روابي البناي
صباح الخير أحبائي وأسبوع جديد مملوء بالنشاط والنجاح والتوفيق من رب العباد ينتظركم لأنكم تستاهلون الخير. قبل أن استهل بسرد سالفتي اليوم، أحب أن أطلب من إخواننا أعضاء مجلسنا الموقر باسمي وباسم أهل الكويت، وعلى قولة إخواننا البدو «ننخاكم».. خلاص الكويت لا تتحمل مهاترات ومشاحنات و«طقني وطقك»، فالكل يجمع على شيء واحد هو أن الفترة الحالية، والمقبلة، لا تتحمل استجوابات ولا «تربص» لأخذ ثار ولا «معاير» ولا شيء من هذا القبيل، بل نتمنى أن يكون هناك تعاون وتكاتف ونبذ لكل ما هو طائفي ومذهبي وعرقي وعنصري، لأن الوضع يا أخوان في غاية الخطورة، والوضع بدأ بالتراجع إلى الأسوأ.. فماذا يعني أن يتفوه طفل لم يتجاوز الخامسة من عمره بعبارات طائفية مثل «أنت شيعي ولّا سني؟»، والآخر يقول «أنت مع الحكومة ولّا المعارضة؟»، او «أنت بدوي ولّا حضري»؟؟ هل هذا هو الوضع الصحي السليم لفلذات أكبادنا؟
أتمنى أن تعودوا لعقولكم وتفكروا بنا نحن الذين ائتمناكم على حقوقنا لكي تحافظوا عليها وتدافعوا عنها بتعاون سلس راق مع الحكومة، وألا تتصارعوا معها مثل «أندرتيكر» و«جونسينه»..
كما أتمنى أن ترفعوا أيديكم وأرجلكم عن التدخل في علاقات الكويت الخارجية لأنها شأن يحدده حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله وحده، ولستم أنتم يا من تدعون الديموقراطية، وكفاكم عبثا بنا وببلدنا، لأنه فعلا «لاعت جبدنا منكم ومن خرابيطكم الزايدة».
سالفتي اليوم، الله يسلمكم، غريبة عجيبة، غريبة لأني حتى كتابة هذه الأسطر لا أصدق أن الطمع والجشع وصلا بالناس، وبالأحرى بالكويتيين إلى هذه الدرجة، وعجيبة لأني على قولة اخواننا المصريين «ماخذه مقلب بنفسي»، وحسبالي اني اعرف كل شيء عما يدور حولي، لكني لم أكن اعرف أن هناك اشياء يقشعر لها البدن تحدث في بلدي، منها ما سأذكره لكم اليوم عن عجوز النار التي تدعى «أم ناصر».
سطوة عجوز النار
يقول المثل «لسان طويل والحيل قاصر»، لكن مع أم ناصر بطلة سالفتي اليوم، لا والله «اللسان طوله مترين والحيل إمصيبه صابتها» لو تطق الطوفه تطيحها من قوتها وثقتها بنفسها.
أم ناصر للذين لا يعرفونها هي احدى سيدات المجتمع الكويتي من الطراز الأول، وأضع خمسين خطا تحت سيدة مجتمع من الطراز الأول، يعني لا ينقصها شيء: مال، ومركز إجتماعي مرموق، واسم رنان، وصداقات لا حدود لها مع الجنسين، يعني ما عليها سوى ان ترفع سماعة التلفون فقط لتخلص شغلها.
وأم ناصر هذه معروفة عند الحبايب والأصدقاء بانه لا يوجد باب يغلق في وجهها، ولا أحد يقف في طريقها يعني «فرعون زمانها»، وكل الذي تريده تفعله، ولا أحد يستطيع ان يقول لها «أدني وراج». ومع كل هذا وتأكيدا على أن النفس أمارة بالسوء والإنسان «ما يترس عينه إلا التراب»، لم تكتف أم ناصر بهذا العز، بل انها تعتبر أكبر مورد للخرز في الكويت، لكن ليس لكل الناس، بل فقط لكبار الشخصيات (vip). والذي تحبه وتعزه يناله من الحب جانب على قولتهم.
نصب وشعوذة
قد تقولون «وشفيها اذا صارت أكبر موردة للخرز.. الله يوفقها، خلها تورد الخرز لأن الخرز مطلوب حق تزيين النفانيف والمجوهرات وغيرها!». لكن اسمحوا لي ان أقول لكم انكم مساكين، لأن عجوز النار لا تتعامل مع هذا الخرز العادي، بل تورد خرزا من نوع ثان او مثل ما يطلقون عليه «الحجر الكريم».
فهي تتعامل مع مراكز روحانية بدأت بالانتشار عندنا بالكويت، وهذه المراكز تستند في علاج مرضاها الى الحجر الكريم، لكن ليس أي حجر. كما أن أم ناصر تقوم بجلب بعض الأحجار التي تستخدم في أعمال الشعوذة وخراب بيوت الأدوام العمرانة مقابل «همجة من الدنانير» التي أعمت عيونها.
أم ناصر في الجامعات والوزارات
كما ذكرت لك عزيز القارئ، أن ام ناصر في النهار سيدة مجتمع راق، وفي الليل تقوم بعملية «تبييت» للخرز وبيعه لطالبات الجامعة والموظفات، خاصة اللاتي لم يسعفهن الحظ بالزواج أو اللاتي يرغبن بالظفر بزوج من طراز خاص، يعني خمس نجوم، أصل وفصل وفلوس وجاه، ما على الواحدة منهن الا ان تقول لأم ناصر مطلبها ولها ما تريد.
حتى البنات اللاتي يعانين تسلط اخوانهن وذويهن عليهن بالذهاب والاياب، ويردن ان يصير حالهن «لا سداد ولا رداد» أم ناصر عندها الحل. فالحل بخرزة «عرج السواحل» من عند أم ناصر، وهي اكثر الأنواع استخداما واشهرها عند هذه العجوز.
«عرج السواحل»
و«عرج السواحل» لمن لا يعرفها عبارة عن أصبع صغير ملفوف ذي لون أصفر مائل الى البرتقالي الغامق له أربعة مصادر، حيواني ونباتي وحجري وبحري، يستخرج من القنفذ حين يجامع أنثاه. وفوائدها، حسب ما تقوله أم ناصر لزبائنها، تشمل معظم الأشياء، منها على سبيل المثال لا الحصر تسهيل المعاملات الصعبة، المحبة، الهيبة، العلاقات الاجتماعية، جلب الرزق، جلب الحظ، الزيادة في التوفيق والبركة، وللأمن من شرور السحر والسحرة وأشرار الجن والحسد والأحقاد وأشرار الإنس، يعني كل شيء، ولا يمكن أبدا أن تنقلب ضد حاملها.
وأصبح الحصول على «عرج السواحل» الشغل الشاغل لبعض بنات الجامعة وموظفات الدولة على اختلاف مسمياتهن وشهاداتهن ممن أحب أن أنعتهن «بضعاف العقول» كونهن يلجأن إلى مثل هذه الخرافات، لتسهيل امور حياتهن اليومية.
أم ناصر وخراب البيوت العمرانة
كما لأم ناصر زبائن من راغبات الزواج وطالبات الحب، هناك أيضا زبائن لهن طلبات شيطانية مثل الانتقام من فلانة أو فلان لمجرد «أنهم باطّين جبدي».
فأم ناصر تبرد الجبد وتقوم بفرك الخرزة المطلوبة وبالتالي يحصل المراد. فتقوم هذه السيدة بترديد بعض التعويذات على الخرز، وتذكر اسم المرأة أو الرجل المراد خراب بيته، أو المراد تطليقه من زوجته، أو تطليقها من زوجها وتشتيت العائلة، لمجرد اشباع رغبة بالانتقام او لمجرد أن هذه البنت مستقرة والله ساتر عليها.
وهذه الامور تطلبها بعض البنات، خاصة ممن يعانين عقدة «الأنا»، يعني لا تحب الواحدة منهن أن ترى أحدا أحلى منها أو أحدا يمدح غيرها، فتتحول من باربي الى وحش كاسر كل حقد الدنيا بقلبها، فتقول لأم ناصر «أبي شي يخلي فلانة تتحرول وتتخسبق بحياتها».
هناك نفوس مريضة كثيرة لا تتمنى الخير والستر للناس، لهذا تدفع الآلاف لهذه العجوز لكي تحصل على مبتغاها.
تقول لي احدى زبائن أم ناصر ممن تعتبر هذه العجوز أيقونة لها كونها تسهل لها كل شيء «أنا احتاج الخرز بس علشان المحبة، يعني احب ان اكون محبوبة بين الناس والناس كلها تبي تصادقني، وابي الرياييل بس يشوفوني ينشدهون ما يقدرون يتحملون جمالي. والأمر ما يخلا اذا احتجت شي في الدوام يعني ابي مكافأة أبي أترقى مالي خلق اداوم أم ناصر ماتقصر معاي تضبطني».
ولما سألتها عن الفلوس التي تعطيها لهذه الساحرة قالت: «شوفي روابي كل شي بثمنه، يعني مثل ما أبي لازم اعطيها مسكينه، اهي صج غاليه بس تستاهل».
خطر كبير
خطر أم ناصر يضاهي خطر مفاعل بوشهر الإيراني.
صدقوني ياجماعة الخير، ترى هذه العجوز هي التي تكلمت عنها بإيجاز، لأني وعدت الناس الذين مدوني بالمعلومات الخاصة والأكيدة عنها اني لن أبحر في الكلام عنها حتى لا تزعل (إسم الله عليها)، تراها والله نصابة وكذابة، وحرام الذي تفعلنه بأنفسكن وبأهلكن. هذه لو فيها خير لكانت أفادت نفسها وقنعت بوضعها. لماذا ياجماعة الخير تعرضن أنفسكن وحياتكن للخطر مع هذه الأشكال؟ لماذا يا بنات ديرتي لا تؤمنن بشيء اسمه النصيب؟ لماذا الركض وراء الرجال؟
ربما تكون أم ناصر حققت… لكن بعض الأشياء التي تردنها، مثل المحبة وتيسير معاملات وغيرها من التفاهات والخزعبلات التي تقص عليكن بها، لكن هناك شيئا أقوى وأكبر من قوة أم ناصر يجب أن تتذكرنه هو قوة المولى العلي القدير الذي يمهل ولا يهمل.
أتمنى ان ترجعن إلى عقولكن وتطلبن الخير من الله، وتبعدن ام ناصر وخرزها عنكن، حتى يفتح الله عليكن. لأن أم ناصر هذه التي «انتو شادين الظهر» بها لا تساعدكن لوجه الله، لكنها ترسم لشيء أكبر وأخطر من الذي تفكرن فيه.
فأنت أيتها الموظفة وانت أيتها الزوجة وأنت أيتها الطالبة الجامعية.. ألم تفكرن لو للحظة لو أن عجوز النار هذي قامت باستخدام هذا الخرز ضدكن وجعلتكن مثل الخاتم بأصبعها ماذا ستفعلن؟؟
هذا نداء للمعنيين بوقف هذه العجوز المتصابية عند حدها وفك الناس من شرها.
آخر الكلام
ما يدعو للعجب أن أم ناصر مستأجرة شقة على البحر تستقبل فيها زبائنها من الجنسين من الساعة 4 وحتى 10 مساء كل يوم ما عدا الجمعة. ولك عزيزي القارئ ان تتخيل الفوضى والإزعاج والمنظر اللافت الذي يحدث عندما تقف السيارات، وتنزل منها البنات والشباب من مختلف الأعمار والأرناق. ولكن الأعجب أن هناك سيارة دورية فيها اثنان من افراد الشرطة تقف أسفل العماره بوضع «صم بكم عمي» فهما لا ينطقان..