روابي البناي
صباح الخير احبائي، وان شاء الله تكونون بخير وصحة وعافية، والأهم من هذا أن تكونوا ارتحتم جيدا في هذه الأيام الخمسة التي ستنتهي غدا إن شاء الله، وتكونوا مستعدين لبداية اسبوع نشيط مليء بالإنجازات.
واتمنى من كل قلبي ان تكون الوزارات والهيئات الحكومية بكامل طاقمها الوظيفي يوم الثلاثاء، كما أتمنى من الدكتورة موضي الحمود أن تصدر قراراتها الصارمة، التي تكون دائما في الصالح العام، بأن يعاقب اي طالب يتغيب عن حضور الدوام المدرسي بقية الأيام الثلاثة من الأسبوع، بأشد العقاب، والأهم معاقبة الهيئة التدريسية التي ما ان ترى الطلاب حاضرين، حتى «ينمد البوز شبرين» تعبيرا عن انزعاجهم من حضور الطلاب.
كما أتمنى من كل وزير أن يصدر قرارا بالتدقيق في الإجازات المرضية التي ستقدم في الأيام الثلاثة المكملة لإجازة العيد الوطني، والتي ستكون أكثر من الهم على القلب، فأتمنى ان تكون هناك رقابة سواء على المستشفيات الخاصة التي تعطي الإجازة المرضية بعشرة دنانير، أو المستوصفات بأن يتم طلب تقرير مفصل لحالة الموظف المريض، خاصة في هذه الأيام الثلاثة.
لحسن حظي انني لم أغادر الأراضي الكويتية في عطلة العيد الوطني رغم الحب المتبادل بيني وبين الطيارة، بسبب عارض صحي مفاجئ تعرضت له و«جابني أرض أرض»، فحرمني حتى من الذهاب الى عملي الذي اعشقه لمدة اسبوعين واضطرني لملازمة الفراش، وفي حال تطلب الأمر الخروج، لا بد من الاستعانة بعكازات أو عصا «خالتي قماشة». لكن كما يقول المثل «رب ضارة نافعة» فمرضي هذا جعلني أكتشف مواهب بنات وشباب الكويت المكبوتة، وجعلني اترحم على شهدائنا الأبرار واسرانا الذين لا نعرف مصيرهم في غياهب الجب، وذلك للمناظر التي يشيب لها شعر الرأس، والتي مارسها بعض الشباب والبنات ممن يعتبرون مثل هذه التصرفات الدخيلة على المجتمع الكويتي تعبيرا عن الفرحة.
أولا: راقصات شارع الخليج
كما قلت لك عزيزي القارئ ان مرضي انعكس إيجابا عليّ، لأنني مجبرة على ملازمة الفراش الذي اشتكى طيلة هذه الفترة مني ومن تذمري، وبالتالي حفظت ظهرا عن قلب جميع البرامج التلفزيونية التي تبثها جميع القنوات، واصبحت خبيرة بأرقام القنوات ومواعيد برامجها مع الإعادة، والتي تعود بالفائدة على كل من يريد ان يثري حفيظته بآخر ما توصلت إليه بورصة الأغاني الهابطة والأفلام التجارية والمسلسلات، علاوة على برامج «الفتنة» التي تثيرها بعض القنوات التي تريد ان تكسب شهرة ويصدح اسمها وتكون محور الأوساط السياسية والاجتماعية.
فبينما كنت امسك جهاز الريموت، الذي احب عبر هذه الأسطر ان اتقدم له بخالص الشكر وعظيم الامتنان لأنه تحملني وتحمل ضغطي غير المحتمل عليه، والذي كانت نتيجته ان جميع ازرار هذا الجهاز المسكين دخلت الى الداخل والأرقام الظاهرة عليه اختفت، فأرجو ان يتقبل عذري ويسامحني، فبينما كنت ابحث عن فيلم او مسلسل يسليني حتى أنام، توقفت يدي على رقم احدى القنوات المحلية الخاصة وكانت تظهر فيها فتاة اعتقدت للوهلة الأولى انها من أحفاد «جنكيز خان»، تمسك ميكروفون بيدها الشمال ودفترا ابيض بيدها اليمين، وكست نفسها من رأسها لساسها بصور واعلام الكويت وقادتها. طبعا هذه الفتاة كانت «تنشز» بالأغاني الوطنية، فعدلت جلستي وفركت عيني ثلاث مرات حتى اصدق ما اراه!!
اتدري عزيزي القارئ ماذا رأيت، والذي انا على يقين ان ثلاثة ارباع اهل الكويت رأوه!
رأيت باصا مكتظا عن بكرة ابيه ببنات من جميع الأصناف والأرناق، فالسودة موجودة والبيضة موجودة، والمتينة أم زند موجودة، والبصوة موجودة، والمزقدده موجودة، والمحجبة موجودة وأم كشة موجودة، والمبرقعة موجودة والمنقبة موجودة والبوية موجودة، يعني الباص يضم كل الأصناف التي كانت مقسمة إلى ثلاثة اقسام: قسم يصفق وييبب، وقسم يطق بالطيران، وقسم يرقص ويهز.
لم اصدق عيني، وأخذت اوهم نفسي بأن القنوات تداخلت مع بعضها البعض. وعلى الفور أرسلت «مسجا» مفاده «شوفوا قناة …»، وما هي إلا ثوان حتى توالت المسجات تقول «ايه هذا الباص رقم 114 من موقع مسيرة شارع الخليج العربي، ما شفتي شي نطري وشوفي».
وفعلا انتظرت ورأيت الذي لا يرى، رأيت المسخرة والمهزلة التي تقوم بها بعض البنات اللاتي، اقولها بكل أسف وحسرة، يحسبن علينا (كويتيات) لأن من يشاهد هذه القناة من خارج الكويت ويرى البنات مكتسيات بأعلام الكويت وصور شيوخها ويغنين باللهجة الكويتية سوف يقولون شيئا واحدا: «شوفوا مسخرة الكويتيات في الشوارع»، وانا لا ألومهم. والذي حرني وبط مرارتي وجعل ضغطي يصل إلى الألف، أنه في مقدمة الباص كانت تجلس واحدة تضع برقعا كل ما فيها سايح على بعضه، وقاعدة تصفق وتؤشر بيدها، يعني هذه «محرمهم» لكبر سنها، أما المحجبة «أم زند»، فهذه قصتها قصة، كانت شادة حيلها وترقص بضمير إلى درجة أن زندها وهي ترقص كان يصطدم بوجه رفيقتها، لكن كله يهون في سبيل الكويت والتعبير عن الفرحة وعن الولاء والوحدة الوطنية.
أنا بصراحة لا ألوم هؤلاء اللواتي رخصن انفسهن وأخذن يرقصن في الشارع، لكنني الوم القناة التي نقلت هذا الإسفاف، فالسؤال هو: ما هدف هذه القناة من بث هذا التصوير مباشرة على الهواء؟ فماذا سيستفيد المشاهد من مشاهدة هذه المناظر المؤذية للعين؟ وما العائد المادي والمعنوي والحصري الذي سيعود على هذه القناة من نقل وقائع رقص بنات ليس عندهن «لا سداد ولا رداد» في الشوارع بحجة الاحتفال بالعيد الوطني؟
ثانيا: كرنفال جنيف وكرنفال الكويت
من المؤكد أن لا يوجد احد بالكويت لم يحضر كرنفال جنيف، واقولها بكل ثقة لأن الشعب الكويتي (يالله من فضلك) شعب عند ويهك وبالشوفة ما يحب يفوته شي، والله يعافي القروض اللي خلت «نهاش فتى الجبل يروح فيغاس» ويقعد في السطر الأول يطالع الجميلة كيم كرداشيان، ويتحسر على عمره الذي راح بلاش مع واحد غشاش على قولة نوال الكويتية مع زوجته المسكينة التي تحملته. لهذا اؤكد ان لا يوجد احد لم يشاهد كرنفال جنيف العجيب المنظم الراقي الذي ينم على احترام الموجودين لأنفسهم وحبهم لذاتهم لأنهم جاؤوا ليفرحوا. ففي هذا الكرنفال الكل يعبر عن فرحته برش الفوم والماء لكن بحدود، وطبعا لا توجد سيارات والكل يمشي باحترام. لا أقول إنه لا توجد بعض التصرفات الدخيلة على مرتادي هذا الكرنفال، لكن عندما نقوم بالبحث والتحري نجد ان بؤرة هذه الحركات والتصرفات هم شباب وبنات من الخليج.
وبما أننا نحب التقليد، خاصة تقليد الغرب، لماذا لم نقلد حتى هذه اللحظة كرنفال جنيف؟ لماذا لا تكون هذه المسيرة التي يصر الكثير على إحيائها من دون وجود سيارات ومن دون وجود حوادث اختناقات ودماء تسيل؟ لماذا لا يتم تنظيم هذه المسيرة من قبل جهات مختصة، ويتم اغلاق شارع الخليج ويمنع دخول اي سيارة فيه؟ والذي يريد ان يعبر عن فرحته بهذا اليوم يمشي وبيده الأعلام في الأماكن المخصصة لهذا الكرنفال، ويتم فتح طريق سالك لسكان المنازل المطلة على شارع الخليج الذين حرموا من الخروج من منازلهم خوفا من عدم تمكنهم من الرجوع اليه طيلة اليومين.
أتمنى من كل قلبي ان «ننقر» من كرنفال جنيف ويتم عمل كرنفال الكويت بطريقة منظمة، الكل يحترم نفسه فيها بعيدا عن الإسفاف والمهازل التي تعكس صورة سيئة عن الشعب الكويتي.
ثالثا : مخالفة راقصة
يقول لي احد الأصدقاء الذي اتعسه حظه واضطره الى ان يوجد في منطقة السالمية لارتباطه بموعد مهم جدا في مساء يوم الخامس والعشرين من فبراير: «تصدقين روابي عمري ما تحسفت على شي بحياتي كثر ما تحسفت على طلعتي من البيت وروحتي للسالمية يوم الخميس 25 فبراير، لأن اللي شفته بالشارع خلاني أموت من الحره على بنات الكويت واللي قاعد يسوونه بنفسهن».
سألته عن الأمر الذي رآه فقال: «بعد ما خلصت من الموعد ركبت سيارتي برجع بيتنا، لكن هيهات ان اروح بيتنا في ظل وجود هذه الأزلاف البشرية، ومن الطبيعي ان الشارع يتحرك ببطء، وبالتالي كنت مضطرا الى سماع ما يدور حولي من تعليقات سخيفة أو أغان هابطة أو مناظر مزعجة كالتي شاهدتها، مثل توقف فتاة في بداية العشرينيات من عمرها وهي منزعجة تشكو لأحد أفراد وزارة الداخلية الظلم الذي وقع عليها من قبل زميله الذي يقف عند الإشارة الضوئية السابقة، والذي قام بمخالفتها بعد أن رآها ترقص وتتمايل في سيارتها، الأمر الذي أثار حفيظته فقام بتوبيخها وتسجيل مخالفة في حقها، وظل صوتها يعلو دلالة على رفضها للمخالفة التي تم تحريرها لها، فطلبت من الشرطي أن يعيد لها حقها ويرفع عنها الظلم بأن يطلب من زميله إلغاء المخالفة، خاصة بأن هذا الشرطي «مسيح قذلته ومخصر بدلته»، وتبريرها الذي اقنع هذا الشرطي بوقذلة بأنها كانت ترقص ابتهاجاً بذكرى التحرير والاستقلال، وهو حق مشروع لها ولغيرها من المواطنين المشاركين في المسيرة».
ويكمل صديقي المقهور كلامه قائلا: «الصراحة الشرطي بيضها وطلع شهم لأنه رفض الوقوف مكتوف اليدين أمام ندائها وإلحاحها على إعادة حقها لها، وقال لها خلاص عندي الموضوع، بس عطيني رقمج علشان ابشرج بأن المخالفة طاحت» (لا تعليق).
آخر الكلام
يا جماعة الخير ترا ليست الفرحة أن ترش «فوم» وماء على خلق الله، او ان تظهري زندك امام الناس وتترقصين، أو ان تسكر الشارع وتقعد ترقص، التعبير عن فرحتك باليوم الوطني وبيوم التحرير يكون بان تثبت للكويت انك فعلا تحبها بنجاحك وتفوقك بدراستك، واخلاصك واجتهادك بعملك، بتربيتك لعيالك تربية سليمة حتى يطلعوا رجالا صالحين، بحبكم بعضكم لبعض، بمحافظتكم على المرافق العامة، باختياركم الصالح الأمين ليمثلكم بمجلس الأمة، بمحافظتكم على اموال ومدخرات الكويت، وليس بان «تلهفوا» مخصصات دعم العمالة الوطنية بتسجيل اسمائكم في شركات خاصة وانتم لا تعرفون حتى عناوينها، ثم «تلطون» آخر الشهر مئات الدنانير، بقناعتكم بالذي عندكم، بنبذ روح الفتنة والطائفية.. هذه هي دلائل حبكم للكويت وفرحتكم بيوم رجوعها لكم من براثن الغزو الغاشم، وليس مناقزكم بالشوارع كأنكم «شواذي» تؤذون خلق الله.
أتمنى أن تختفي هذه المناظر في 25 فبراير 2011 اذا الله أعطاني وياكم عمرا، وكل عام والكويت الحبيبة بكل خير.
أولا الف سلامة عليك و ما تشوفين شر.
الفرح حلو كلنا نحب الفرح والوناسة ، يكفينا ما نشوفة بالصحافة و التلفزيون من ماَسي و احزان و مداحر مالها اول ولا اَخر، العيب مو في الفرح و الوناسة لكن العيب في الذوق العام للتعبير عن هذي الوناسة للاسف عندنا مبدأ مو زين وهو ( أنا وبس والباقي خس ) . كم واحد فينا يا اهل الكويت قال حق عيالة هذا
(( عيب )) الي قاعد يصير في الشوارع بمناسبة الاعياد.
الي قاعد نشوفة تشوية لفرحة العيد ومضرة للاخرين في صحتهم و اموالهم لا يرضي الله ولارسولة .
كنت اتمنى وانا اشاهد الاحتفالات ان ارى شخص واحد غيري من الموجودين يشيل علبة فوم ويرميها في الحاوية ، أويعطي مقيم تم رشة بالفوم منديل يمسح عينة ، لكن الطبع يغلب التطبع.
والله المستعان – شكرا لطرحكم البناء .