كتب : سعيد رمضان محمد على
أثار امتحان اللغة الإنجليزية للمرحلة الأولى بالثانوية العامة حالة من الجدل و الهجوم لصعوبة بعض فقراته كقطعة الفهم التي اشتملت على عدد من المفردات غير المألوفة بالنسبة للطلاب في تلك المرحلة و كذلك الأمر بالنسبة لقطعة الترجمة مما أصاب عدد غير قليل من الطلاب بخيبة الأمل فمنهم من بكى و منهم من أصابه نوع من الهيستيريا لدرجة تمزيق ورقة إجابته مما يجعلنا نسأل أنفسنا على من تقع المسئولية مصمم الاختبار أم الطالب أو مصممي المناهج أو المعلم؟ تجاربي الميدانية المتواضعة بجانب المراجع المتخصصة التي قرأتها و حضوري لبعض المؤتمرات التي تتناول كيفية تدريس اللغات الأجنبية تؤكد أن كل من العناصر السابق ذكرها له دور هام جدا في تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة في فصل اللغة الأجنبية فالمنهج الذي يستند على النظريات و الأسس علمية يساعد المعلم كثيرا على أداء مهامه داخل الفصل بسهولة و يسر فعلى سبيل المثال أكدت النظريات الحديثة كنظرية Krashen أهمية تقديم اللغة الأجنبية للمتعلم بشكل تراكمي متدرج من خلال نصوص جذابة content based approach يقوم الطالب بقراءتها و التفاعل ذهنيا معها من خلال أداء مهام و أنشطة تعليمية task based approach تدور حول تلك النصوص كالقراءة و كتابة فقرات و عمل مجلات و مشاريع والمحاكاة و تمثيل الأدوار كما يجب أيضا أن يكون المعلم على دراية بهذه النظريات و الفلسفة التي بنيت عليها مما يساعده على أداء مهامه و تصميم أهدافه و الأهم من كل هذا هو الطالب نفسه و رغبته و حماسه و دافعيته motivation لطلب العلم فهناك كثير من الطلاب يفضلون مع الأسف الاعتماد على الملخصات التي تشمل معلومات مبتورة و عدد كبير من المفردات في شكل قوائم و لا سياق لها يوضح معناها لأنها الطريقة الأسهل و ليست الأفضل بالنسبة لهم و هذا خطأ كبير في فصول تعلم اللغات الأجنبية التي يتطلب اكتسابها خطة منهجية و ممارسات تراكمية منظمة و صبرا و وقتا طويل. هناك نقطة هامة فيما يخص صعوبة بعض فقرات اختبار يوم الإثنين الماضي و هي وضع بعض الفقرات التي تخاطب الطالب المتفوق و ذلك لئلا يتساوى مع أقرانه في المستوى الأدنى فيعكس الاختبار صورة صادقة للفروق الفردية بين الطلاب و يلغي ظاهرة التفوق الوهمي لكل الدارسين لسهولة الاختبارات غير أن قطعة الفهم التي تناولت موضوع الطرق اللفظية و الطرق غير اللفظية كوسيلة اتصال لم تكن شيقة بصورة كافية مما يصيب الطالب بنوع من الملل و الفتور أثناء قراءة هذه النوعية من النصوص و المفردات الجديدة الموجودة في قطعتي الفهم تساعد على قياس أداء الطلاب من ناحية مهارة التخمين من خلال النص و هذا شىء يحسب لمصمم الاختبار و لا يحسب عليه.