقرير اليومي عن مناقصاته، وكيف ستفتح مطعما لأمها.. يعني ترسم المستقبل الزاهر للعائلة الكريمة. وهي لا تعلم ان بومحمد هذا ينتظره في البيت «كوكش يهال» وامهم «فاجين حلوجهم» ينتظرونه يروح الجمعية حتى يشتري اغراض البيت، وان الساعة التي تبرق في يده والخاتم الألماس كله شغل «اقبال» الهندي.
عيب يا شايب عيب
قد اكون شديدة بعتبي على المتصابين من الشياب الذين لا شغلة لهم ولا مشغلة غير التفرفر بالمجمعات ومخوزر الحريم، والتلصق في البائعات وتوزيع كروتهم عليهن. لكن يجب ان اكون شديدة لأنهم أولا وتاليا محسوبين علينا (كويتيين) وسمعتهم من سمعتنا، فأنت ياللي صابغ شيباتك، ومطلع دفتر شيكاتك، الا تدري ماذا تقول عنك هذه التي انت منبهر بها عندما تقبل عليها؟ تقول «الأهبل الغبي وصل»، هل تدري لماذا؟ لأنها متأكدة انك مبهور بكشتها المنتفة، ومستانس بالألوان التي تلطخت بها، وبالتنهوص الذي تتنهوصه عليك، وتعلم انها بسهولة راح تقص عليك وتأخذ منك الأول والتالي، وتقول لك: «سيارتي خربانة، ماعندي رصيد، اهلي محتاجين فلوس».
وانت تروح وانت ماتشوف تسحب فلوس وتعطيها، وآخر اليوم تذهب لتعطي الفلوس لحبيبها ولد بلدها الذي سيستغني على حسابك.
لا أعلم متى ستكبرون؟ وتعقلون؟ وتعينون من الله خيرا؟ أم أنتم من النوع الذي كل ماتكبرون تدبرون؟
يا أخي اذا كانت عندك فلوس زايدة وعندك وقت وصحة وتعرف تقول كلام حلو، اتوقع ان زوجتك ام عيالك اولى فيه، لأنه ما كبّر كرشك وزندك الا زوجتك الكويتية التي صبرت عليك وعلى بلاويك، والمفروض ان يكون جزاؤها ان «تجابلها» لا أن تاخذ جم هالفلس اللي طلعولك من التقاعد او البورصة وتفسفسه على بنات ابليس.
آخر الكلام
امنية اطلقها من صميم قلبي لكل المغردين في تويتر بأن يراعوا الله في كل حرف يكتبونه خاصة بالنقد، فأتمنى الا يتعدى النقد الى الشخصانية والتطرق للأعراض والحياة الخاصة للشخصيات المنتقدة، لأن هذا الشيء ليس من اخلاق المواطن الكويتي وشيمه.