كتب : خالد الشرنوبي
بسم الإله الذي يُحلَّ الطيبات ويُحرِّمَ الخبائثَ ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المُنكَرِ ، ويدعونا إلى الطهارة ويدفعنا عن النجاسة ؛ أما بعد ؛ فإن ندائي هذا نداءٌ أولٌ ولن يكون أخيراً ، أبُثُّ فيه هَمِّي وأدعو فيه إلى جادة الحق ؛ وأخلع نعلي لأقذف به في وجه أي إنسان يعترض ضربتي أو يُقاطِع دعوتي أو يتهكّم على بَثِّي وشكوايّ .
أيها الناس ؛ ماذا جرى في زماننا للرجال ؟ ، ماذا جرى للنساء ؟ ؛ فَكِّروا في جواب ، إن الأمرَ يستحِقَ التفكير ؛ فَكِّر أيها الجبان ، فَكِّر أيها الديوث ، فَكِّر أيها المُنحَلُّ ، فَكِّر أيها الفاسق ، فَكِّري أيتها العاهرة ، فَكِّري أيتها المائلة ، فَكِّري أيتها الزانية ، فَكِّروا في زماننا ، في مجرى حياتنا ؛ دعوكم من التفكير في نجاستكم للحظة واحدة ، دعوا التفكير في اللذة والحياة والمتاع والمأكل والمشرب ؛ قِفوا لله يوماً واحداً ؛ أعاذني الله من وجوه الرجال المُتَخَنْزِرِين ، وأعاذني الله من وجوه النساء المُتَلَبوِيات ؛ أعود بكم – غير آسف ولا مُتحرِّج – إلى سؤالي ، ماذا جرى للرجال ، وما الذي جرى للنساء ؟ .
الجواب أن الرجال تركوا فطرتهم ، وقادتهم غرائزهم ، وتَمكّنت منهم الدياثة ؛ فَتنَسوّنوا فهماً منهم أنها شعبة من شُعَبِ الرجولة ؛ اختلط عليهم مفهوم الرجولة حتى فهموه كأنه يعني النسونة .
ها أنا أُصَحِّحُ المفهومَ لهؤلاء القردة المُنحلِّين العاهرين المُخَنثِّين ؛ إن الرجولةَ أمانة وضعها خالقنا في أنفُسِنا ؛ هي شرف يجب صيانته وعدم التفريط فيه ولا النَيل من عرضه ؛ إن الرجولة طهارة يجب الحفاظ عليها وعدم تنجيسها ، إن الرجولة نخوة وغيرة يجب مراعاتهما وعدم المساس بجنابهما ، إن الرجولة قوة وشجاعة ومروءة ، إن الرجولة أخلاق حميدة ، إن الرجولة عزة وكرامة يجب أن ننافح عنها صوناً لها من المذلة والخضوع والانحطاط ، إن الرجولة قُدْسٌ شريف يجب تقديسه ، إن الرجولة معنى ضائع وحق مسلوب ومُفرَّط في جنابه وفَهْم مغلوط ، إن الرجولة أمانة سنحاسب عليها ؛ إذاً فالذي جرى للرجالِ أنهم فقدوا رجولتهم ؛ ويتوهموا أنهم رجالٌ رغم ذلك ؛ والذي يُعارِضني في هذا يستحق ما ألقيتُ عليه في قرارة نفسي وأبى القلمُ أن يُبيِّن له مهانته ؛ فالمهانة إذا توارت كانت أعظم.
أقولها كلمةَ حق ولا أخشى ، أُبَلِّغُ ما تغافله كثيرون إما لسلبية فيهم أو رهبة من ذي سلطان أو حباً منهم في ذيع الفساد وتَفَشِّي العُهرَ ؛ إن الفسادَ يا أهل الحق – وأشك في هذا – أو يا أهل الباطل – وهذا هو الغالِب – طغى ؛ كَثُر المُفسدِين وعلى رأسِهم حاكمُنا ؛ أُشهِد الله أنه لم يحمل ما حَمَلَّهُ ربُّه له ، ولم يُحافِظ على أمانة الله ، ولم يكن على قدر المسئولية لا في خلافة ولا في عِلافة ؛ لم يَصُننا يا الله ، لم يحافظ علينا ، انتهك حُرماتنا ، ضَيَّقَ على عبادك ، استذلنا يا ربي ، لم يرحمنا ، أنت أعطيتهُ فأمسك علينا ، أنت أكرمتَهُ واستعبدنا يا الله ، أنت أعززته بمُلْكٍ وأورثنا المهانة والفقر ، أنت أَمَّنتهُ وأشاع بيننا البغضاء والشحناء ، يا رب أُشهِدكَ أنه خانَك ، خانَكَ ، اللهم إني بلّغتُ اللهم فانتقم .
أعود لسؤالي ، ماذا جرى للنساء المسلمات والمسيحيات واليهوديات والبوذيات والكافرات ؟ ، ما الذي جرى للنساء من أي ملّة ؟ ، هذه القضية عامة ؛ قضية أقرأها بدون دين ؛ أودعت ديني جنباً حتى أكون موضوعياً ورجلاً ؛ فَتَقَبَّلوا كلامي ، فإن صرختي هذه صرخة حق سَجّلتُها بروحي ولهيبي وغَيْرتِي نِفاحاً عن رجولتي ؛ فالنساء عندي اثنتين ، إحداهما ذات أخلاق كريمة وأفعال سليمة ، والأخرى ذات أخلاق خبيثة وأفعال ذميمة ، إحداهما تَتبِّع اللهَ والأخرى تَتَبِّع الشيطان ونفسها والشهوة ، إحداهما تجد لذتها في العفاف والطُهرِ والأدب والحياء والتَفكُّر وصيانة نفسها وتغطية جسدها واحصان فرجها وخفض صوتها وعدم الخضوع في قولها وغض بصرها ، والأخرى تجِد اللذة في الانحلال والنجاسة وقلة الأدب والعُهرِ والأغاني وتعرية جسدها والتفريط في نفسها وعلو صوتها وجرأتها وخضوعها في القول ومَدِّ بصرها إلى المُحرَّماتِ ؛ إحداهما طاهرة والأخرى عاهرة ، إحداهما في جنان والأخرى في نيران .
أُصَدِّر ضربتي بإشارة بإصبعي للفتيات مُنَبِّهاً إياهن أني – والله – إن توليتَ منصباً واعتليت كرسياً وصار لي بكن قوةً لأُطَبِّق عليكن حدّ الحرابةِ ولن أتراجع ولن أتهاون في حَدِّي ؛ فالزمنَ الجادة وإلا فإن ذلك ليس على الله بعزيز ؛ الزمنَ جادة الأدب والطُهرِ والعفاف لأنكن أُسُ هزائمنا ، أنتن صرتُن نذير شؤم على الأمة ، إلا قليل القليل منكن لذا لا أذكرهن في مقالتي لأن الله يذكُرُهن عنده في ملأ خير من هذا .
أُناشد الحائدات عن الجادة ، المُنحلَّات ، أُصدِّر لهن سيفي بالحق مُنذِراً بهلاكنا جميعاً ؛ الله الله في الأمة ، الله الله فينا ، الله الله في الرجال ؛ عُودنَ إلى الجادة لأنكن صِرتُن أشد شراً علينا من الشيطان .