بسم الله الرحمن الرحيم
إُحب أن أبدأ موضوعي بمجموعة من الأسئلة لعرض مشكلة من أهم
المشاكل التي تواجه المجتمع العربي والمسلم على حد سواء …
وهي :
*- لماذا نرضى دائما بالحد الأدنى في كل الأمور ؟
*- لماذا لانطمع لأكثر من ذلك ؟
*- هل الحد الأدنى يكفي دائما؟
*- هل تستطيع أمة محمد صلى اله عليه وسلم أن تنهض من جديد وهي أمة الحد الأدنى ؟
*- هل من الممكن أن يكون خليفة الله في الأرض “حد أنى” .؟
*- وكيف يقوم بمهمته في إعمار الأرض وهو حد أدنى ؟
*- ولاسؤال المؤلم : كيف سيتحرر المسجد الأقصى ويعود الى قلب الأمة والأمة تنتظر سقوطه حتى تقوم !!!
أو قد تسأل هل من الممكن أن يسقط المسجد الأقصى؟… !!!
بدايةً ماهو سبب وصولنا الى عذه الحالة :
إننا من خلال واقعنا الحالي المظلم الذي قل ما تضاء فيه شمعة علم مرافق لعمل صحيح وفق فهم معتدل للدين ولمعنى العبادة ,
نرى أننا وصلنا أو وُصِلَ بنا الى أن نرضى بالحد الأدنى من كل الأمور ..
أن نكون ذلك الأعرابي ..؟ أي أعرابي ؟
إنه ذلك الأعرابي في الحديث المشهور “جاء في الصحيح أن أعرابيا جاء الى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام – يسأله عن الإسلام ,
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :”خمس صلوات في اليوم والليلة”. فقال : هل عليّ غيرها؟ قال :”لا , إلا أن تطوع”
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” وصيام رمضان ” قال : هل عليّ غيره ؟ قال ” لا ,إلا أن تطوع “
وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسيلم الزكاة , قال هل عليّ غيرها ؟ قال : “لا , إلا أن تطوع “
فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص . فقال عليه الصلاة والسلام :”أفلح إن صدق “.
إننا رضينا أن نكون ذلك الأعرابي الذي لم يعرف النظام ولا أي علم فكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم له “أفلح إن صدق “
يتناسب مع مستوى عقله وفهمه والذي جعلناه غاية أملنا دون فهم شامل لمعنى ما أوصاه به الرسول صلى الله عليه وسلم
لم ندرك معنى الصلاة , الصلاة : وهي الأداة الرئيسية لبناء المجتمع وإقامة أي حضارة ,
الصلاة التي تجعل من الإنسان جزء من أكثر الأجزاء إنسجاماً مع الكون لم نفهم معى العبادة الحقيقي
وأن من معانيها الشاملة واجبنا الأساسي الذي خلقنا لأجله وهو تعبيد الأرض لله عز وجل وإعمارها بما يرضيه جل وعلا .
رضينا أن نكون ذلك الأعرابي الذي لم يذكر عنه أي شيئ حتى أسمه لم يعرف ولم يذكر بعد ذلك الموقف هل صدق أم لا …
لأنه إختار أن يكون الحد الأدنى . إن أبا بكر رضي الله عنه لم يرضى أن يكون حد أدنى فضحى بكل ما يملك بماله بصحته بعمره فداء لرسول الله
وفداء لهذا الدين ولنشر هذا الدين فكان الصاحب المذكور في القرآن صاحب رسولا الله في الغار عند الهجرة ,
لقد قام أبا بكر رضي الله عنه بواجبه كاملاً فكان ثاني رجل في الأمة بعد رسولا الله صلى الله عليه وسلم .
لماذا لانكون كأبا بكر أو كعمر رضي الله عنه الذي يقول : إني والله لأعد الجيوش في صلاتي”.
وأخيراً: إني لأرجو من كل قارئ لهذه الكلمات أن يتخذ لنفسه موقع يتناسب معه ومع قيمته كخليفة الله في الأرض
أن يتخذ موقع يتناسب مع قيمته كأحد أتباع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم . فعلينا أن لا نرضى بالفروض وحسب ,
علينا أن نعمل للأمة وأن نحمل هم الأمة أن نعمل لنهضة أمتنا أن لا نحيا لذواتنا ولا نمر في هذه الحياة دون أن نضيف أي شيئ أو نضع أي بصمة…
وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .