روابي البناي
مساء الخير والحب والسعادة، يمكن تستغربون كلمة «مساء»، الله يسلمكم قلت «مساء» لأحلى قراء، لأني ادري انكم تقرأون الجريدة بالليل والسبب التغيير في موعد صدور الجريدة في الشهر الفضيل، ومنها فرصة للتغيير والتجديد لأني طول السنة ذبلت جبدكم وأنا كل أسبوع أصبح عليكم، قلنا بهالشهر المبارك نغير ونقول «مساء الخير».
اليوم هو اليوم الثاني عشر من أيام هذا الشهر الفضيل اللي مشى بسرعة، وقاعدة تنقضى أيامه الحلوة اللي نعيشها ونقضيها بالتجمعات الأسرية والسهر مع الأصدقاء، والتواصل الروحاني بيننا وبين الخالق عز وجل، هذا غير التسمر جدام الشاشة الفضية وجدامكم مما لذّ وطاب من أطباق الكبب اللذيذة والسمبوسك اللي طافح عن بكرة أبيه بالجبن الكرافت أو الجبن الأبيض والنعناع، وعلى يمينكم هذاك القلاس اللي متروس بالفيمتو البارد اللي يسرسح، وعلى يساركم الشاي الأخضر وقرص العقيلي والحليب المهيل، وانتوا تشاهدون الكم الهائل من المسلسلات والبرامج التلفزيونية اللي من كثرها ما تدرون شنو تشوفون وتخلون. وأنا أتوقع أن أجهزة الريموت كونترول راح ترفع قضايا علينا بعد انتهاء هذا الشهر الفضيل، والسبب العاهات المستديمة اللي حدثت لها بسبب أصابيعنا اللي ما ترحم من كثر الترعص والتفرفر على القنوات. بس همن احنا معذورين لازم نشوف شنو فيه وشنو ما فيه علشان لما يسألوني السؤال المعتاد: شنو شفتي مسلسلات؟ أعرف شنو ارد وما أصير مثل الأطرش بالزفة.
مثل ما يقولون نرجع لمحور حديثنا، مثل ما قلت اليوم هو 12رمضان يعني عقب باجر بإذن الله تعالى القرقيعان، وطبعا الكل يعرف شنو القرقيعان، هذي العادة القديمة اللي صج بدت تندثر هالأيام بسبة الهوايل والفناتق اللي قاعدين يسوونها الناس، بس تظل لها نكهة خاصة بهذا الشهر للي يعرف شلون يحتفل فيها، وطبعا ما أوصيكم إذا احد ياكم يقرقع جنكم ما تدرون قولوا اسمي وخليهم يقرقعون عليّ.
اليوم راح أتكلم عن بعض المشاهد اللي للأسف قاعدة تتكرر كل سنة بهذا الشهر الفضيل، لكن مثل ما يقولون التكرار يعلم، وإن شاء الله بتكرارنا نقدر نعلم اللي مو راضين يتعلمون.
التشيحط بالقرقيعان
طبعا الكل يعرف حب الكويتيين حق السنع والنزاكه والذرابه والشي العدل، بس بنفس الوقت الهون أبرك ما يكون، يعني الله ما أمر بالتبذير ولا أمر بالإسراف ولا أمر بالمغالاة بالشيء. يمكن يقول البعض: انت شعليج؟ وليش تتدخلين؟ وياخذها مأخذ اني قاعده اشوه صورة المجتمع الكويتي انه مجتمع بس يحب المظاهر.
واقول حق كل اللي يظن فيني هالشي الله يسامحك خاصة احنا بليالي شهر فضيل وما يصير الظن السوء فيه، بس أنا قصدي الله يسلمكم ان الاعتدال مطلوب بكل شيء. انا مو ضد انه الواحد يسوي قرقيعان حق عياله ويتحلى عليهم، ولا ضد انه الواحد يشتري الشيء الحلو والمميز، بس انا ضد المغالاة، يعني ماله داعي اني اسوي قرقيعان يكلفني عشرة الاف دينار. وماله داعي اني احمل زوجي فوق طاقته لمجرد ان فلانه سوت حق عيالها قرقيعان من المكان الفلاني، وانا لازم اسوي احسن منها. وماله داعي اني اروح اخذ قرض من البنك او اشخط رصيد الفيزا وأروح اشتري ككاو سويسري بمئات الدنانير علشان أوزعه بالقرقيعان؟
هذا غير بدلات القرقيعان اللي أتوقع أنهم صاروا ينافسون فيها بدلات الحفلات في المغالاة غير المبررة بالسعر، بس مثل مايقولون «رزق الهبل على المجانين». للأسف أن القرقيعان هالأيام صار سباق نحو البقاء للأفضل، وكل هذا علشان تفوز صاحبة احسن قرقيعان بجملة تنشر بالبلاك بيري ان قرقيعان عيال فلانه عجيب ومكلف المبلغ الفلاني، وتحط صورته، وطبعا تخلي صديقتها اهي اللي تسوي الـ Broadcast.
بس عقب ما تروح السكره وتأتي الفكرة تلقى هالفلانه هذي اللي قبل جم يوم كانت تمشي وكأنها طاووس من كثر الوناسة بأن قرقيعان ولدها انتشر بالكويت وتكلموا عنه في مجتمع البلاك بيري وحطوا صوره بالفيس بوك.. تجدها قاعدة تمجع شعرها وتغني «أنا المسيكينه أنا، أنا المظيليمه أنا» لأنه ما عندها دينار حق بنزين السيارة ليمن آخر الشهر، وطبعا الزوج منفس عليها بسبب الرصيد اللي مصفر بسبة قرقيعان عبود. وكل هذا بس علشان التشيحط جدام صديقاتها وحمولتها.
يعني شفيها لو تسوين قرقيعان بسيط وتحطين فيه حلاو وككاو معتدل السعر، ترا والله يا جماعة الخير المسألة مو مسألة إني أشتري من محل فاخر وغالي ومشهور، المسألة مسألة ذوق وفن في انتقاء الأحسن. فأتمنى أنه ما يكون فيه ضحايا قرقيعان وايد هالسنة، وما نشوف حالات طلاق بعد هذا الشهر الفضيل بسبب فلوس القرقيعان وبدلات القرقيعان.
هوشة نسائية في المعارض الرمضانية
الكل يتفق معي ان المعارض النسائية صارت سمة من سمات ليالي رمضان، يعني بين كل فريج وفريج تلقى معرضا رمضانيا يبيع اللي يسوى واللي ما يسوى، واحنا الله خير بالكويت ما نصدق خبر، بس نسمع في معرض على طول تلقى الغبرة شايله عنده والزحمة واصله المنطقة المجاوة، وكل هذا علشان جم نفنوف من الصين وجم بلوزة من تايلند وجم كب كيك حاطين عليهم شوية كريما، بس القصد انهم راحوا المعرض وبلغوا شفهم.
إحدى الصديقات اللواتي أثق بكلامهن دعيت لحضور افتتاح احد المعارض من قبل اللجنة المنظمة، وطبعا هذا المعرض متخصص بمستلزمات العيد والقرقيعان وغيرها من الخرابيط اللي هابين فيها. قالت لي: روابي انا دخلت المعرض وحسبالي ان القيامة قامت من كثر الأوادم. الناس فوق بعض، اليهال والخدم والحريم والرياييل والحالة حالة.
والغريب بالأمر انه الناس جنهم ما تفطروا قبل ساعة لأن في طابور عند راعي الشاورما اللي عند المدخل وطابور عند راعي الذرة اللي يمه ، هذا غير الحلو اللي يتوزع بره واللي الناس مهاوشة عليه.
وتابعت صديقتي: خذيتلي نظرة سريعة بالمعرض اللي أغلب منتجاته مقلدة ومستوردة وقاعدة تنباع على عينك يا تاجر، يعني ما أدري وين حماية المستهلك عنهم؟ قبل لا أطلع من أروقة هذا المعرض العجيب سمعت صوتا نسائيا يخرق الأذن من شدة قوته ويؤدي وصلة «ردح» معتبرة. وطبعا مثل ما تقولون احنا الكويتيين اسم الله علينا كلش ما فينا بلاغة شف، يعني لاإراديا لقيت نفسي عند مصدر «الردح». وإلا بهوشة نسائية أمام احدى الطاولات اللي تبيع جناط مقلدة. وعند السؤال عن سبب الهوشة اتضح ان صاحبة الصوت الجهوري كانت قد اختارت الجنطة السودة اللي تحمل اسم ماركة مشهورة، وقالت حق الهندية اللي معزبتها حاطتها تبيع انا بروح وبرجع ويمكن اشتري الجنطة. وفي هذا الوقت كانت عين الزبونة الثانية «مشنصة» على الجنطة. وعندما رجعت صاحبتنا الرداحة ولقت المشنصة قاعدة تدفع فلوس الجنطة تدري عزيزي القارئ شنو صار؟ لعلمك عزيزي القارئ ان الأخوات المهاوشجيات وحدة من فئة حجاب بو قوطي، والثانية من فئة نقاب نص هارتوب. يعني المفروض انه صوتهم عورة وحرام. بس من أجل الجنطة الماركة التقليد كل شيء يهون.
أتسلف علشان أروح أعتمر؟
1780ديناراً مقابل ليلتين في رحاب المسجد الحرام في أيام الأسبوع لشهر رمضان، هذا السعر طبعا ليس في الفنادق المعروفة والجديدة التي جرى تدشينها بالحرم المكي وبدون وجبتي الإفطار والسحور. طبعا لا يختلف اثنان على أن العمرة في أيام هذا الشهر الفضيل لها أجرها وثوابها، لكن الله سبحانه وتعالى لا يحمل النفس فوق طاقتها، يعني اللي عنده والله مرهي عليه يروح ويدعي حق غيره، بس انت ياللي ماعندك، وطرق معاشك منت ملزوم انك تروح وتنتف عمرك بس علشان ينقال انك رحت العمرة برمضان.. ترا الله سبحانه وتعالى معبود في كل مكان ووقت، والله يعلم النيات ويعرف كل واحد فينا شنو طاقته وشنو مقدرته، فليش تحملون نفسكم فوق طاقتكم؟
انا أتكلم عن بعض الناس الله يهديني وياهم اللي يتسلف علشان يروح العمرة، أو يحرق معاشه كله علشان يدفع تذاكر السفر والفندق حق ليلتين، وهو بنفس الوقت يكد على عائلة وعنده اقساط ومصاريف. هذا الأمر غير مقبول يا جماعة الخير، يعني شفيها لو تنطر يخلص الشهر الفضيل وتعين من الله خير وبعدين تروح تعتمر وتدعو ربك، وبنفس الوقت تكون ما قصرت على اهلك ولا حملت نفسك فوق طاقتها (اللهم بلغت اللهم فاشهد).
آخر الكلام
حكمة أعجبتني: «إذا أحببت شخصا وأتت الظروف ليرحل فدعه يرحل، فإن عاد فكن على يقين أنه لك، وإن لم يعد فتأكد أنه أصلا لم يكن لك».