الإمبريالية هي :
مذهب سياسي يبرر حق اللجوء إلى القوة لإنشاء إمبراطورية بقصد التوسع والسيطرة على عدة شعوب مختلفة عرقيا وثقافيا , وإخضاعها بدرجات متفاوتة , لسلطة معينة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً. وللإمبريالية دوافع مختلفة , منها ما هو سياسي كضم بلد إلى كتلة معينة , أو عسكري ( كاحتلال مناطق استراتيجية ) ,
أو ديمغرافي (كتأمين إقامة الفائض من السكان)
,واقتصادي (كالحصول على المواد الأولية وإيجاد أسواق للمنتجات الصناعية )
أو ديني (كإحداث وطن قومي وإذا كانت الإمبراطوريات القديمة قد أخذت بالزوال
وحصلت معظم المستعمرات على استقلالها , فقد نشأت إمبريالية حديثة مؤداها تحقيق الأغراض الآنفة الذكر إما بالتراضي , بعقد المعاهدات والاتفاقيات , أو بالضغط السياسي أو الاقتصادي ,
أو بتأثير مقتضيات التوازن الدولي وقد حاول الكاتب الإنجليزي هوبسون في كتابه (الإمبريالية) الصادر في عام 1903 م أن يثبت أنَّ العدوان الذي مارسته الحكومات الأوربية ضد بلدان آسيوية وافريقية قد تم بدافع من أصحاب الملايين ,
وأن الإمبريالية انبثقت عن الرأسمالية الاحتكارية , بتصميم مسبق من الدولة وتناول الفكرة ذاتها الزعيم الشيوعي لينين في كتابه (الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية) المنشور عام 1917 م
وتتميز هذه المراحل في نظره بزوال المنافسة الحرة أمام قيام الاحتكارات , وتصدير رأس المال إلى الدول العظمى على تقاسم معظم مناطق العالم , الأمر الذي يؤدي إلى نشوب الحروب وانتصار ثورة البروليتاريا والإمبريالية عقبة ضخمة تحول دون الاستقرار السياسي في البلاد النامية والحديثة العهد بالاستقلال ودون تنميتها الاقتصادية
, لأنها تحرص على إبقائها في حالة تبعية دائمة. والفارق الرئيسي الذي يميز الاستعمار عن الإمبريالية الحديثة هو أن هذه الأخيرة تتناول الدول المستقلة وتحاول إخضاعها لنفوذ الدولة الأقوى سياساً أو عسكرياً أو اقتصادياً إما ودياً أو بموجب التعاقد أو التحالف , وتوقيع معاهدات للمساعدة المتبادلة , الخ ….
وأحياناً بالتهديد , أو بإثارة الفتن الداخلية أو بالعدوان الفعلي