روابي البناي
صباح الخير والحب عليكم، صباح السعادة والتسامح، صباح الوجوه البشوشة من الصبح، شلونكم أحبائي ان شاء الله تكونون بصحة وعافية وخير، وتكون أموركم كلها أحسن من الزينة يا رب. اليوم الأحد، يعني بداية أسبوع جديد، يعني خلصت عطلة نهاية الأسبوع، يعني نشاط يعني ماكو مثاوب من الصبح لأن المفروض أن تكونوا أخذتم قسط نوم كاف طوال العطلة، يعني ماكو وجوه مقلدمة، يعني ماكو كلمة مالنا خلق، يعني ماكو نظارات سوده تخش نص الوجه علشان ما تبين أثار المخدة اللي لاصقة بالخد.. فلتكن بداية اسبوعنا هذه مختلفة نرفع فيها شعار «نحو كويت بلا تقلدم»، يعني لنجعل البسمة لا تفارق محيانا حتى نرتاح ونريح من حولنا، وإن شاء الله على طول تكون الراحة مستقركم يارب.
«كويتي وأفتخر» أحد أهم الأحداث التي بدأت تبرز في الكويت، وهذا الملتقى بدأ بفكرة متميزة من ناس مميزين، لرعاية مواهب وإبداعات شبابية كويتية تحت مظلة واحدة، وتسليط الضوء عليها للاستفادة من هذه الخبرات والإبداعات. فتجد الكثير من الشباب والشابات يتسابقون للفوز بالمشاركة في فعاليات هذا الملتقى لكونه يحظى برعاية مهمة، ويحضره الكثيرون من الكويت وخارجها.
كما أن الاستعدادات له من قبل الراغبين بحضور الفعاليات تكون على قدم وساق منذ ما يقارب الشهر قبل الافتتاح، فتجد البنات يبدأن بعمل ريجيم قاس لكي ينزلن بضعة كيلوغرامات لزوم التنورة السوداء الضيقة والقميص الأبيض الـ«كت» cut، وتجدهن يتسابقن على صالونات التسمير لعمل «تان» tan أو الجلوس فوق السطح لكي تحرقهن شمس الكويت ويصير لونهن برونزيا، ويتم حجز الصالونات قبل المعرض بشهر لكي يضمنَّ تصفيف الشعر حسب المطلوب لهذا اليوم الموعود.
لزوم الكشخة والـ«كول»
أما البنات المراهقات فتجدهن يتوزعن على الجمعيات وأفرعها، لشراء أكبر كمية من علب «سفن أب» ويخلطونه مع شوية «بيبسي» و«صن إن» ويضعن المزيج على شعورهن حتى يصير لونها طبيعيا و«كيرلي» لزوم الكشخة والـ«كول» Cool.
أما الشباب الذين يحضرون هذا المعرض فهم نوعان: الأول الذي يحضر فعلا لكي يشتري أو يقدم الدعم لصديقه أو أحد أقاربه أو قريباته، فيكون على طبيعته أي غير متكلف، ولا يرتدي اللي بكبته وكبت ولد جيرانه.
أما النوع الثاني فهو النوع الفلتة، الذي «غصب عليكم أنا كول» و«انا كشخة»، والذي تجده وفر المعاش من أربعة أشهر، واشترى «بلاك بيري» و«آي فون»، وأجر سيارة آخر موديل، ويستذبح أن يصفطها جدام حتى تكتمل صورة الـ«شو». وتلقاه يفتر بالمعرض ما يدري وين الله قاطه.
وطبعا ما يوطوط صوب الإبداعات الشبابية، بل تلقاه يفتر عند شغل البنات، يعني «أنا اللي أشجع البنت الكويتية وادعمها»، وحتى يظبط الدور لا بد أن يقط بين كل كلمة وكلمة كم مصطلح إنجليزي قعد يحفظهم صار له شهر حتى تكتمل الصورة.
ملتقى الكب كيك وعصير القز
لسوء الحظ أنني لم أتشرف بحضور أي دورة من دورات هذا الملتقى، وذلك لعدم اهتمامي بحضور مثل هذه الاحتفالات والمعارض، لكنني أحرص على ان أستشف رأي الجمهور بكل تفصيل ودقة، وان آخذ رأي الجميع، سواء كبار السن أو الشباب، لكي أستطيع أن أبني حكمي المبدئي على هذا الملتقى.
أثناء افتتاح ملتقى «كويتي وافتخر» هذه السنة، كنت في العاصمة البريطانية لحضور مؤتمر، لكنني حرصت على أن لا يفوتني شيء مميز من إبداعات شباب وبنات بلدي.
ففور انتهائي من المؤتمر اتصلت بصديقة كانت تحضر الملتقى وقلت لها: «بشريني عسى الله يبشرج بكل خير، شلون كويتي وافتخر؟»، فردت علي والضحكة تكاد تخترق أذني الملكة إليزابيت وتعكر صفو نومها: «روابي أبشرك.. بنات الكويت وشبابها بيضوها ورفعوا رأسها»، فقلت: «شلون عسى فيه اختراع جديد يوقف العالم على رجل واحدة ويخلي عمامنا الأمريكان يترجونا علشان نعطيهم ويه ونخلي ولدنا ولا بنتنا يوافقون على مشاركتهم بالاختراع»؟
قالت: «شوفي ثلاثة أرباع بنات الكويت قاموا يبدعون بعمل الكب كيك cup cake والـ cookies ونص شباب الكويت صاروا محترفين بعمل كفرات البلاك بيري. هذا غير اللي يسوون تي شيرت عجيبة عليها مناطق الكويت وشعار الكويت وغيرها.. يعني شي عجيب. وبعد فيه بنات ما شاء الله عليهن يعرفون يسوون عصاير مو طبيعية.. شقولج يا روابي شي عجيب فاتج نص عمرج».
وفور سماعي طاري الكب كيك بدأت مصارين بطني تغروج، وعلى الفور سألتها: «شلون طعم الكب كيك عسى ناطع»؟ فقالت: «شفيج انتي ضايقته».
وهنا توقفت للحظة قلت: «شفيها صديقتي عسى ما شر! شلون عارضينه بالمعرض وشلون ضايقته وانا بلندن؟».
فقالت: «روابي شفيج الكب كيك اللي تحبينه وتغمسينه بالحليب مال المطاحن يشترونه وبعدين يخلطون خلطات ويحطونها فوقه، وخلصنا عاد انت لا تسوينها سالفة الله يهداج»!
لم أستوعب ما قالته صديقتي، وحاولت أن أطوف السالفة فقلت لها: «وشلون الـ تي شيرت.. شريتي؟ تقولين عليه خريطة الكويت وعليه أشكال حلوة»! فقالت: «الصراحة اعجبني واحد وايد حلو، وقفت بشتريه، فقالت لي المصممة: اوكي بس لازم تنطرين على الأقل شهر. فسألتها: كل هذا زحمة؟ فقالت: لا علشان أنا اطلبها من أميركا». هنا ارتفع ضغطي وقلت لها: «انتي شفيج انتي مو تقولين أن اسم المعرض «كويتي وافتخر» وكل المشاركين يعرضون ابداعاتهم اللي من المفترض انها قد صقلت بأيادٍ كويتية من الألف إلى الياء؟».
حسن ترتيب وتنسيق.. لكن
فور وصولي الى حبيبتي الكويت قمت بعمل بحث كافٍ وواسع مع كل من حضر هذا الملتقى. وبهذه المناسبة اشكر كل من زودني بالصور ومقاطع الفيديو الخاصة بهذا الحدث، والتي استشففت من خلالها الجو العام للمكان والحضور والحدث نفسه. وأنا وجميع من حضر نجمع على حسن الترتيب والتنسيق الذي أعد لهذا الملتقى، والذي تشكر اللجنة العليا عليه، ولا ننكر أن هناك بعض الإبداعات التي تستحق التصفيق والتشجيع لكونها إبداعات كويتية وتستحق الدعم والتحفيز، لكنه لم يخل من وجود فئة الذين يعرفون كيف يطلبون بالإنترنت ويضعون اسمهم على البضاعة، وفئة الذين يشترون كب كيك المطاحن ويضعون فوقه قيمر وككاو فليك، ويبيعون الحبة بدينار، ويقولون انها صنع أيديهم وحياة عينيهم.
طاقات تستحق الإشادة
الكويت فيها الكثير من الطاقات الشابة التي تستحق الإشادة بها وتسليط الضوء عليها، وزيارة سريعة إلى أروقة المركز العلمي تكفي لمعرفة الكثير عن الإبداعات الكويتية المميزة، التي تستحق فعلا التصفيق والمشاركة في مثل هذه الملتقيات. علاوة على وجود الكثير الكثير من الأسماء الكويتية المشرفة التي هي مبدعة فعلا وتستحق الإشادة، وليسمحوا لي بأن أذكرهم لأنهم يعملون بصمت وخلف الكواليس وأعمالهم مشرفة ومفخرة للكويت مثل منيرة الفرج، ونور الزبن، ومضاوي الناصر، وريم الفيلكاوي، وحنين الخميس، وأنفال الرشدان، ومهنا المهنا، وفيصل كركري.. وغيرهم ممن يعملون بأيديهم كل في مجاله ويستحقون الشكر والتقدير.
أما فيما يخص فئة «رفعي راسج يا كويت بعيالج اللي يعرفون يخلطون مشروب الطاقة بالليمون ويلصقون الشباصات، ويقلون هوت دوج فوقه خردل العسل» فليسمحوا لي خل يستريحون.