في سكون الليل أسرارا و همس و الصمت ساد أجواء المدينة
و في الشوارع ضوء خافت حين التقى نور القمر و ضوء مصابيح المدينة
هدىء الطريق و من الهدوء ما فيه رهبة و الرغبة فيه و الهوى
هوى الأسير للبقاء خلف أسوار المدينة
في مدينة الملاهي أضواء و ضوضاء صاخبة و زينة
و ألوان زرقاء صفراء و خضراء لتمحي ظلام ليالي المدينة
و أطفال في ثوب العيد تجري تلعب و تلهو صنعوا بهجة في المدينة
و عروس حسناء ثيابها حمراء بهرت عيون فتيان المدينة
هرجا و مرجا و ابتسامة على الوجوه
غير أن في القلوب غيرة فيها حيرة و ملامة
فيها شوقا للحبيب و ذكريات لا تغيب فيها دموع و ندامة
و في الضواحي بيت رعبا فيه خوفا و قتل دموي و جريمة
مدينة الأشباح شيّد البيت فيها أشرار المدينة
و خيال ظل على الجدار و المشاهد فيها هلعا و رهبة و قشعريرة
أشعل الرأس شيبا و خاف فيه أطفال المدينة
و بلياتشو غابت شمسه انحسر عنه ضوء المدينة
حين صارت ألعابه حركات ساذجة قديمة
بلياتشو فاتت أيامه سرق الزمان أحلامه
تحسبه يضحك و هو يبكي
حين سخر الصبيان منه و انصرف أولاد المدينة
انفضّوا عنه و يا ليتهم يذكرون أيام عزه
يا حسرتاه لم يذكروا سوى المذلة و الهزيمة
مدينة فيها القسوة سادت و الجحود و ضاع فيها كل معني للحب و المشاعر النبيلة
و هذا ساحر التف حوله جمهور المدينة
حفر الزمان و السهر في وجهه خطا و سطرا على الجبين يحكي قصص السنين
فاق سحره كل الخيال
هذا سحرا بعد حينا سوف يبطل قال حكماء المدينة
باع أحلاما باع وهما و سرابا باع الخيانة و الخديعة
برقص هستيري و مزمار وضعت اللعبة الأوزار
كلون قلبه ارتدى عباءة سودا و أنيابه تخفيها الشفاة و عصا الخديعة في يداه و أشياء أخرى في جعبته
حقيبة فيها بطاقته و أوراق تكشف هويته
فكيف غابت حقيقته عن بعض أبناء المدينة؟
الاسم مارد ابن إبليس المدينة
عنوانه بيتا في جنهم و المهنة إغواء المدينة
إنه الشيطان عفريت المدينة
خلط أوراقا و الوعود ظلّت أماني و وعود
مدينة فيها الحقيقة غابت
تاهت و ضاعت في الزحام
و ضلّ أصحاب المدينة
غير أنّ الشمس يوما سوف تشرق رغم كيد الفاسدين كيد خفافيش المدينة
من رغبوا عن حي الملاهي ليسوا كمن يرغبون فيه
قال ناسك من المدينة وقت أن كان يسعى بين أحياء المدينة
على ترابا في ديارا من رمال قال رحمة و سلام أرض الحقيقية و السلام
شمس الحقيقة سوف تشرق رغم مكر الماكرين مكر أشباح المدينة
رائع يا استاز سعيد