جريدة الصباح : 30/12/2009
كتب : د.عبدالمحسن زبن المطيري
من الأمور المحزنة ما نراه في هذا الزمان من انجراف الكثير من أبناء المسلمين حول عادات الكفار ومنها ما نحن قريبون منه وهو الاحتفال برأس السنة أو ما يسمى بالكريسمس، ذلك العيد الذي يعتقد فيه النصارى بأن نبي الله عيسى ابن مريم وُلد في هذا اليوم قال تعالى «وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا» سورة مريم، فياليت ابناء المسلمين يعلمون حقيقة هذا العيد.
فقد ذكر الكثير من أهل العلم حرمة مشاركة الكفار بالأعياد الخاصة به وحضورها فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم «اتفق أهل العلم على تحريم حضور أعياد الكفار والتشبه بهم فيها، وهو مذهب الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة» انظر «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية، و«أحكام أهل الذمة» لابن القيم و«التشبه المنهي عنه في الفقه الإسلامي».
وقد ذهب الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى إلى أن تهنئة الكفار بأعيادهم العقائدية هو أعظم من التهنئة بشرب الخمر أو الزنى، حيث قال: «وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل.. فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه» أحكام أهل الذمة.
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ما حكم تهنئة الكفّار بعيد «الكريسمس»؟ فأجاب: تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق.
قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم» المائدة. وقال تعالى: «لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم» المجادلة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: فأخبر سبحانه أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرا، فمن واد الكفار فليس بمؤمن، والمشابهة الظاهرة مظنة المودة فتكون محرمة.