كتب : ماجد جريشة
(اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ) كان هذا هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند حلول شهر رجب
فكان صلى الله عليه وسلم يستعد لصوم رمصان ابتداءً من شهر رجب ،،، وقد ورد في الاثر ان السلف كانوا يدعون الله سته اشهر أن يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه سته اشهر ان يتقبل منهم رمضان .
فلماذا علم هؤلاء فضل رمضان ،،، وجهلنا نحن هذا الفضل ،،، علموا انه شهر الرحمة والمغفره ، علموا انه شهر التوبة ، شهر العتق من النار
اخي المسلم : احد عشر شهراً مضت بسرعه عجيبة ، مضت في لهو ومجون من الغافلين ودهشه وتعجب وذهول من العاقلين .
وسوف يمضي عليك هذا الشهر ايضاً سواء كنت غافل ام عاقل لبيبن ، سيمضي وقد فاذ فيه العاقلون وخاب فيه الغافلون .
خسر فيه من عاشه جيفة بالنهار ،، وشهواني بالليل ،،، وفاذ من كان صوام بالنهار قوام بالليل .
اياك اخي الصائم ان يكون هذا الشهر عندك شهر طرب ولهو وسهر وقنوات وبرامج تلفزيونيه.
اياك ان تحرم نفسك من لذة رمضان ، ولذة الطاعه فية ولذة الانس بقرب الله ، والمتعة بكتابة .
مسكين من يبتعد عن الله في هذا الشهر مسكين من يظن اللذة في أوقات يقضيها امام مسلسل أو قناة ،، لا والله فرمضان له طابع خاص ولذة عجيبة في نفوس الصالحين الصادقين وبهجة في قلوب المتعبين من القيام والصيام .
مساكين هؤلاء الغافلون خرجوا من الدنيا وما ذاقوا اجمل ما فيها ، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا حلاوة الايمان ولذة الطاعة وأنس القرب من الله وسعادة التغلب على النفس والانتصار عليها
اخي الصائم ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة
لعلك ياأخي تقول اشفق علينا ما هو الطريق الى كل هذا النعيم وهذه السعادة التي تُحدثنا عنها ،، الامر سهل جداً قف الان وسل نفسك : لما اصوم ؟
اياك ان تستسهل الاجابة : صحيح الاجابة هي الاستجابة لامر الله وذلك سبب ساس للصوم
ولكن فكر لماذا امرنا الله بالصيام ؟ هل لعذابنا ما يفعل الله بعذابكم (اذاً لماذا ؟)
ان كل عبادة لها هدف ومقصد فاذا وضح لك الهدف اخي المسلم سهل عليك العمل ويدفعك فهم الهدف الى الاجتهاد والمصابرة حتى تصل الى ذلك المقصد الرباني .
فالهدف من الصيام هو (تقوى الله عز وجل)
تقوى الله هي التي جعلتك تحافظ على صيامك من ان يصل الماء الى جوفك في الوضوء كما جعلتكي اختي الصائمه تحتاطين عند تذوق الطعام . لماذا تراقب الله وانت في الخفاء.
ولماذا لا تحافظ على هذه المراقبة لله عز وجل في كل امر في قولك ونظرك وسمعك وعقلك مثل محافظتك على الاكل والشرب ،، هل تجهل ان الصوم يشمل كل ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامة وشرابه) ،،، هذه حقيقة الصيام فلا تحرم نفسك منها يا اخي
فاذا كان الامر ترك الطعام والشراب فما اهون ذلك !
ولكن اذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك ويتمثل ذلك في خوف القلب من الله ومراقبتة في كل كبيرة وصغيرة
فقد قال صلى الله عليه وسلم : (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامة السهر)
فليس الصيام جوع وعطش والقلب قاس غافل بسبب الغناء الذي يملء سمعك ، وعينك التي أطلقتَ لها العنان ، والسانك الذي يلوك الكذب والغيبة .
هل علمت يا اخي علاقة الصوم بالتقوى وتأمل معي قول الشاعر :
اذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل … خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة … ولا ان ما تخفي عليه يغيبُ
لهونا لعمر الله حتى تتابعت … ذنوبٌ على اثارهن ذنوبٌ
كما يجب ان تشتمل مراقبة الله والخشية منه على ( الفهم الصحيح لهذه العباده ) حتى يكون عملك صحيحاً خالصاً لله عز وجل
تخيل يا اخي قلب عاش هذا المعنا في رمضان : هل سيعود الى معصية الله في اي وقت أخر من يعيش بهذه التقوى من يراقب الله في كل عمل من يخلص الى الله في سره وعلانيته من يخاف الله وبتقيه ،،، لا لن يعود الى المعاصي
هذا والله هو الانسان الذي يشعر بلذة الصيام ولذة الطاعة لله عز وجل
اسأل الله عز وجل ان يتقبل منا الصيام والقيام والطاعه ويجعلنا من المخلصين له المتمسكين بشرعه