كتب : روابي البناي
الصراحة لا أدري كيف أبدأ معكم الموضوع لأني كتبته على عجالة، ففي يوم الأربعاء الساعة 12 ظهرا اتصلت بي المسؤولة عن مجلة {القبس}، ولا أكذب عليك عزيزي القارىء، أنني عندما أرى رقمها على شاشة التلفون يصيبني خوف، لأني أدري أن «الرأس العود» بوعبد اللطيف عنده ملاحظات على الموضوع، أو أنه منعه من النشر.. وطبعا «هذي كلش مو بشارة». لكن كانت هذه المرة غير. كان صوتها متفائلا جدا، فأخذت نفسا عميقا ورحبت بها، فقالت لي بصوتها الهادىء وبنبرتها اللبنانية الأصيلة: «شو بقلك روابي عندنا يوم الأحد عدد خاص بالتفاؤل، وراح نرحل موضوعك اللي سبق وارسلته إلى الأسبوع الجاي، فلو سمحت بدي ياكي تكتبي شي حلو يكون كله تفاؤل بتفاؤل».
طبعا ألقت الكرة بالملعب وأقفلت التلفون وراحت بأمان الله. والحين صار دوري حتى أجد شيئا اتفاءل به واكتب عنه. وبعد التفكير والتمحيص وعصر المخ، لم أجد سوى أن أكتب عن نفسي، أقصد عن المرأة الكويتية، وكيف أنها محظوظة، وكيف أنها سعيدة، وكيف انها مميزة عن حريم الخليج، بل عن حريم العرب كلهن، لذلك يجب أن تتفاءل.
لماذا يجب أن تتفاءل؟
هذا السؤال يحتاج إلى مجلد كامل للرد عليه، لأن المرأة الكويتية حباها الله سبحانه وتعالى بنعم كثيرة، أولها أنها كويتية. وتدرون شنو يعني كويتية؟ يعني كل شيء حلو.. يعني كل شي مميز.. يعني كل شي غير عن الناس، لأنه بمجرد أن تقول الواحدة أنا كويتية، تشعر بالفخر يعتريها من ساسها لرأسها. يمكن أن يقول البعض منكم «روابي وايد عنصرية»، وأنا أؤكد هذا.. نعم أنا عنصرية بجنسيتي ووطنيتي، لأنني أفتخر بأنني أنتمي الى هذا الوطن وأحمل هذه الجنسية التي تميزني عن غيري بكل شيء.
الأعلى دخلا في الخليج
نرجع إلى موضوعنا لماذا يجب على الكويتية أن تتفاءل؟
لو قسناها بكل المقاييس، نجد أن المرأة الكويتية بكل فخر هي الأعلى دخلا بالنسبة لحريم الخليج العاملات. فهي تتقاضى أعلى راتب بالنسبة لقريناتها في دول الخليج، وطبعا هذا تم قياسه على المستويات التعليمية كافة.
كما أن المرأة الكويتية غير العاملة ضمنت لها الدولة كرامة العيش بصرف بدل بطالة تتقاضاه حتى يتم تعيينها في أي جهة حكومية.
ناهيك عن أن المرأة الكويتية التي تعاني من قسوة الحياة وضنك العيش، تتقاضى مساعدة شهرية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. وأعتقد لا يوجد بلد يقدم لنسائه ما تقدمه الكويت لنا.
لها ثقلها في القرار
تمثل المرأة الكويتية أكثر من نصف المجتمع، أي أنها تشكل ثقلا كبيرا في القرار، سواء السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وما يؤكد صحة كلامي أن المرأة الكويتية تتبوأ أعلى وأهم المناصب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأثبتت بكل بجدارة كفاءتها بشغل هذه المناصب. وخير مثال على صحة كلامي هو نجاح المبدعة مها الغنيم بدفع كفة أكبر شركة استثمار وتمويل إلى بر الأمان بعد تعرضها للعثرة المالية التي ألمت بها. فقد تفوقت على نفسها بكل جدارة وبدرجة امتياز مع مرتبة الشرف بتوصيل هذه الشركة إلى ما كانت عليه وأفضل.
والحال نفسه ينطبق على المرأة الحديدية لأكبر بنك بالكويت والشرق الأوسط السيدة شيخة البحر التي تعادل بذكائها وحنكتها ألف رجل مشوربين، أو ممن ينتمون إلى حزب «لحيتي قبل كرشتي».
دور بارز في مجال التعليم
هذا بالنسبة لمجال الاقتصاد أما بالنسبة لمجال التعليم فها هي الوزيرة المكوكية أم أحمد الله يعطيها العافية، التي واجهت الكثير من متاعب وبلاوي وزارة التربية بكل شجاعة، وأقسمت بينها وبين نفسها بأن تدفع بعجلة التعليم الكويتي إلى أعلى المراتب، وهذا ما نلمس بداياته حاليا.
وسبقتها أيضا العزيزة أم عادل التي ضربت أروع صور المواجهة والشجاعة بمواجهتها الاستجواب الذي قدم بحقها، والذي فندته بكل حنكة وإقناع، ما مكنها من كسب حب الشارع الكويتي واحترامه.
.. وفي القطاع النفطي
ونذكر أيضا دور المرأة الكويتية في أهم قطاع في الكويت وهو القطاع النفطي، الذي يعتبر عصب الحياة الاقتصادية. وعندما نذكر القطاع النفطي نذكر المهندسة الفذة ساره أكبر، وكيف كانت تعمل مع اخوانها الرجال أثناء إطفاء الآبار التي أشعلتها نيران الحقد العراقي على الكويت. وها هي سارة أكبر تدير الآن أكبر شركة استكشاف نفطي، الأمر الذي يزيد من رصيد نجاحها وتفوقها، ويزيد فخرنا بها لكونها كويتية ونجاحها يعني نجاحنا جميعا.
.. وفي مجال السياحة
ولا ننسى أيضا دور المرأة الكويتية في تنمية السياحة بالكويت والذي يرتبط بالأستاذة الجميلة نبيلة العنجري، التي تعتبر مثالا حيا للمرأة الكويتية العاملة بكل جد ونشاط وتميز، والتي تريد أن يصبح بلدها أجمل، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه عن طريق خططها ومشاريعها التي ترمي إلى إنعاش السياحة في الكويت.. لكن كيف يا استاذتي الفاضلة ونحن نعيش عصر هايف وربعه ممن يحرّمون الضحكة؟ ويجرمون الابتسامة؟
هذه الأسماء على سبيل المثال لا الحصر لأن الكويت تزخر بكثير من أسماء نسائها الفاضلات اللواتي لهن سجل حافل ومشرف في تدوين أروع معاني التميز.
تتمتع بحرية السفر
المرأة الكويتية لابد أن تتفاءل لأنها تتمتع بمطلق الحرية بالتنقل والسفر من دون أن توقف بوجهها الأسواط والخيازرين، لأنه ولله الحمد الدستور الكويتي كفل لها الحرية التامة.
وعليها أن تتفاءل وتتفاءل لأنها تركب البورش والبنتلي، وغيرها تتنقل بالحمار (يعزكم الله) حتى تصل مقر عملها، وهذا بحد ذاته سبب يدعوها إلى التفاؤل حتى نهاية عمرها.
زوجها «حلو ومملوح»
المرأة الكويتية لابد أن تتفاءل لأن رجال الكويت حلوين ومملوحين، وبالتالي فهي لن «تتوهق» عندما تتزوج كويتيا، أي أنها ستضمن عندما تستيقظ صباحا أنها ستتصبّح بوجه مملوح وحلو كوجه الرجل الكويتي. ولكي أكون منصفة، ليسوا كلهم «حلوين» ولا كلهم «مملوحين» لكن رجال الكويت يظلون أحسن من غيرهم.
الأطيب والأجمل
المرأة الكويتية لا بد أن تتفاءل لأنها تملك أطيب وأضعف قلب بالدنيا، وهذا ما أثبتته المواقف الإنسانية للمرأة الكويتية وكيف هي رحومة وحنونة.
ولا بد أن تتفاءل أيضا لأنها الأجمل والأرقى والأسنع والأكشخ بين نساء العالم كلهن. ففعلا هنيئا لك يا كويت بحريمك.
وأخيرا كما ذكرت لكم، لو أنني سأذكر لكم كل الأسباب التي تدعو المرأة الكويتية إلى التفاؤل سأحتاج إلى مجلد كامل، لكنني سوف أكتفي بهذا القدر اليوم، وأقول لحريم الكويت كافة: تفاءلن.. تفاءلن.. تفاءلن.. ترا أنتن والله العظيم محسودات لأنكن كويتيات.
آخر الكلام
يعز علي ان افارقكم لمدة ليست بالقصيرة وذلك لبدء اجازتي الصيفية، فكل الحب والتقدير لكم مع تمنياتي لكم ايضا بعطلة صيفية موفقة بعيدة كل البعد عن الديون والأقساط للسفر .