بقلم: سعيد رمضان محمد علي
تعلن قنوات النيل في هذه الأيام عن بداية بث قناة فضائية جديدة أطلق عليها اسم التليفزيون العربي بمناسبة مرور 50 عاما على استقبال البيت المصري للإرسال التلفزيوني في بداية الستينات من القرن الماضي و شعرت بسعادة و أنا أشاهد بعض الأجزاء من الأناشيد و البرامج و المسلسلات المصرية القديمة و استوقفتني عدة أشياء منها تسمية التليفزيون أو التلفاز- في ذاك الوقت- بالتليفزيون العربي و ليس التليفزيون المصري مثلا بالإضافة إلى عرض أجزاء من النشيد الوطني الرائع و طني الأكبر لمجموعة الفنانين من مصر و لبنان و الجزائر و بعض الأناشيد و الأغاني الوطنية الأخرى مثل الأغنية المعبرة فدائي أهدي العروبة دمائي للراحل عبد الحليم حافظ و صوت الجماهير للمجموعة و كلها تعبر بصدق عن المشاعر الوطنية و الوحدة العربية و الذي يتأمل أداء جميع المطربين يلاحظ حالة واضحة يختلط فيها الحماس و الصدق و الحب و العزّة و الكبرياء و الشموخ مما يعكس حالة من الازدهار للحركة الثقافية و الشخصية العربية في ذاك الوقت مما حرّك بداخلي مشاعر حب صادقة والفخر بأني ابن النيل الذي شهد حضارات عريقة و تراث ثقافي عظيم و مشاعر انتماء كامنة للوطن العربي الذي نعيش جميعا تحت سمائه و مشاعر حب رقيقة للأخوة العرب من جميع أنحاء الوطن العربي الحبيب و تبادر إلى ذهني عدة تساؤلات فيما يخص الدور المتوقع لكل من الحكومات العربية و الشعوب أيضا و أهل الفكر و المثقفين لتنمية مشاعر العروبة في وجدان العرب و التصدي لأي محاولات خبيثة لزرع الكراهية و البغضاء ليس بين الدول العربية فحسب و لكن هناك من يحاول غرس بذور الفتنة بين أبناء القطر العربي الواحد و سألت نفسي أيضا عن دور الفلاسفة و رجال الدين في هذه القضية الشائكة فمن البديهي أن التمسك با لتراث الديني و المنهج الرباني يساعد إلى حد كبير على وحدة اللغة و وحدة العادات و التقاليد بين أبناء الشعوب العربية و مما لاشك فيه أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة و كم من الإنجازات العظيمة الضخمة بدأت بفكرة و زمن المعجزات لم ينتهي بعد و علينا أن نتذكر دائما أننا أقوياء بالعلم و الإيمان و الثقة بالله و كم من فئة قليلة هزمت فئة كثيرة بإذن الله.