كتب : خالد الشرنوبي
لكل إنسان مسلك خاص به في الحياة ، والإنسان قادر على أن يسير في طريق التميز إذا وقف من إدراكاته في الحياة موقفاً نقدياً واعياً ، محاولاً الوصول إلى حقيقة غايته وأصل إدراكاته باحثاً عمّا ورائها ، فإدراكات الإنسان مكتسبة فيجب أن يعلم حقيقة مصدرها ومدى صحتها وحكمتها.
تتعدد إدراكات الإنسان حول المسائل المختلفة في الحياة وفي نفسه ، وأحياناً يكون المصدر هو الدين أو مصدر علماني أو فلسفي ؛ وكثيراً ما تتعارض الإدراكات ويتجاهل الإنسان إعادة النظر في تلك الادراكات ومحاولة تصحيحها.
في عصر العولمة والانفتاح اختلطت القيم وأصبح التفكير في الإتباع أكثر منه في التجريد من إدراكات الآخر والاستقلال بإدراكاتنا ؛ كما أن اكتساب إدراكات للمعاني الجديدة أو المجهولة لديك يفرض عليك اكتساب إدراكات الآخر لها ، و لا مانع في هذا ، ولكن يجب المراجعة والنضج والاستقلال بحالة من الفهم الشخصي والتوجيه الفردي للوصول إلى الاطمئنان الروحي .
تتكاثر الادراكات ويُـتِم الإنسان إدراكاً لمعني شئ بمساعدة الإدراكات الموجودة بذاكرته وعن طريق ربط الإدراكات وفصلها وتجميع المعلومات وتجريدها يصل الإنسان إلى أطراف الحلول أو فقدانها فيلجأ إلى التَطَبُّع أو التقليد لعدم وجود خلفيات عامة يستمد منها الأجزاء و الإدراكات الخاصة أو لعدم مسايرة المفاهيم العصرية وصعوبة إيجاد مصدرها فيتحتم عليه تصديقها وإتباعها .
يرتاح ضمير الإنسان إذا قام بتجديد الادراكات وإيصالها إلى مرحلة لا تتعارض مع قيمة الدينية ، ويتم ذلك بالبحث عن نقطة الإلتقاء، وبالسؤال : ما حقيقة إدراكاتنا وما قيمتها وماذا يجمعها؟ وماذا يُوحِدها؟ فيجب ألا تتعارض القيم ؛ و إن اختلفت المعاني فيجب الترجيح .
تميز الادراك يكون بتحقيق الإسلام في الإدراك نفسه ؛ والاستقلال عن إدراك الآخر ، وعدم المطابقة والتقليد ، ويكون ذلك بإعمال العقل والمعاودة والمراجعة والانتقال من مرحلة عدم الوعي إلي مرحلة الوعي والوضوح