جريدة النهار : 4/1/2010
كتب : أحمد المليفي
ما يحدث اليوم من جدال وخلاف بين الحكومة والمجلس بخصوص مشروع قانون شراء فوائد المديونيات يذكرني بما حدث لمشروع قانون زيادة علاوة الأولاد من خمسة الى سبعة.
يبدو ان البعض لا يريد ان يستفيد من تجارب الماضي وكيفية التعاطي مع الأمور، فالسياسة هي فن الممكن ولا مجال للعناد أو الاستكبار فيها.
موضوع علاوة الأولاد مر بنفس الطريق الذي يمر به قانون شراء فوائد المديونيات، اتذكر جيدا عندما أصر بعض الاخوة الأعضاء على تعديل القانون بالنسبة لعلاوة الأولاد وجعلها بدون سقف بدل تحديدها بخمسة أولاد. كانت الحكومة رافضة لهذا التوجه وتمت عدة محاولات ومفاوضات الى ان وافقت الحكومة على زيادة عدد الأولاد المستفيدين من العلاوة من خمسة الى سبعة ورفض بعض الاخوة النواب هذا الحل واشتغلوا بالمزايدات واحراج زملائهم وأصروا على فتح العدد. فكانت النتيجة ان الحكومة أعادت القانون بعد الموافقة عليه وانتظر المجلس لدور الانعقاد الذي يليه وحل المجلس واستمرت العلاوة السابقة كما هي في حدود الخمسة أبناء ولم يستفد منها من لديه ستة أو سبعة أولاد وخسر العلاوة لمدة تزيد على السنة والنصف. ثم بعد ذلك جاء المجلس ووافق على ان يكون العدد سبعة أولاد.
فكان عناد البعض ومزايدتهم سببا لحرمان عدد كبير ممن كانت ستنطبق عليهم علاوة السبعة أولاد لو كانت عدلت في حينها وأقرت باتفاق المجلس والحكومة.
ما يحدث اليوم بالنسبة لقانون شراء فوائد المديونيات بغض النظر عن موقفنا منه يتكرر مرة ثانية كما حدث مع علاوة الأولاد، البعض مصر ويزايد على زملائه ويحرجهم بقبول المشروع كما هو. واذا تم هذا التوجه وطغى على النقاش واثر على التصويت سترد الحكومة القانون كما أعلنت أكثر من مرة ويحتاج المشروع لاقراره وترحيله الى دور الانعقاد القادم والى ان يأتي دور الانعقاد القادم قد تحدث عدة أمور تعيد الموضوع الى المربع الأول.
الخاسر في هذه الحالة بسبب عناد البعض هم من كانوا سيستفيدون من قانون صندوق المعسرين بعد تعديله بتخفيض النسبة في الاستقطاع والسماح باعادة الاقتراض للمستفيد منه هؤلاء سيخسرون وستثقلهم الأقساط على الأقل الى السنة القادمة وقد لا يطولون الاثنين بسبب عناد البعض وعدم تعامله مع فن الممكن في العمل السياسي فيكون كالفيل الذي أراد ان يريح صاحبه بقتل الذبابة التي كانت تزعجه فهشم وجهه وقتله.