كتب : د.محمد خير أحمد
ليس هناك اصطلاح محدد لتعريف السياحة الإسلامية، إلا اننا نستطيع من خلال المنظور الاسلامي عموما أن نوظف السياحة لتكون في خدمة الاسلام وتلبية حاجة المسلمين بالصورة المثالية المطلوبة، مع ملاحظة أن لفظ السياحة قد ورد في بعض المواضع من آيات القرآن الكريم ليدل على مفهوم محدد ليس هو المقصود هنا من الناحية الاصطلاحية وإن كان يحمل نفس المعنى اللغوي من حيث السفر والضرب في أرجاء المعمورة، كما أشارت بعض الأحاديث النبوية إلي وجود ملائكة سياحين في الأرض يكتبون الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم. وعموما فإن المنظور الإسلامي متمثلا في الأدلة النصية والاجتهادية يحفز على السياحة في الأرض ويحث عليها بدرجة ترقى إلى ربطها بالعقيدة من حيث التفكر في خلق الله والدعوة لله وكذلك من أجل إعمار الأرض وطلب الرزق وتحقيق وصول مضمون الرسالة إلى كل العالم. كما أنه لم يمنع الترفيه والترويح عن النفس بما يناسب المبادئ الإسلامية.
ومن هذا المنطلق فعند الحديث عن السياحة الإسلامية فإن أول ما يتبادر هو توفير حاجة المسلم المسافر بغرض السياحة من حيث تهيئة الطعام الحلال والبيئة المساعدة على أداء الشعائر، بالإضافة الى أبعاد اخرى تتمثل في زيادة المعلومات والتفكر في آيات الله وخلقه ومد جذور التواصل مع شعوب العالم المتعددة فضلا عن الدعوة الاسلامية السلمية، وتبادل كثير من المنافع. ولنا أن نأخذ الحج وهو العبادة التي تمثل ركنا من أركان الإسلام كنموذج على سياحة المسلم في الأرض ومقياس مثالي لنشاطه السياحي في جهات الأرض المختلفة.
وفي هذا السياق نلاحظ توجه بعض الدول الإسلامية لتكون وجهة للسياحة ومركزا جاذبا لتوافد السياح المسلمين إليها من جميع البلاد، وقد يكون من بين العوامل المساعدة التي تعتمد عليها في هذا المضمار ما تتمتع به من طبيعة خلابة أو مناخ معتدل جميل وكذلك ودية الشعب وترحيبه بالزوار عموما، إضافة إلى الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والتعايش السلمي بين جميع الطوائف التي تكون مجتمع البلد المعني. وكذلك فإن التقدم العلمي والتكنولوجي والمعماري يلعب دورا هاما ومؤثرا على السياحة في عصرنا هذا. ومما نود اقتراحه هنا ألا تقتصر جهود توفير العوامل الجاذبة للسواح من المسلمين فحسب بل أن تشمل توفير حاجة السواح والزوار بمختلف العقائد والأجناس بما لا يتعارض مع مبادئ الإسلام وأحكامه الأساسية.
ومن الملاحظ أن توفر سبل المواصلات والسكن المناسب والطعام الحلال في جميع أنحاء القطر يساهم في تحقيق مزيد من النجاح في هذا المجال، ويمكن تفعيل هذه العوامل لتحقيق الغاية المطلوبة بتوفير مزيد من الخدمات والعمل على ترقية القطاعات المذكورة بالاستفادة من ردود الفعل والاستبينات للوقوف على متطلبات الزائرين والسواح.
وختاما فإن هذا المقال المقتضب بمثابة مقدمة إلى مزيد من التفصيل حول هذا الموضوع في مقال آخر نرجو أن يتواصل قريبا إن شاء الله.