النهار : 14/2/2010
كتب : أحمد المليفي
رغم كل الجيش العرمرم من المسؤولين على شكل وكلاء الوزارات والوكلاء المساعدين ومديري الهيئات والمؤسسات والمديرين الذين يفترض فيهم إدارة المؤسسات والإدارات التي يرأسونها فإنهم إذا استثنينا القلة القليلة منهم مجرد واجهة وبرستيج وتدار الوزارة من خلال غيرهم، فنتيجة لقلة العلم والتجربة والخبرة والخوف من تحمل المسؤولية فان هؤلاء المسؤولين يدارون من خلال ما يسمى بالمستشار أو الباحث القانوني أو الإداري أو المالي المعشعش في هذه المكاتب ويمكن أن تستغني عن أي شخص بالوزارة إلا هو .
فمثل هؤلاء المسؤولين الذين نزلوا ببرشوت الوساطة أو الدعم القبلي أو الطائفي أو الحزبي وتربعوا على كرسي المسؤولية دون أن ترفعهم إليها مؤهلاتهم العلمية أو خبراتهم العملية فهم مجرد برستيج لا يمثلون إلا قيمة أخرى من قيم أثاث المكتب.
تستطيع أن تفرق بين المسؤول «المالي مكانه» والواثق من نفسه من المسؤول البرستيج الذي لا يمثل سوى قطعة أثاث إضافية في مكتبه عندما تطرح عليه أي مشروع قرار أو يطلب منه أن يتخذ قرارا معيناً لا سيما القرارات التي يفترض فيه ان يعرفها أو يتخذها من هو بمثل مركزه وخبرته .
المسؤول الحقيقي تجده يعطيك الجواب من دون تردد أو خوف ويكون واثقا من نفسه ولا يتغير هذا القرار بعد ساعات أو يوم سواء بالإلغاء أو اضافة شروط جديدة عليه. أما صاحبنا قطعة الأثاث القديم فجوابه معروف: «خلينا نشوف وندرس الموضوع» هذه الكليشه من الإجابات جاهزة ومعلبة لا هي نعم أو لا وينادي على سعادة المستشار «طبعا المستشار عارف صاحبه انه فاضي ما كو شي» فهو يتلذذ في إدارة هذا المسؤول وفي تعذيب الناس و«مرمطتهم رايح جاي جاي رايح» ويبدأ يتفلسف في المواضيع ويهولها و«انته شايف يا فندم وهذه عاوزه دراسة وعملية خطرة وأول ما يقول عملية خطرة وهو قاصد لأنه يعرف أن صاحبه أول ما يسمع هذه الكلمة «بطنه تقروج» تلقى صاحبنا المسؤول قطعة الأثاث تبلعم وتدهور وأفضل جواب عنده الرفض يعني بالعربي الفصيح «إذا تبي شغلك يمشي عند أمثال هؤلاء المسؤولين عليك أن تضبط حالك مع المستشار» وان تدخل البيوت من أبوابها الخلفية.
أمثال هؤلاء المسؤولين أمام الرؤية الجديدة للبلد وتنفيذ خطة التنمية قد انتهت صلاحيتهم وكما يستبدل الأثاث القديم فيجب استبدالهم .