كتب : ماجد جريشة
ما أكثر عددنا نحن العرب والمسلمون ، دول عِده ، وأُناسٌ كُثر ، وأموال طائله ، ومع كل ذلك يقف قس امريكا يهدد بحرق القرأن ، ويقف رسام دينماركي يُسيء الى سيد الانام صلى الله عليه وسلم ، ثم يأتي مخرج هولندي ويقدم فيلم يتطاول فيه على الاسلام .
قلت لنفسي هل يستطيع أحدهم أن يتحدث عن تاريخ اليهود هل يستطيع أن يشكك في المحرقه اليهوديه المزعومه هل يستطيع أن يشكك فقط في أعداد اليهود الذين ذُكروا في هذه المحرقه المزعومه ؟
أجبت على نفسي : لا ، حقاً : لا ـــ الله اكبر ! فلماذا نحن لماذا يستخفون بنا تذكرت قول القئل من يهن يسهل الهوان عليه *** ما لجرح بميت ايلام
ثم خفت أن ينطبق علينا قول الشاعر :
ويقضى الامر حين تغيب تيم *** ولا يستأذنون وهم شهود
أهذا حالنا أالى هذا الحد بلغ بنا الهوان ، هل اصبحنا هملاً أو سقط متاع ، أنعشت ذاكرتي ثم تذكرت ربعي بن عامر وهو يقول “لرستم” قائد الروم : “نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج الناس من عبادة العباد الى عبادة الله وحده” … تذكرت هارون الرشيد وهو يُجيب على رسالة ملك الروم التي قال فيها :
” من نقفور امبراطور الروم الى ملك العرب أما بعد فان الملكة ايريني التي كانت قبلي أقامتك مقام الاخ فحملت اليك من أموالها ، لكن ذاك ضعف النساء وحمقهن فاذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من اموال وافتدي نفسك والا فالحرب بيننا ونينك ”
فكان جواب هارون الرشيد سريعا وعزيزاً : ” من هارون الرشيد امير المؤمنين الى نقفور كلب الروم قد قرأتُ كتابك يا ابن الكافرة ، والجواب ما تراه دون أن تسمعه والسلام ”
تذكرت المعتصم “وملحمة عمورية” التى قادها نُصرة لنساء المسلمين فحق فيه قول الشاعر :
ابقيت جد بني الاسلام في صَعَد *** والمشركون ودار الشرك في صَبَب
ما اجمل أن تكون عزيزاً عزة المسلم ، رحمه ، وقوتهُ أَمانٌ لمن حوله ، حماية للضعيف فيأخذُ على يد الظالم حتى يقتص الحق منه ، ويرفع المظلوم حتى يصل الحق اليه .
والسؤال هنا يطرح نفسه لماذا عز هؤلاء ، ولماذا نهون نحن ؟
خطر بذاكرتي حديث الصادق المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم الذي رواه ثوبان قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)