كتب : هشام السعيدي
يقال في أجمل بلدان العالم أمثلة غريبة يصنعها مواطنون تلامذة أبهروا الجميع بذكائهم الخارق وبأقوالهم الجمة التي لا أدري من أي قاموس يستردونها ف’من نقل انتقل و من اعتمد على نفسه بقي في نفسه ‘ و هذه واحدة من الاف الأمثلة العجيبة ، و من الوهلة الاولى سيجوبك نوع من السخرية المميزة للمثال و قد تلحق به ضحكات وذلك ما كان لكل من سمعها متناسين أن هذا المثال و غيره ينافي الشرع و القانون و يدعو الى ما لا يحمد عقباه .
” ما دير حسنة ما يطر باس ” يبعدونك عن الخير و الحسنة و العياذ بالله ، فالان بدأت بعض الأمور تتضح لي صورتها على أحقيتها المثلى و يرسم أمام اعيني نهجها الواضح حيث النهي عن العمل و الجدية و العبادة فيما الدعوة الى الغباوة و الغرق في بحار مظلمة تخيفك أمواجها التي لا ترحم الا محسنا كريم و مارا مرور الكرام و لم يعلم بفخها الى أن وضع بين قبضتها التي ستعفو عنه لطهارة قلبه و لعدم درايته بالقصة منذ البداية ، انها أمور لا يجب الاستخفاف بها بل وزن قيمتها و تمعنها بطرق واقعية صارمة ، فكل من اعتمد على التراخي في أي أمر من أمور الدين و الدنيا سيصعق صعقة تضاعف صعقات الكهرباء المعروفة بدرجات كثيرة ، و هنا ألتزم بالقول أن من أبرز ما يميز الانسان الشجي الذكي العاقل هو بعده و غياب كلمة ” استخفاف ” في تراجيم عمله وفي حياته اليومية ، لأنه يدري مدى خطور تلك الكلمة المسببة و المؤدية حتما للهلاك و المفسدة ، فكل من ذاب وسط ذلك العالم الوحشي الذي يتسم و يعيش على الاستخفاف فليحمل السلاح و ليحارب و ليدري أن الحل لديه يلزمه فقط التأمل و التفكير و التخطيط فالمشكل منه و الحل منه فليشخص و يعرض ما به على ذاته و ليفكك تفكيره و الامه و اماله و ليطلب العون من الواحد الجبار فذلك أفضل ما سيساعد العبد على تخطي عقبة من عقبات قد تكون ملازمة له منذ نعومة طفولته حتى أصبح كل شئ عنده تافه و ممل و لم يعرف و لم يحس بطعم العيش و لا الكرامة و لاحلاوة الحنان و العطف و الطمأنينة و الأمان ، و كذلك فليعتبر و لتكن له عزيمة قوية تكسر الصخور و تصعد أعلى الجبال و تسبح الى أقصى البحار ليصل الى أعمقها و أكثرها خطورها و حدة كي تبعث له رسالة مفادها أنه تجاوز عنه ضيقه و انكساره و انتكاسته و بشرى له حيث انذاك عرف سيدري جمالا و عفة و نقاوة لم يعهدها و لم يرها من قبل ، فاعطي لنفسك عهدا أن لا تستسلم و ستقود نفسك لمحاربة جيش عظيم لا يعرف سوى الفوز لكنك ستهزمه فقد عهد ذلك الجيش الفوز على الضعفاء و أنت ان تيقنت و كان ثقتك في محلها ستفوز على الجيش برمته و أكثر من ذلك ، فلك الفرصة و كن شهما كما عهدتك يا من يشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا عبده و رسوله ، فلك كل الحق و القوة ان احسنت استعمالهما و ضبط موازينهما فأي زعزعة قد تكلفك غاليا و لتكن عند حسن الظن منافيا المرات السابقة و لك مني أطيب المنى و أن جد متأكد على رجولتك و على قدراتك و مهاراتك و أنك ستفوز و ستحقق ما تريد .