كتب:سعيد رمضان محمد علي
لمن يضحك القمر؟
في ليالي القمر يضحك القمر
و النجوم تضحك في فضاء من عتمة و ظلام
قناديل من نور لا يطفئها مطرا أو عواصف أو رياح
بها يهتدى مسافروا الليل لطريقهم
لئلا يضلّوا أو يضيع عنوانهم
يا من أحاط الريح بهم
و أذبل الخريف أزهارهم
أزهار لم يبقى منها سوى أشواك أدمت أيامهم
و أشجار أمست بلا أوراق
و بحور ليس لها شاطىء ضاع فيها مجدافهم
ذاك يوما لن يدوم ظلامه و لن يدوم الضباب
ربما في هذه الليلة و قد يكون الغد أو بعد غد
يبدل الربيع أيامهم
سيأتي الربيع في أوان الربيع
أمّا القمر فموعده الليل يأنس به عشّاق الليل
يحكون أسرار الليل لمن يكتم أخبارهم
سيضحك القمر لمن يضحكون
وأشجار الصبر يزرعون
يلتقون في شارع الأمل
يتهامسون و يتسامرون
في القمر سحر وصفاء
و فيه عزّة و كبرياء
سيضيع منّا كل شىء و القمر يبقى في السماء
كم التقي العشّاق به في أحلامهم
و وصفه ألف شاعر في أشعارهم
وكتب عنه أصحاب العقول بأقلامهم
سيضحك القمر لمن يتفكّرون عن الحقيقة يبحثون
قد تكون في رواية أو كتاب أو ربما قصيدة شعر
أو بين خطوط لوحة محى بعض ملامحها الزمن
أو في دموع عين تبكي في لحظات صدق و شجن
مثل الذين عن الحقيقة يبحثون
كأنّهم لأشلاء صورة يجمعون
سيضحك القمر لمن يتأملون
بمصابيح الحكمة يهتدون
في الطبيعة يتأملون أو فيما وراء الطبيعة
في الكون أشياء عرفوها و ظلّوا عن الروح يسألون
و من يرجو البقاء في ديار الفناء كمن يبيع الحسناء من أجل شمطاء يشترون
فكيف يشربون من ماء البحر و تلكما الأنهار يهجرون ؟
سيضحك القمر لمن يصلون عن الخطيئة يعرضون
يذكرون الله و يعبدون و يسبحون