روابي البناي
صباح الخير أحبائي، صباح الحب عليكم جميعا. أعلم انكم ستقولون بينكم وبين أنفسكم «الله يرحم والديك بلا صباح حب ولا صباح خير بروحنا ميتين من الحر وويوهنا سايحة من الحرارة اللي تشوي». للأسف إن هذا الوضع مضحك مبكٍ لأنه يحدث في الكويت، لكن الواحد شيقول (آه من بطني وآه من ظهري)، يعني ليس أمامنا سوى أن نرفع أيدينا للمولى عز وجل، وندعو بأن يخفف عنا هذه الحرارة اللاهبة، وأن يفيق الوزير الشريعان من سباته العميق ويحاول أن ينقذ ما يمكن إنقاذه، وأن يخصص للمواطنين قليلا من الوقت الثمين الذي يمضيه في تنشية غترته العجيبة، ويقوم بحركة سوبرمانية تجعلنا نذكره بالخير في عز الحر، بأن «يشخط» عقد استئجار مولدات كهربائية ذات مواصفات عالية الجودة تتناسب مع جو الكويت، ولا يلتفت بأن «يمصلح» أحدا، سواء كان هذا الأحد عضوا في البرلمان أو في الحكومة، وغيرهم من الأعضاء الذين هم أكثر من الهم على القلب.. فهل ستفعلها أيها الوزير الصغير سنًّا لكي تصبح الوزير الكبير فعلا؟ والوزير الذي برد قلوب و«جبود» الكويتيين في الجو الستيني؟
طبعا العالم بأسره يعيش هذه الأيام العرس الكروي في مونديال كأس العالم، الذي استطاع بكل جدارة أن يوحد الشعوب ويجمع القلوب خلف شاشة واحدة، يتابعون من خلالها أفضل فرقهم العالمية وهي تركض بكل شغف وراء هذه الكرة المدورة.
لكن هذا العرس الذي يعتبر مناسبة سعيدة للبعض، ينتظرها بكل شغف كل أربعة أعوام، هو بمنزلة نقمة على كثير من السيدات اللاتي فقدن عقولهن وسيطرتهن على الأمور مع دخول المونديال، ولا أدري لماذا؟
فلنتابع عزيزي القارئ بعض الأمور التي صاحبت دخول المونديال الى البيوت الكويتية.
صم بكم… لا يتكلمون
تشتكي بعض الحريم من جلافة أزواجهن، يعني يجلس الواحد منهم في البيت كأنه صنم لا يتكلم ولا يضحك ولا يفعل أي شيء، لدرجة أن الزوجة بدأت تشك في أنه «أثرم» أو عنده «أضروس»؟
فهذا النوع من الرجال يخاف أن يضحك أو أن يتكلم حتى لا ينقص من وزنه شيئا، فالكلام عنده بحساب والضحك عنده بقواعد. وتزداد الحالة الصنمية لهذا الزوج مع دخول المونديال، يعني يا ويله يا سواد ليله الذي يقترب منه ويحاول حتى أن يقول له «شلونك يا بو فلان؟». فتلقاه يأخذ اجازة من دوامه طوال شهر المونديال، وما عنده لا شغلة ولا مشغلة غير أن يأكل وينام ويشاهد المباريات. أما فيما يخص الزوجة والعيال فليس له شغل فيهم (غاسل إيده بكلوركس منهم).
وتبدأ هذه الزوجة تتذمر وتشتكي من جلافة هذا الزوج التي زادت مع كأس العالم، ولامبالاته التي تعاني منها. تحاول أن تفتح معه حوارا فتفاجأ أن الحوار عقيم، وتحاول بكل ما أتاها الله من قوة أن تلفت نظره سواء بصبغة شعر جديدة أو نيولوك بالشكل أو بطبخة، لكن «عمك أصمخ ماكو فايدة». فيبدأ هنا مسلسل النجرة بينهما، الذي سوف تكون نتائجه بكل بساطة وخيمة على هذه الزوجة أم صبغة جديدة وطبخة لذيذة، لأن الزوج كما ذكرت أعطى مخه اجازة طيلة هذا الشهر وبرمجه على المباريات فقط، أي «ما أشوف غير ميسي ولا أسمع غير كاكا».
كبّري عقلك
فأنت أيتها الزوجة لماذا تبحثين عن الطلايب والمشاكل؟ دعيه بحاله، فما الذي يضايقك عندما ترينه جالسا يشاهد المباريات؟ هل هو جالس ليشاهد كيم كرداشيان وهي تتمايل أو بيونسيه وهي «تلوفح» بشعرها؟ انه يتابع رجالا كل واحد منهم «شحط شكبره» يركضون وراء الكرة كأنهم مجانين.
دعيه وكبّري عقلك، بالعكس المفروض أنك تستانسين أنه جالس في البيت أمام عينيك يشاهد المباراة، أحسن من أن يخرج ليشاهدها في مكان ثان، وهنا تصير المشكلة أكبر وتتفاقم أكثر. فتضعين يدك على خدك وتقولين «وينه؟ وين راح؟ مع منو قاعد؟»، فيكون أمام عينيك أفضل وأبرك من أن يذهب ليشاهد المباراة مع الربع في أحد المقاهي التي لا نعرف من يكون فيها؟ وماذا يحدث فيها؟
شاركيه ونافسيه
قد يتفق البعض معي بأن كرة القدم غير محببة لكثير من النساء، لكونها ترفع الضغط وتشد الأعصاب، لكن هناك مثل يقول «لأجل عين تكرم ألف عين»، أي أنك تعلمين أيتها الزوجة أن هذا المونديال لا يزورنا إلا مرة كل أربع سنين، وتعلمين أن زوجك يحب الفريق الألماني أو الهولندي، فلماذا لا تشاركينه حبه لهذا الفريق وهذه اللعبة، حتى لو عن طريق المجاملة، حتى تكسبيه الى صفك، وتجعليه يحب أن يبقى معك في البيت ويتكلم معك.. حتى لو كان هذا الكلام عن المونديال فقط، على الأقل تسمعين صوته؟ ومثل ما قلت، أن ينشغل باللعب أحسن من أن ينشغل بشيء ثان، فتذهبين لتبكي عند أمك وتكبر السالفة.
أنصحك اليوم، عزيزتي الزوجة يا من تعانين من شغف زوجك بالمونديال، بأن تنهضي الآن وتذهبي لشراء بلوزة الفريق المحبب له. البسيها، وارسمي على وجهك الحلو علم هذا الفريق. وإذا كان عندك عيال يا تشربينهم دواء كحة حتى يناموا وقت المباراة ولا يزعجونه، أو تودينهم عند أمك وتزهبين النفيش والناشوز والعصاير والشاي والقهوة وكل الموجود في الثلاجة، وتقعدين على القنفة تنتظرين المباراة قبل زوجك. وشوفي شلون راح يستانس، وشوفي الضحكة التي ستشق وجهه.. وقولي روابي ما قالت.
شهر راحة واستجمام
أما إذا كنت عزيزتي الزوجة من النوع الذي لا يعرف أن يجامل ولا تريدين مشاهدة المباراة، فأعتقد أن هذا الشهر فرصة ذهبية لك للراحة من حنة الزوج ومن «مجابل ويهه». خذي اجازة زوجية لمدة شهر، تستعيدين فيها طاقتك التي هدها الريال والعيال، وتعيشين 30 يوما من أيام العزوبية، وتلتقين صديقاتك اللواتي لم تريهن من زمان، وتخرجين معهن، تسافرين، تصبحين زبونة دائمة في مراكز المساجات والاسترخاء المنتشرة بالكويت، تمارسين الرياضة، تتعرفين على أحدث المطاعم والمقاهي التي فتحت بالكويت. أي تعيشين شهرا تعيدين فيه بناء نفسك التي أرهقتها طول السنة مع الزوج والعيال والدوام، كما سيعيش هو شهرا لنفسه مع الشيء الذي يحبه.. من دون أن يكون هناك أي مشاكل ولا طلايب ولا قيل ولا قال.
كلمة لرجال الكويت
أعلم أنكم تنطرون هذا العرس الكروي العالمي نطرة، بس ميخالف الهون أبرك ما يكون، ترا هذي الزوجة اللي صافطة عمرها لك وحاطه بالها عليك وعلى عيالك تستاهل منك ان تبتسم بوجهها وتسمعها كلمة حلوة، حتى لو بين الشوطين.
بعدين يا أخي لا تبوز ولا تقلدم وانت قاعد بالبيت، على عيني وعلى راسي أنك تتابع مباراة فريقك المفضل وأعصابك مشدودة، لكن ما ذنب عيالك ليرونك “عبوسا قنطريره”؟ وما ذنب هذه الزوجة التي تفرح عندما تراك مبتسما؟ يعني المانيا ولا هولندا ولا انكلترا أخذوا الكأس.. انت شنو بدش بجيبك؟
عاد لا تمصخونها وحطوا بالكم على حريمكم وخلوا عنكم المدربحه أم أبيض وأسود..
آخر الكلام
نداء ورجاء لمعالي وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد الصباح.. يا بو نواف ترانا متنا من الحر ووجوهنا انشوت وتشوهت من الشمس، فأرجو ثم أرجو ثم أرجو من معاليكم السماح لنا بتقييم السيارات فترة الصيف الحارة رأفة بنا ورحمة بجيوبنا التي بدأت تنفض من المصاريف التي قاعدين انقطها على اطبة الجلدية حتى نحمي بشرتنا من الشمس.. فاشخطها يا بو نواف، واسمح لنا بتقييم السيارات حتى لو تقييما بسيطا يقينا من أشعة الشمس التي حرقتنا حراق.. وكلك خير وبركة، وأدري انك ما ترضى على الكويتيين أن ينشووا، أو أن تخترب بشرتهم.