روابي البناي
كلمة مسكين تطلق في بعض الأحيان على الشخص الطيب الساذج المغلوب على أمره، واحيانا على الشخص الذي يتعامل بعفوية وصدق، خاصة في زمننا هذا، وذلك لتفشي الغش والكذب في التعامل، كما تطلق كلمة مسكين أيضا على الشخص الذي ليس له حظ او كما يقولون «وين ما يطقها عويه»، أي يريد أن يكحلها حتى يجملها فتجده يعميها، وغيرها من الامور التي لا تعد ولا تحصى.
ما دعاني الى شرح بعض المعاني التي تتضمنها هذه الكلمة هو سؤال حيرني وانا ارصد حركات الشارع الكويتي وتصرفاته هو: هل الشعب الكويتي مسكين؟ وآثرت ان اكتب لكم بعض الامور التي تعترض طريق الكويتي في يومه، حتى نصل الى نتيجة في آخر المطاف وهي: هل الكويتي مسكين فعلا؟
الكثير منكم سيقولون: «ما عندك سالفة روابي.. الكويتيون اسم الله عليهم ما عليهم خلاف كاهم جنهم البخت وقاعدين على التخت»، لكن وسعوا صدركم ودعوني أخبركم لماذا قلت ان الكويتيين مساكين:
يجتهد في الدراسة فيحبط في العمل
الكويتي مسكين، يدرس ويجتهد ويحلم باليوم الذي يلبس فيه الروب الاسود، ويجري تكريمه لتفوقه بامتياز مع مرتبة الشرف. وطبعا يكون قد رسم في مخيلته انه بمجرد أن يتسلم الشهادة بيده اليمين سيوقع عقد عمله في مجال دراسته الذي يبدع فيه بيده اليسار.
المسكين لا يدري ان عليه ان ينتظر سنة على الأقل حتى يرى اسمه مكتوبا بالجريدة بقبوله في احدى وزارات الدولة البعيدة كل البعد عن تخصصه ودراسته، وأنه سيحشر بمكتب «جنه إمحكر حمام» مع 7 موظفين ومن دون مكتب خاص به.
لكن الوضع يختلف اذا كان هذا الكويتي عنده واسطة، او يجر وراءه احد اعضاء مجلس الامة المحترمين اللي حاطين بشوتهم تحت اباطهم وناطرين يتحاذفون على مكاتب الوزراء والوكلاء حتى يمشّوا معاملات ناخبيهم.
ويا ويله يا سواد ليله هذا الوزير او الوكيل إن لم ينجز معاملة تعيين او نقل هذا الناخب. تدرون ما عندهم شيء غير كلمة «اوريك بالمجلس»، كأن قاعة عبد الله السالم أصبحت حلبة لتصفية الحسابات. فكما قلت وضع هذا الكويتي الذي عنده واسطة، مختلف لأنه قبل أن يستلم شهادته يذهب ليرى المكتب الذي سيداوم فيه، ويطئمن على الجو العام لمكان العمل، ثم يوافق على التوظيف طبعا في المكان يختاره هو.
يتزوج فينتظر لسنوات بيت الحكومة
الكويتي مسكين، يتزوج سنة 2000 ويطلع له بيت على الحدود سنة 2050 يسكن فيه عيال عياله. يعني هذا الكويتي المسكين إما أن يتزوج ويسكن في بيت ابيه حتى يوفر ايجار السكن، او يتحمل عبئا كبيرا على ظهره، خصوصا في ظل الجشع والطمع الذين نراهما هذه الايام من غلاء للأسعار وارتفاع للإيجارات.
وطبعا اذا قرر هذا الكويتي أن يسكن في بيت أبيه سوف يوفر الايجار، لكني اتوقع انه سيدفع الفلوس كمصاريف علاج للصداع المزمن الذي سيصيبه من السجال اليومي بين امه وزوجته، خصوصا اذا كانت الام، الله يطول بعمرها، من النوع الذي يجلس بالبيت كبرج مراقبة، وتتدخل في كل شيء. ويزيد الطين بلة اذا كانت الزوجة من النوع «الملسون» الذي لا يسمح لأحد أن يدوس له على طرف، فهذا الزوج راح «ياكل فشقي» على قولتهم.
لا أدري لماذا يضطر الكويتي للانتظار كل هذه المدة حتى يطلع له بيت حكومة، مع ان الكويت لا ينقصها اراض ولا مساحات كبيرة حتى تستغل، لكن للأسف صارت الكويت مثل «حارة كل من ايده إلوه».
يفكر بالزواج فتصدمه شروط تعجيزية
الكويتي مسكين، عندما يفكر في اكمال نصف دينه ويستقر ويتزوج، يتقدم للزواج وينصدم بالشروط التعجيزية التي تعترض طريقه لإتمام نصف دينه، والتي تضعها العروس وأهلها مثل: لازم المهر يكون عشرة آلاف وما فوق (لزوم الشحاطه) ولازم عرس تتكلم عنه الكويت كلها ويكون في قاعة فندق خمس نجوم، ولازم شبكة البنت من أفضل ماركات المجوهرات، ولازم تمكيج العروس أشهر خبيرة تجميل، وشيء اساسي أن يزف البنت حتى الكوشة أحد كبار نجوم الغناء في العالم العربي، وطبعا شي بديهي أن يكون الحلو من خارج الكويت حتى لا يقول الناس «هذول هيلق».
وفي حالة عدم تمكن العريس من اتمام شرط من هذه الشروط، سيظل طول عمره جالسا بجانب امه يغمس البقصم بالحليب المهيل، ويسمع أمه وهي تقص عليه قصة حبها مع ابيه و«شلون كان الزواج سهالة والبنت تبي تنستر وما تتشرط». ويقعد هذا الولد يتحسر «على عمره اللي راح ببلاش» على قولة نوال.
يطالب بحقوقه فيذهب ضحية المصالح الشخصية
الكويتي مسكين، فرحان أن عنده مجلس أمة مثل الآوادم السنعة، يعبر عن رأيه ويطالب بحقوقه ويرسم استراتيجية تضمن العيشة الرغدة له ولعياله، لكنه يصدم عندما يجد أن من اختارهم ينقلبون فجأة، عقب ما يتسمتون على الكرسي الاخضر، ففئة منهم تتحول من اسود تزأر إلى فئران تنخش داخل جحور الحكومة في سبيل مصالحهم الشخصية، والفئة الثانية تصرخ و«تنبنبع» على الفاضي والمليان حتى ترهب الحكومة وتمشي شغلها، اما الاصلاح والتنمية والمواطن فهم في آخر اجندتهم.
يهتم بصحته فيجد أمامه البيض الفاسد
الكويتي مسكين، يحاول يغير من الـ life style أي يريد أن يعيش حياة صحية ويأكل خضروات ويجعل اكله كله صحيا ومفيدا حتى يحافظ على صحته ورشاقته، لكن الجشع يمنع هذا الكويتي المسكين من أن يعيش حياة صحية، لأنه سيفاجأ بأن كرتون الطماطم أغلى من كيلو الذهب، ويجد أن كود السمك سيكلفه نصف معاشه، هذا غير البيض الفاسد المنتشر والدجاج الخايس، وغيرها من البلاوي التي تجعل هذا الكويتي المسكين يفكر ألف مرة انه «لا يصير صحي ولا هم يحزنون».
يتوظف فيجد مسؤوله من النوع «الأراجوزي»
الكويتي مسكين اذا بلاه الله بمسؤول أو مدير من النوع «الأراجوزي» أي الذي يستخف دمه ويسوي روحه ملطشة للناس، او من النوع الودر المنافق، وما أكثرهم هذه الأيام، فتراه أمام الموظف بوجه وعندما يدير ظهره تلقاه بستين الف وجه. او ربما يبلشه الله بمدير لا يعرف راسه من كرياسه يخاف من ظله، هذا صج مسكين وما عنده حظ كلش لانه طول عمره سيترجى رحمة ربه ان يأخذ هذه الأشكال الودره من أمام وجهه او أن ينزل الشجاعة والقوة في قلب هذا المسؤول.
يحلم بالتنمية فيسير الوضع من سيىء إلى أسوأ
الكويتي مسكين استأنس لما طلع بونابرت الكويت، وصرح بان خطة التنمية مشت وان الكويت سترجع كما كانت عروس الخليج، يتسابق العرسان لنيل رضاها. لكن حتى الآن لم ير هذا الكويتي لا تنمية ولا تعديلا ولا اصلاحا ولا هم يحزنون، العكس يرى أن الوضع يسير من سيىء إلى أسوأ، يعني لا مدارس مثل الاوادم تليق بدولة مثل الكويت، ولا مرافق صحية تضاهي مستشفيات العالم المتحضر، أي لو فكر الكويتي في اجراء اشعة متخصصة، يجب أن يأخذ موعدا هذه السنة حتى يجري هذه الاشعة في اليوم نفسه من السنة القادمة، او ان يختار الحل الأسهل والأغلى وهو ان «ينق همجة دنانير» ويذهب ليجري الأشعة في القطاع الخاص.
يمضي اجازاته خارج الديرة لأنه لا يجد شيئا داخلها
الكويتي مسكين، اصابع يده كلها «تدلقمت وانخفست»، والسبب انه منذ بداية السنة تلقاه يأخذ الروزنامة ويشخط على الاجازات، ويبدأ بالضغط على زر العم «غوغل» بالكمبيوتر حتى يبحث له عن ارخص الاسعار التي تخليه «يهج» من الديرة، والسبب انه لا يوجد عامل جذب يجعله يفكر في البقاء فيها.
والمسؤولون، الله خير، لاهون برسم خطتهم التنموية التي نتمنى ان تحتوي على مرافق ومدن سياحية تخلي الكويتي يقعد وما يهج في كل عطلة نهاية اسبوع.
تحمل زوجته فتصيبه حالة اكتئاب
الكويتي مسكين، فعندما يعرف ان زوجته حامل تصيبه حالة اكتئاب على عكس الناس، والسبب انه من اليوم الاول لحمل زوجته بولي العهد او بالأميرة القادمة، لا بد أن يشد الحزام على آخره، وأن يجتمع مع ربع الدوام والديوانية حتى يسوون جمعية مستعجلة يأخذها هو اول واحد من اجل تجهيزات استقبال الولادة، هذا غير القرض الذي سيكسر ظهره بعد ولادة الزوجة، لزوم الهدية وسفرة الولادة.
يذهب إلى المطعم فيصرف آخر دينار في جيبه
الكويتي مسكين، بمجرد أن يسمع عن مطعم جديد فتح بالمجمع الفلاني أو بالمكان الفلنتاني تلقاه «رز عمره» وراح، حتى لو لم يكن عنده غير الثلاثين دينارا التي يجب ان تكفيه حتى آخر الشهر، لكن كل شيء يهون في سبيل ان يراه الناس واقفا في طوابير هذا المطعم، خاصة اذا كان هذا المطعم من نوع show off أي «كله ماكو حجز» ويجب أن تنتظر ثلاث ساعات حتى تقعد ويرى الآخرون انك قاعد في هذا المطعم فيكتبون بالـ what up او بالـbroadcast اننا رأينا فلانا الفلاني جالسا في الكافيه او المطعم الفلاني بطاولة موقعها «مو صج»، شكله رفيق راعي المطعم.
يسافر فـ«يبتلشون» به على الطائرة
الكويتي مسكين، فعندما يركب احدى الطائرات التي يسمح فيها بشرب الكحول تجده «يلط الأكو والماكو» كأنه قاعد يشرب من سبيل، وآخر المطاف تصل الطائرة و«يبتلشون» كيف ينزلونه منها.
يختار مصطلحات لنفسه فيضحك عليه الناس
الكويتي مسكين، أراد أن يجعل روحه «إسكت» فأطلق على نفسه مصطلح mac chicken وchicken nuggets، وهو لا يدري انه جعل الناس كلها تضحك علينا، لان هذه المصطلحات لا تنم عن شيء مفيد، بل على العكس جعلت الناس كلها تأخذ فكرة ان الشعب الكويتي تافه، وأقصى اهتماماته ان يحمل بلاك بيري ويشرب موكا فرابتشينو.
يخطب الجميلة فيفاجأ بعد الزواج بأخرى
الكويتي مسكين يرى بنت الحلال ويمشي وراءها حتى تصل إلى بيتها، ثم «يطرش» امه لتخطبها، وبعد أن يتزوجها يكتشف ان «سحوره الدلوعة الجميلة ام رموش طوال وخدود امتفخه»، طلعت حنفي الابهة بعد ان نزعت الفك والتركيب عن وجهها وشعرها وجسمها.
يتبرع للهيئات الخيرية فتوقف الشؤون نشاطها
مسكين الكويتي كل شهر «ينق» من معاشه تبرعا للهيئات الاسلامية، وبعد كم شهر تطلع له وزارة الشؤون بقرار وقف نشاط هذه الهيئات والسبب مجهول. ويا ويله يا سواد ليله لو فكر يرفع «برطم عن برطم» ويسأل «شنو مصير تبرعي؟» أو «ليش وقفتوا هذه الهيئات».
طبعا هذا شيء من لا شيء ذكرته لكم، والآن قولوا لي: الكويتي مسكين أم لا؟؟
ارى انك كتبت عن اكثر من نوعيه عن الرجل الكويتي وفي اعتقادي ان يت على الطاب الكويتي الي يكرف اربع سنين او اكثر يكافح زحمة الشوارع من صباح الله خير ويضرب كف بكف على عدم توفر الدكاتره في مجال تخصصه ويرى انه لا سبيل له الا الاغتراب عن وطنه وهذا يؤدي الى غسيل المخ من عاداتتنا وتقاليدنا الي ما تبقى منها الا القليل محافظ . ومثل ماذكرت عند حصوله على الشهاده ” وين ما يطقها عويه ” بينقع سنين في بيت اهله ويؤجل الزواج ويكثر من ظواهر الشباب هذه الايام : قرض تكسر فيه ظهر ابوك في سبيل حصولك على السياره المطلوبه الي تأهل لدخوله حزب هذه الظواهر الشبابية ان ماكانت ماك جكن وناغيت بتكون اسكت ..زقرتي واللف والدوران من مطعم الى مقهى ومن مقهى الى مطعم لين صلاة الفجر … والخ الخ
وعلى الرغم من التصرفات الغبيه الي صعب ان تفسر بعقلانيه بقول عن هالنوعية مسكين ومبتلي وانصدم بكف اخرجه من احلامه الورديه الى واقع يهد الحيل والقليل منهم يبقى على كفاح والأخر يسلك الواسطه ولا يتوفق بشي في حياته والمشكله بكل برود يسأل ليش ؟ زين شوف الطريقه الي دبرت فيها امور حياتك وبدال سؤال ليش !! اسأل ربي بيرضاها ؟؟؟؟؟؟؟؟