جريدة النهار : 30/12/2009
كتب : أحمد المليفي
كلما خرجت البلد من أزمة تبعتها أزمة أخرى وهكذا دواليك. واذا حللنا بعض الأزمات وجدنا أنها يمكن أن تنتهي وتتحقق نتائجها الايجابية دون السقف العالي الذي يطالب به البعض . كل ذلك يجعلنا نتساءل عن السبب ؟
يبدو أن هناك من يخشى أن تمر البلد بفترة من الاستقرار والهدوء يأخذ الناس راحتهم في التفكير والتبصر بالأمور بعيدا عن ضغط المشاكل ومانشيتات الصحف وهتافات المتجمهرين وتصفيق الحاضرين .
الحكومة أو أطراف فيها تخشى الاستقرار والهدوء خوفا من أن تنكشف عورتها في العمل والانجاز فلا تجد مشجب المشاكل لتعلق عليه فشلها ونغمة التأزيم لتتهمها بتعطيل جهودها في التنفيذ والانجاز .
بعض أعضاء مجلس الأمة يشعر بالقلق والخوف من التهدئة والاستقرار لأنه يعتقد أن البلد من دون مشاكل أو تأزيم واجتماعات حاشدة ستسقط شعبيته وينساه الناس وتبتعد عنه مانشيتات الصحافة وسيتحول عنه حديث الدواوين وقد تعود على ذلك وأدمن عليه حتى أضحى لا يملك أن يقدم شيئا للوطن سوى ذلك . تعامله مع القضايا يبدأ من 8 رختر، فهو يقتنص كل فرصة ويمسك كل غلطة ويشعللها ويولعها .
لذلك هناك فعلا من داخل السلطتين من يخشى الاستقرار والهدوء لأنهم لن يتصورا أن يعيشوا من دونهما فهل تتصور أن تعيش السمكة خارج الماء ؟ نعم البعض أصبح عدم الاستقرار هو الهواء الذي يتنفسه والماء الذي يسبح فيه ولكن لابد من أن تكون رياحه عاتية وموجته عالية
أمام كل هذا المشهد المؤلم هناك وطن يتألم. وطن تحول الى كيس ملاكمة للتدريب، كل من يريد أن يلج المعترك السياسي أو حتى الاقتصادي والاجتماعي لابد من أن يأخذ كورس تمرين على جسد هذا الوطن .
أمر آخر مهم جدا هناك 6 مليارات فائض الميزانية ومشاريع «بالهبل» سوف تطرح مع بداية العام القادم والرقابة الشعبية البرلمانية منشغلة «وشاغلة» الناس معها، تجيش الحشود «وتسن» السكاكين وتجهز للمعارك على اعلان علق على مبنى أو تعليق نشر في محطة فضائية، إنهم يبحثون عن جنازة ليلطموا فيها لأنهم فعلا يخشون الاستقرار.