فالبداية وقبل أن تقرأ الموضوع هؤلاء البنات ليسو أصلن بنات بل هم بائعات هوى اساسا ” يعني بالكويتي ( ق**ه فلوس ) “ طبعا حطيت نجوم لأنة القارئ أرقى من أن يقرئ هذه الكلمات المنحطه و قبل أن أترككم مع المقالة لايسعني إلى أن أقول بالعامية ” العتب ليس على الواطية المنحطه بطبعها ( السمساره ) العتب على إلي رضت تكون سافلة بأصلها ( الي تسمي نفسها ضحية للسمساره ) الي حولت نفسها من حره إلى عبدة فلوس تبيع بشرفها وهذا إن كان يدل فيدل على رخص قيمة هذه المنحطة التي يمكن شرائها بشوية دنانير “ .
فالنهاية أشكر الأخت روابي البناي على جرئتها في كتابة هذه المقالة في وجوه هؤلاء الزبالة
الجزء الأول
المقالة
من المؤكد أن موضوع اليوم سوف يفتح عليّ أبواب جهنم الحمراء، وسوف أتعرض لحملة هجومية شرسة. ولكن من أجل عين تكرم ألف عين، فمن أجل إيصال المعلومة وتوضيح ما يحدث داخل أركان مجتمعنا الكويتي الذي بدأ يتزعزع ويضعف، سوف أتصدى لأي هجمات.
لا يخفى على الكثير أن المظاهر والمغالاة باتت سمة من سمات المجتمع الكويتي، فللأسف ان احترام الفرد اليوم أصبح يقاس بالساعة التي يلبسها أو بالسيارة التي يقودها أو بحسابه البنكي. وهذه المظاهر شملت الجميع، بمختلف الأعمار، فتجد العجوز التي لم يتبق لها سوى بضع ساعات وتودع الدنيا تقوم بعمليات شد ونفخ لمعالم وجهها المتهالك وجسدها المطاطي حتى تعجب الشباب الصغار، وكذلك تجد الرجل الكبير بالسن قد صبغ شعره ولحيته وشواربه، ويتنطط من مقهى إلى مقهى وهو في كامل أناقته، ويحرص على أن يظهر حافظة نقوده بين حين وآخر وهي ممتلئة عن بكرة أبيها بالنقود، بهدف إغراء البنات ممن يرتدن المقاهي وتزغلل عيونهن النقود، فما حال الشباب من الجنسين الذين يرغبون بارتداء أغلى الماركات وقيادة اغلى السيارات والسفر في كل عطلة، ولا يهم من أين يأتي المال، المهم أن يكون الشي ء المطلوب في متناول اليد وبأي طريقة… فآفة التقليد الأعمى وحب المظاهر أصبحت كارثة هدمت الكثير من البيوت العمرانة وزعزعت كيان مجتمع بأكمله.. لذلك ارتأينا أن نضع أيدينا على الجرح الذي بدأ نزيفه يملأ شوارع الكويت ونحاول أن نضغط عليه لعل وعسى نجد الدواء الشافي له…
النوع الأول:
صفقات العلاقة داخل الحرم الجامعي
دخول بناتهم الجامعة حلم يراود كل أب وأم تعبوا طيلة سنوات مضت ليروا فلذة كبدهم تجلس على مدرج الجامعة لكي تتخرج بعد أربع سنوات وبيدها شهادة تحميها وتضمن لها مستقبلا وظيفيا متميزا عن غيرها ممن لم يحالفهن الحظ باستكمال دراستهن الجامعية. لكن هذا الأب وهذه الأم لم يخطر ببالهما مدى الخطر الذي سوف تجده ابنتهما داخل الحرم الجامعي ممن يتخذون من السمسرة على الأجساد وظيفة لهم. فأعزكم الله انتشرت في الفترة الأخيرة، ولو على نطاق ضيق جدا، «صيادات» داخل الحرم الجامعي ممن يتصيدن بعض البنات المستجدات، فيقمن بإغرائهن بشتى الوسائل حتى يقعن في الشباك ولا أحد بعد ذلك يستطيع إخراجهن.
تبدأ عملية الصيد بتحديد الهدف المراد الإيقاع به، وعادة ما تكون الضحية كما ذكرت من البنات المستجدات ممن يظهر عليهن الركود الاقتصادي، فتقوم هذه «الصيادة» بالتودد لهذه الطالبة وإبداء الرغبة بصداقتها وتعزيز العلاقة بينهما.
بعدها تبدأ بانتقاد طريقة لبسها، وتقول لها إن عليها أن تجاري الموضة وأن تلبس أغلى الماركات، لأنها جميلة وحرام ان تدفن جمالها بهذا اللبس الزهيد. وطبعا ترد هذه الطالبة بكل سذاجة بأن دخلها لا يسمح بأن تلبس ماركات وساعات الماس أو تشتري سيارة قيمتها فوق عشرة آلاف دينار لأن أباها متقاعد وأمها موظفة عادية، ودخلهما لا يسمح بذلك، وأن حلمها أن تلبس الماركات الغالية التي طالما رأتها عبر شاشات التلفزيون، وتتزين بالألماس وتقود سيارة غالية الثمن ولكن العين بصيرة واليد قصيرة.
وهنا يأتي رد هذه «الصيادة» سريعا، فتطمئن هذه الفتاة بأنها تستطيع أن تساعدها في أن تحصل على مبالغ كبيرة كل أسبوع إن أرادت، بطريقة سهلة جدا ومسلية، لكنها تحتاج إلى قليل من الشجاعة وإلى قلب قوي. وطبعا كل هذه الإغراءات التي ترسمها لها هذه الشيطانة، تعمي عيني البنت فتوافق على كل الطلبات.
ويبدأ مشوار الدمار، فأول المشوار تصطحب هذه «الصيادة» الطالبة إلى الرأس الكبيرة أو كما يسمونها king وهي امرأة في أواخر العقد الرابع وبداية الخامس، تتخذ من احدى الفلل الراقية، التي تم تأجيرها خصيصا لهذه الأغراض، ملاذا لها، وتعرفها عليها. وطبعا تقوم «عجوز خيبر» بدور الأم الطيبة الحنون التى تشفق على حال هذه البنت الجامعية التي لا تلبس الماركات ولا تتحلى بالألماس فتقول لها: «حرام ان تدفني نفسك بالحيا»، وتعطيها رزمة نقود بمنزلة سلف يتم سداده بالأقساط المريحة ومتى شاءت.
فتشعر هذه الطالبة بأن ابواب السماء انفتحت لها، وانها سوف تدخل التاريخ من أوسع ابوابه لكونها سترتدي اغلى الماركات وتتباهى بحمل اثمن الحقائب. وفعلا تأخذ الطالبة النقود من هذه المجرمة على أن تسددها بالأقساط المريحة ومن دون فوائد ومن دون علم الأهل طبعا.
لكن ما إن يمر اسبوعان حتى يبدأ مسلسل المساومات، فإما الدفع أو الشكوى في المخفر او عند الأهل. وطبعا تخاف هذه الطالبة من الفضيحة لكونها قامت بهذا الشيء من دون علم الأهل، فتذهب إلى هذه العجوز تترجاها بأن تعطيها وقتا للسداد، وأنها لا تملك أي شيء . وهنا يأتي دور «الصيادة» الاولى، فتقول لها بكل وقاحة: «إذا اردت ان ترضى عنك الـ king وتسامحك بالفلوس، تعالي يوم الخميس بالليل حفلة العشاء اللي مسويتها حق بعض اصدقائها لأنها تحب الجمعة والوناسة».
وطبعا توافق هذه الطالبة على الفور لأنها تريد الخلاص بأي طريقة من الشكوى والفضيحة، ولكنها لا تدري بأن حفلة يوم الخميس ليست إلا بداية لحفلات قادمة لا تستطيع الفرار منها، لأنها سوف تتعود على الجو المليء بالفساد وبالنقود الكثيرة التي ستغدقها عليها هذه العجوز والشخصيات الكبيرة التي ستصادفها في الحفلة. وعادة يتم تطمين هذه الفتاة بأنه لن يطالها أذى من وجودها في هذه الحفلة، لأن كل المعازيم من الواصلين الذين لا يطبق عليهم القانون ولا تطالهم المداهمات ولا التشهير بالجرائد كغيرهم. وبهذا تكون الفتاة في قمة سعادتها لأنها سوف تضمن مصروفا اسبوعيا وفيرا، بالإضافة إلى التعرف على وسط اجتماعي عال تستطيع من خلاله ان تنهي جميع معاملات اسرتها.
ولا يقتصر دور «الصيادة» على تضبيط طالبات الجامعة داخل الكويت، بل يتعداه إلى الدول المجاورة.
تحكي لي إحدى البنات ممن يتخذن هذه المهنة ملاذا لهن لتفريغ الطاقة واشباع رغباتهن المالية، وهي طالبة في السنة الثانية بإحدى الجامعات بالكويت، فتقول:
تعودت الخروج من المنزل الساعة الثامنة صباحا على أساس انني ذاهبة إلى الجامعة ولن أعود إلا بحدود الساعة 9 ليلا، لأن لدي مواد بها مختبرات، بالاضافة إلى أنني أقول لأهلي إنني أدرس في المكتبة مع صديقاتي. لكني أستغل هذا الوضع لمصلحتي، فأذهب حيثما شئت ولا أحد يشعر بي… إلى أن تعرفت في احدى «القعدات» على شاب من إحدى الدول الخليجية، يتسم بالوسامة والثراء الفاحش، والصراحة لم يقصر معي بأي شيء طلبته منه. ونظرا إلى انشغاله بشركاته ببلده بدأ يطلب مني أن أزوره على أن أسافر اليه صباحا وأرجع ليل اليوم نفسه. فهو يحجز لي تذكرة، ويتركها لدى مكتب الطيران في المطار، وأنا أخرج من البيت واذهب إلى الجامعة واترك سيارتي بالمواقف. ثم توصلني احدى صديقاتي إلى المطار بعد أن أرتدي العباءة وأضع الحجاب على رأسي لكي يصعب التعرف علي وينكشف أمري.
وعندما أصل بلد صديقي يكون في استقبالي، فيصطحبني إلى فيلته الخاصة لنقضي 5 ساعات من الوناسة، ارجع بعدها إلى المطار وانا في قمة سعادتي ومحفظتي ممتلئة بالنقود التي تمكنني من شراء أي شيء بخاطري، من دون أن يدري عني أحد شيئا، ولا أكلف أهلي طلبات فوق طاقتهم.
النوع الثاني:
سماسرة الهوامير
أما الحالة الثانية التى صادفتها، فهي حالة عجزت أن اجد وصفا لها أهي حالة مرضية أم شاذة أم ماذا؟؟
فالفئة الثانية التى صادفتها من الطبقة المخملية والأرستقراطية في الكويت، بمعنى أصح «ماعليهم قاصر»، لكن دناءة النفس هي السبب وراء اتخاذهن مهنة «الصيادة» يعزكم الله. فهؤلاء البنات لا شغل لهن ولا عمل سوى الجلوس في الصالونات والكافيهات واصطياد الهوامير الكبار لكي يرضوا عنهن، ويلبوا طلباتهن مهما كانت. فهذه «الصيادة» ذات الخمس نجوم تتردد على الصالونات والمطاعم الراقية التي ترتادها الفتيات، خاصة في عطلة نهاية الاسبوع، وتأخذ موقعا استراتيجيا في نصف المطعم او القهوة لكي تستطيع مشاهدة الداخل والخارج وتضع علامة حول الهدف.
وبعد أن تحدد هدفها سواء في الصالون او المقهى تبدأ عملية الاصطياد. تبدأ بسؤال هذه الفتاة إن كانت فلانة، يعني توهمها بأنها تشبه عليها، وتحاول أن تفتح موضوعا معها، وبعد ذلك تعطيها رقم هاتفها بحجة انها دخلت قلبها وانها سعيدة بلقائها، وتطلب أن تتصل بها الفتاة من تلفونها النقال لكي تحفظ الرقم.
وبعدها بيوم أو يومين على الأقل تبدأ هذه الصيادة بالاتصال بهذه الفتاة بحجة أنها تريد التعرف عليها أكثر، لأنها تريد ترشيحها للزواج لشخصية معروفة وغنية. وطبعا هذه الفتاة لا تكذب خبر.. شخصية معروفة وغنية وذات نفوذ تريد الزواج بها.
ويبدأ مسلسل التردد على هذه «الصيادة» في شقتها الخاصة التي تتخذها بأرقى مجمعات الكويت السكنية ويكون صاحبنا المرتقب ينتظر هناك. وما إن تعجبه الصيدة حتى تقع الفأس بالرأس، فيغمز لهذه «الصيادة» بأن الصيدة ثمينة وتسوى، فتكمل هذه مسيرة خطتها الشيطانية وتبدأ بإغراء الفتاة قائلة إن هذا الرجل الذي طالما رأت صوره في الجرائد معجب بها، وأنه يريدها على سنة الله ورسوله، ولكن ليس في الوقت الحالي لأنه مشغول جدا، كذلك يريد أن يسوي أموره مع «النسرة» زوجته، وهو في الوقت نفسه لا يريد أن يخسرها. وكل ما عليها أن تفعله هو أن تظل معه، تسهر وتسافر وترقص وتنام، حتى يحين موعد الزواج. وطبعا كل شيء بثمنه، فهو لن يبخل عليها بأي شيء تطلبه.
وبعد الموافقة الفورية لهذه الفتاة التي وضعت على عينيها غمامة المظاهر والمال والفشخرة أمام الصديقات، تتحول من زوجة في وضح النهار إلى مجرد ضيفة ليلية.
النوع الثالث:
راقصات وبس
أما هذا النوع فهو الأشهر والأرغب من بنات الجامعة والمعاهد وأيضا المدارس، لأن هذا النوع مربح ومريح في الوقت نفسه. «فالصيادة» هنا يقتصر دورها على أن تأتي بالبنات الصغار البارعات بالرقص والإغراء، وذلك لإطفاء الغريزة المريضة للشياب ممن أكل عليهم الدهر وشرب، ولكن على قولة المثل «حتى المقابر تشتهي محمر».
فهذا الشايب العايب الذي يكون قد تناول حبة «فياغرا» أوصلت ضغط الدم إلى أعلى مستوياته يريد أن يطفئ عطش السنين بأي شي. فتحضر الصيادة مجموعة بنات ممن ينشدن اللبس الغالي والحقائب الماركة وساعات الألماس، ليقمن بالرقص لهؤلاء الشياب والتودد لهم . وطبعا تتبارى الطالبات بالرقص، ويتفنن بإغراء الشياب الجالسين كتماثيل أمامهم، ويقمن بعمل حركات تفشل أرقى راقصة خريجة شارع الهرم بأن تفعلها.
وان كبرت المسألة ولم يكتف هذا الشايب بالرقص والإغراء الشفوي، تكون هناك قبلات تشعره بأنه رشدي أباضة بزمانه. وبعد أن يرتاح هذا المريض يعطي المقسوم لهذه الطالبة التي تركت مقاعد الدراسة وأتت لمقاعد هز الوسط، لكي تملأ حقيبتها بالفلوس وتبيع نفسها لهذا الشايب.
الجزء الثاني
كتبـت روابي البناي:
في البداية أحب أن أتقدم بجزيل الشكر لكل من أعطاني من وقته وقرأ مقالتي السابقة وعلق، سواء عن طريق الجريدة أو بريدي الالكتروني أو بالاتصال لكي يبدي تأييده أو اعتراضه لما تم طرحه، فهذا يدل على وصول ما أكتبه إلى القارئ، وأني أصبت ما أرمي إليه. وأخص بالشكر المعارضين قبل المؤيدين لأنهم بمعارضتهم لما جرى طرحه، اتضح لي أن كل كلمة جاءت في الموضوع صحيحة، وأن علينا جميعا أن نتكاتف لمحاربة هذه الفئة الضالة التي تريد أن تنال من كيان مجتمعنا الكويتي المتماسك المحافظ.
كما أحب أن أوضح بأن المعارضة لا تأتي بسيل الشتائم الدنيئة التي تنم عن شخصية صاحبها، لأنهم بسبهم هذا أكدوا مستوى انحدارهم ومستوى تفكيرهم الضحل، وأنهم احدى شخصيات مقالي السابق …
أما عن الذين أيدوا المقال وهم كثر، فأخصهم بشكر جزيل على كل كلمة مدح كتبوها بحقي وبحق الجريدة على اتخاذها الخطوة الجريئة بنشر هذا الموضوع الذي كما توقعت فتح علينا أبواب جهنم الحمراء لأننا وضعنا أيدينا على «عش الدبابير» كما يقال. ولكن بهدف تطهير المجتمع من براثن هذه الآفات لا يهم … فاليوم سوف نكمل مسيرة الأفخاخ التي تنصب داخل الحرم الجامعي ونتوسع إلى الخارج، وذلك من خلال ما استشففته من خلال الردود والتعليقات التي وصلتني.
شهوة بيع الجسد وشماعة الفقر
بات حلم الثراء السريع هوسا تطمح إليه الكثيرات من البنات اللاهثات وراء مظاهر الحياة من دون الالتفات إلى الوضع المادي لأسرهم. هذا ما استشففته من احد التعليقات التي وردتني بعد نشر المقال السابق، والتي تدافع فيه صاحبته عن الأفعال الدنيئة التي ترتكب بحجة الحاجة الماسة إلى المال. تقول الأخت في تعليقها:
ماذا نفعل، فنحن خمس بنات ووالدنا دخله لا يكاد يكفي مصاريف الحياة العادية؟ لقد منّ الله سبحانه وتعالى علينا بنعمة جمال الوجه والجسد، فلماذا لا نستغل هذه النعمة ؟ كما أننا لا نضر أحدا، ولو كان هناك ضرر فإنه يقع علينا نحن دون سوانا. فلماذا تتدخلون في حريتنا وفي حياتنا؟ ولماذا تريدون تفتيح العيون علينا؟؟؟
وبررت الأخت صاحبة الوجه الجميل والجسد النحيل مشيها في هذا الطريق القذر بأن طبيعة الحياة اليوم تتطلب ذلك، وان من حقها أن تكون كغيرها، تلبس وتسافر وتتباهى، وهذا لا يكون إلا عن هذا الطريق الذي يعتبر سهلا وسريعا ولا يضر أحدا.
وأضافت: كما أن هذا الشيء يساعدنا على إطفاء غريزتنا الموجودة، لأننا بنات فقارة وفرصتنا بالزواج ضئيلة جدا، فلماذا لا نعيش حياتنا كما نريد، وعندما يأتي وقت الزواج يأتي ألف حلال!
الرقص وهز الوسط وشياب النخرة
وكان هناك تعليق ظريف وفكاهي جدا كصاحبته التي كتبت تقول: لا أجد في الذهاب إلى الرقص وأخذ الفلوس مقابل رقصي للرجال أمرا غير طبيعي، فأنا اعتبره كجزء من عملي، فأعتبر نفسي موظفة وطالبة في الوقت نفسه، أدرس واشتغل. ووظيفتي هي الرقص الذي أحبه وأتقنه، وأتحدى أكبر راقصة أن تستطيع أن تجاريني فيه (والله وستين نعم). فأنا أعرف حدودي لأني اشترط على الذين سوف أذهب لكي يستمتعوا برقصي، أنا وزميلاتي، بأننا فقط للرقص والدلع لا غير.
وكان مبرر الأخت الراقصة بعمل تلك الأفعال كمثيلاتها هو المال، وأنها تحب الكشخة، وأن تجاري الموضة، وان والدها «مو ملزوم فيها»، فهو كبرها حتى وصلت الجامعة وآن الأوان لكي تعتمد على نفسها (ونعم العائلة)، وبما أنها بارعة في فنون الرقص والدلع، فهي لاتجد أي عيب في أن تستغل فنها (الهابط) وجسدها (الرخيص) بأن تذهب لكي تطفئ غريزة كل من يدفع للاستمتاع برقصها، وطبعا يزيد الرقص على حسب الدفع.
النجاح بالجامعة وبيع الجسد
وهذا النوع يعتبر الأخطر لأنه كحرامي البيت لا أحد يستطيع الإمساك به. تقول لي إحدى الطالبات إن بعض الدكاترة تناسوا قيمهم ورسالتهم السامية التي وضعتهم في هذا الصرح العلمي الكبير، وانقادوا وراء شهواتهم الشيطانية.
ونحمد الله ان مثل هؤلاء، كما تؤكد الطالبة، قلة قليلة جدا، وينتمي إلى هذه القلة الدكتور الذي تعجبه الطالبة فيقوم بمضايقتها بتنزيل درجاتها أو بإحراجها بكلمات غير لائقة (كوجهه)، فإن استسلمت له أصبح كل شيء على مايرام، وان لم تستسلم لرغباته يقول لها العبارة المعهودة «مريني المكتب». والطالبة التي تسمع هذه الجملة لا بد أن تدرك أنها قد دخلت مزاج هذا الدكتور الشيطاني، فيكون أمامها خياران: إما أن تتنازل له وتستجيب لرغباته الدنيئة لكي تتخرج بسلام وتضمن الامتياز، أو أنها سوف تظل «تطحس» في الجامعة حتى يخرجها هذا الدكتور من رأسه، أو أن يأخذ الله سبحانه وتعالى روحه ويفك الناس من شره .
وطبعا أساليب هذه القلة القليلة من الدكاترة تختلف بالإغراء من شخص إلى آخر، لكن معظمهم يستخدم لغة العيون لأنه الظاهر من عشاق الفنان الكبير عبد الكريم عبد القادر، ولهذا فهو يطبق أغنية «بوعيان فتانة»، فتجده «يبحلق» بعينيه للطالبات كأنه «بوحقب»، حتى تقع الفريسة، وبعدها يبدأ باتباع أسلوب آخر معها، كالغزل الصريح أو المبطن، لكي يكسب ود هذه الطالبة.
التكاسي الجوالة والبنات
وحتى لا نحصر المرض في الجامعة، لا بد من القاء الضوء على ما نعرف خارجها. فمن الأمور التي يشيب لها الرأس ما تقوم به بعض البنات اللاهثات وراء رغباتهن الجنسية وحبهن للمال واسترخاص آدميتهن وكرامتهن، فبعض البنات يبتدئ عملهن في الليل، خاصة بعد خلود أفراد الأسرة للنوم. فتقوم هذه البنت بالتعاون مع أختها، أو مع الخدامة مقابل مبلغ مالي للتستر عليها، بالخروج بالليل، ويكون بانتظارها عند زاوية الشارع المحاذي لبيتها أحد أصحاب التكاسي الجوالة، ويكون تم الاتفاق معه والدفع له شهريا، لكي يقوم بتوصيلها إلى مكان العمل الليلي، الذي يكون إما احدى الشقق المشبوهة أو الشاليهات أو الفلل التي يتم تأجيرها لهذه الأغراض الدنيئة.
تذهب هذه الفتاة هناك وتمضي بضع ساعات في اللهو الحرام وجني المال الحرام، وقبل أذان الفجر ترجع البيت لأن والدها الذي استطاعت استغفاله يقوم لأداء صلاة الفجر. وما يزيد الطين بلة أنه توجد في صفوف هذه الفئة بنات لأولياء أمور أفاضل ومربيات أجيال ولكن كما يقال إن «الشيطان شاطر»، فهذا الأب الذي يعظ الناس وملتزم دينيا، تجد ابنته التي تعتبر بنظره، على قول إخواننا المصريين «قطة مغمضة» ترقص وتهز وسطها بالليل في الشقق الحمراء.
وهذه الأم الفاضلة مربية الأجيال تجدها في الصباح تنصح غيرها، غافلة عن أفعال ابنتها الليلية. فهي مسكينة لا تدري أن لديها في البيت «معلمة» تعطي دروسا بالفسق، فهي في سبيل أن تشبع غريزتها سواء للمال أو للجنس جعلت من نفسها سلعة رخيصة لصاحب التاكسي الذي ينظر إليها نظرة دونية، وللخادمة التي تتستر عليها وتهددها في كل وقت وحين في حالة تأخرها عن دفع الرسوم وغيرها من البلاوي…
وأخيرا لا بد أن نجلس ونسأل أنفسنا: لماذا وصلنا إلى هذه الحالة؟؟ لماذا أصبحت المتاجرة بالجسد على عينك يا تاجر، والأدهى والأمر من ذلك أن هذه الفتاة ترد وتجادل بكل وقاحة بأن متطلبات الحياة هي التي دفعتها لارتكاب هذا الشيء (عذر أقبح من ذنب). فأنت يا من تدعين بأن سلوكك المنحط هذا حرية شخصية ليس من حق أي كان الاقتراب منه، اسمحي لي أن أسألك سؤالا وأتمنى كما كانت لديك الشجاعة على الرد تحت اسم مستعار، أن تصرحي عن نفسك وتقولي: لماذا تقومين بعمل هذا العمل بالخفاء، وتتسترين تحت ظلمة الليل؟؟ ألست مقتنعة بأن انغماسك في مستنقع الرذيلة والانحطاط الذي تنادون به غيركم هو لإرضاء شهواتكن المالية والجنسية والغريزية؟
كما أتمنى أن تسمح لي عزيزي القارئ بأن أتوجه بكلمة إلى كل من قال بأنني أتدخل بحرياتهم الشخصية وأنني لا أحب الخير لهم وأحبه لنفسي. أولا أنا، والعياذ بالله من كلمة أنا، أعتبر نفسي أقل إنسانة في هذا الوجود، لأنه لدي قناعة داخلية بأن أعيش وأتعايش مع الوضع الذي خلقت عليه. أما بخصوص تدخلي بحرياتهم الشخصية، فهذه ليست حرية شخصية، هذه سمعة مجتمع وبلد بأكمله. كما انها نصيحة من مخلصة لبنات مثلها تريد لهن الحاضر الجميل والمستقبل الأجمل في الطريق المستقيم، وهو لا شك الأجمل.
فمتى كانت الفتاة الكويتية رخيصة إلى هذه الدرجة؟ هل الفتاة الكويتية تقاس بجنطة ماركة ومبلغ مالي؟
وأتمنى كذلك أن تكون هناك وقفة جادة من الأهل وأن يلتفتوا إلى بناتهم قبل أن تقع الفأس بالرأس، فالثقة مطلوبة ولكن بمراقبة ومحاسبة معقولة حتى تشعر هذه الفتاة بأن هناك رقيبا عليها، وأن المسألة ليست عائمة. وأخيرا أسأل الله العلي العظيم أن يستر علينا وعلى بناتنا وأن يبعد عنهن كل شر يارب العالمين.
رسالة خاصة
أتقدم بالشكر الجزيل لكل من كتب حرفا لي يشجعني ويدفعني إلى المزيد من الكتابة وعدم الالتفات إلى الرسائل المحبطة. فشكرا لكم من القلب سواء من راسلني وتواصل معي أو مع الجريدة من داخل الكويت أو خارجها فشكرا لكل من هيا آل خليفة، خالد الحميضي، صباح الصباح، عذبي، وقيان الوقيان، أم عبد الله الحمد، والأخت الفاضلة انتصار، أحمد السلامي، خالد الصراف، وجميع طلبة جامعة الكويت والولايات المتحدة الذين أثلجوا صدري بردودهم الإيجابية..
كما أخص بالشكر الأستاذ العزيز عبد المحسن الدعيجاني على كل ما قدمه لي من دعم وتشجيع وفكر راق، فشكرا شكرا يا بومحمد وإن شاء الله أكون عند حسن ظنكم.
أما بالنسبة للأخت الفاضلة صاحبة الإيميل التحفة التي أمطرت بريدي الإلكتروني لمدة يومين متتاليين، فأقول لها: أعانك الله على ما بلاك، وأنصحك نصيحة بأن رسائلك التي عجزت أن أجد وصفا لها لن تنفع معي لأنني لا أتطلع إلى الخلف أبدا، ولا يثنيني شيء من هذا القبيل.. فحقا حقا الله يكون بعونك.