روابي البناي
صباح الحب للجميع، صباح العطلة السنعة التي اقتربت ولم يبق عليها شيء، صباح الراحة، صباح أسبوع جديد حلو ومتروس سعادة وانجازات لكم جميعا أحبائي.
اليوم الله يطول بعمركم سأتكلم للمرة الثانية عن صرح طبي عريق من صروح بلدي الحبيب، هو المجلس الطبي، الذي اضطررت الى زيارته للمرة الثانية على التوالي للتصديق على اجازة مرضية أخذتها من مستشفى خاص بسبب الوعكة الصحية التي طرحتني أرضا ولم ترحمني، لذلك قمت مجبورة بزيارة غير مرحب بها ولا متفاءل بها لهذا الصرح الطبي، الذي وجدته للأسف بعد آخر مرة كتبت عنه منذ ستة أشهر ماضية «على حطة ايدكم» مع وجود بعض الأشياء الغريبة العجيبة التي دونتها لكم والتي تشيب الرأس.
كما قلت لكم لم يتغير أي شيء بعد كتابتي للمقال قبل ستة أشهر، ولم يتحرك ساكن داخل أروقة هذا الصرح الطبي، بل ازداد الوضع سوءا. فالناس بعضهم فوق بعض، والمسائل تمشي بمبدأ «خشمك أذنك»، والصراخ كأنك جالس في سوق الحراج، يعني الوضع تعيس. والشيء المثير للاستغراب والدهشة أنني شاهدت بعض وجوه أعضاء مجلسنا الكرام وأعضاء المجلس البلدي الأكرم يتعاملون فوق القانون، وكل واحد يجر وراءه جيشا جرارا من حاملي المعاملات الخارجة عن القانون وراغبي الاستثناءات، لكن ماذا نقول على مجلس هؤلاء ممثلوه؟
مهارات تمثيلية
الصراحة جلوسي في ردهات هذا المجلس، افادني وجعلني اكتشف المهارات التمثيلية لبعض ابناء شعبي، وأي أدوار! فالذي سجله بؤبؤ عيني مقاطع تمثيلية تراجيدية كوميدية درامية في الوقت نفسه، اتحدى روبرت دينيرو أو جورج كلوني ان يجيدا ربعها. قد يقول البعض: ما هذه المبالغة؟ لكن زيارة خاطفة إلى هذا الصرح الطبي الواقع بمنطقة الصباح الطبية تكفي للتأكد من ما سجلته لكم احبائي.
فأثناء انتظاري كان يجلس أمامي شابان في العقد الثاني من عمرهما، الأول ماسك بيده البلاك بيري وقاعد يضحك على الـ broadcast الذي وصله، والثاني ماسك الأيفون وقاعد يشوف شنو آخر اخبار الـ whats up يعني شابين في ريعان العمر بكامل اناقتهما. جلسا امامي ما يقارب الساعة إلا ربعا، ولم الاحظ عليهما أي شيء غريب الاطوار.
ونحن ننتظر الدور اقترب منهما احد الأعضاء الكرام وقال لهما بالحرف الواحد: «يالله تزهبوا ترا دوركم بعد اللي داخل ما اوصيكم».
وفجأة انقلب هذا الشاب البلاك بيري وذاك الشاب الأيفوني إلى اثنين فاقدي الاهلية ومجانين. توقفا أمام غرفة رئيس المجلس الطبي والتي يُنادى من خلالها على المريض او المراجع الذي عليه الدور وبدآ بعمل حركات غير طبيعية بوجهيهما، ناهيك عن التمتمة. لكن الإبداع كان عند الشاب الأيفوني الذي فجأة قلب الضحك الذي كان «شاق وجهه» إلى فاصل درامي، يبكي ويتذكر أبوه «اللي داسه الجمل بالصحرا».
جنون لربع ساعة
طبعا عزيزي القارئ لا تسألني ما العلامات التي ارتسمت على وجهي وانا اشاهد هذا الفاصل الذي اعجز عن وصفه. وتساءلت «شنو صار؟ شفيهم؟ وليس يسوون جذي؟».
وطبعا لم يهدأ لي بال ولم ارتح إلا عندما سألت سكرتيرة رئيس المجلس التي أثارت هي الأخرى استغرابي بأنها لم تكترث لما يفعله هؤلاء الشباب، كأنهم غير موجودين لأنها «متعودة دايما»، فكانت الاجابة ان هناك لجنة بالداخل، هي لجنة الطب النفسي، أي أن الذي يريد تقاعدا مبكرا براتب كامل، أو الذي يريد اعفاء من العمل، او الذي يريد تخفيف ساعات عمله، ما عليه إلا أن يصير مجنونا لمدة ربع ساعة، ويسحب معه واحدا من عناتر المجلس الذين ما عندهم لا شغلة ولا مشغلة، ويحصل على مبتغاه.
سحر الكرت الذهبي
الصراحة قلت «الكويتين ما خلوا شي.. حتى الجنون ما سلم منهم». وعند رجوعي إلى البيت وسردي لتفاصيل يومي الحافل بالمناظر المأساوية والفكاهية، كانت ردة فعل اسرتي عادية جدا، وكلهم أجمعوا على شيء واحد هو أن هذه هي الموضة الجديدة الحين، يعني أن «الواحد يصير مينون علشان يسوي اللي يبيه»، وأن كرت الطب النفسي الآن أغلى من كرت توصية من وزير مشخوط باللون الازرق لنيل وظيفة او استثناء او نقل، أو كرت الأمريكان اكسبرس برصيد عشرة الاف دينار وفوق، فهل وصلنا إلى زمن يقبل فيه الواحد على نفسه أن يوصف بالجنون لتحقيق مصالحه الشخصية؟ أو التهرب من عقوبة؟ أو التمتع بالتقاعد المبكر بالراتب الكامل من دون وجه حق؟
كيفي مينون
في السابق كانت سمعة الفرد أغلى ما عنده، ورأس المال الذي يحرص على عدم التفريط فيه مهما حصل، طبعا كان هذا في السابق، لكن في الوقت الحالي تغير الوضع، وأصبح عاديا جدا أن يفخر الفرد هذه الأيام ويقول «ترى انا مجنون».
فالذي ينط على بيوت الناس بكل برود، يضحك ويقول «أنا مينون» ويطلع كرت الطب النفسي الذهبي، والذي يلحق عاهة مستديمة بصديقه او بأحد موظفي الدولة يقول «أنا مينون وعندي كرت»، والذي يتاجر بالمخدرات يقول «أنا مينون»، والذي يزهق روحا كأنه يذبح خروف العيد، يجلس ويضع رجلا على رجل، ويقول «أنا مينون».
ويؤكد على صحة جنونه بوجود كرت الطب النفسي الذهبي الذي وقع عليه العديد من الأطباء واللجان، ممن وضعوا كتاب الله عز وجل واقسموا عليه بأنهم لن يفعلوا شيئا خارجا عن القانون أو يخالف ضميرهم. لكن عند المصالح والواسطات ياخذ الضمير والقسم اجازه مفتوحة. فعند تحريكي لفارة الكمبيوتر والبحث في دهاليز العم جوجل وجدت أن جريدة «القبس» قامت بعمل ملف شامل عن هذه القضية الحساسة، وكانت نسبة الحاصلين على هذا الكرت في بداية عام 2008 تشكل %5 من الشعب الكويتي، وهي نسبة ليست بالهينة.
المجانين في ازدياد
أما الآن، وبعد مرور سنتين على فتح هذا الملف الخطير، فالنسبة في طور الزيادة المؤكدة في ظل وجود أعضاء عناتر كأعضائنا ممن يقومون بسباق ماراثوني لمساعدة الراغبين بالحصول على هذا الكرت، وذلك طبعا لمصالحهم الشخصية والانتخابية. فهم يضمنون كما كبيرا من حاملي هذا الكرت في صفهم في حالة رغبتهم بضرب أو حرق أو تكسير أو إحداث أذى بأي خصم لهم، فما عليهم إلا بترك هذا المجنون له، وفي الآخر سوف يخرج بكل سهولة لأنه مجنون وفاقد الأهلية ولا حرج عليه. هذا الشيء ينذر بالخوف والخطر بأن سجلات الطب النفسي تزخر بأسماء العوائل الكويتية التي يتمتع شبابها وفتياتها بهذا الكرت السحري.
فوائد أخرى للكرت السحري
• صرف الأدوية المسكنة والمخدرة لحامل هذا الكرت، والتي تحتوي على نسبة عالية من المخدر، لكونه مريضا ومجنونا ويحتاج إلى دواء مسكن للأعصاب، فيقوم هذا المحتال بصرف الدواء وبيعه للشباب الراغب بالضياع بأثمان باهظة.
• الحصول على القروض التي تصرفها بعض المبرات الاسلامية من دون فوائد للمحتاجين والحالات الخاصة. ولكونه مجنونا ويحمل كرت الطب النفسي، فهو من الحالات الخاصة، فيأخذ القرض ويتقاسمه مع الوسيط الذي مرر أوراقه بهذه المبرة.
• الإجازات المرضية من دون حسيب أو رقيب من جهات العمل، فلكون حامل هذا الكرت مريضا نفسيا ومجنونا، الأجدر به أن يجلس في بيته ويرتاح.
• التبرئة من أي جريمة يرتكبها صاحب هذا الكرت الذهبي لكونه فاقدا للأهلية، علاوة على رفع منع السفر عنه لأنه يحتاج إلى ان يراجع الأطباء النفسيين خارج البلاد.
آخر الكلام
• تحية تقدير للفاضلة أم أحمد، معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتورة موضي الحمود على موقفها الشجاع والصريح في مواجهة خفافيش الاستجوابات. فأنت كما عهدتك معالي الوزيرة شجاعة لا تخافين بالحق لومة لائم (مالج شغل فيهم، وخليج على اللي انتي عليه، والله يعطيج العافية).
• أحب أن اعايد عليكم مقدما، وأقول لكم: عيدكم مبارك وحج مقبول وذنب مغفور لكل الحجاج ولا تنسوني بالدعاء. سوف أريحكم مني لمدة ثلاثة أسابيع، وذلك لوجودي خارج حبيبتي الكويت. عيدكم مبارك، وكل عام وانتم بألف خير.
تسلمين ويعطيج الف عافيه علا هالموضوع الطيب وانا عني نفسي طالبه في طريقي للتخصص في مجال الطب النفسي وابوابه وبصراحه شجعتيني علا ان اسلك جميع الطرق الي تساعدني علا اني اوقف هاذي الظاهره الي ربي مو بغافل عنها
تسلمين علا هالموضوع الطيب ويعطيج الف عافيه , انا عني نفسي طالبه في طريقي للتخصص في مجال الطب النفسي وابوابه وبصراحه شجعتيني على ان اسلك كل الطرق مستقبلا في سبيل اني اوقف هاذي الظاهره الي ربي مو بغافل عنها
تسلمين علا الموضوع , وانا عن نفسي طالبه في طريقي للتخصص بالطب النفسي ومجالاته وبصراحه شجعتيني علا المجال اكثر عشان اسلك كل الطرق مستقبلا في سبيل اني اوقف هاذي الظاهره الي ربي مو بغافل عنها