جريدة النهار : 29/12/2009
كتب : أحمد المليفي
منذ أمد ليس بالقصير والبلد يعيش حالة من الانهاك والاعياء بسبب معركتين تدوران على أرضه وبين جنباته … معركة مفروضة ومعركة مستحقة.
المعركة المفروضة هي تلك المعركة التي فرضها من لا يؤمن بحق هذا الوطن بأن ينعم بالديموقراطية ويحكم بالدستور. فتجد هذا الطرف يعمل ليلاً ونهاراً ويستغل كل فرصة لكي يوتر الأجواء خاصة في الجوانب التي تمس عواطف الناس ومعتقداتهم لأنها دائما الأخطر والأسرع اشتعالا ساعيا ما وسعه ذلك الى اقناع الآخرين بأن ما يدور من صراع هو بسبب نظامنا الديموقراطي وممارستنا السياسية لذلك لابد من انهائها ووأدها واستبدالها بنظام آخر. كما أن هذا الطرف لا يفتأ يبتكر الطرق والأساليب من اجل إعاقة التنمية ونشر الفساد وترسيخ البيروقراطية لكي يوجه أصابع الاتهام الى الممارسة الديموقراطية بأنها هي وحدها ومن يمارسونها كلهم وراء كل ذلك الفساد والتأخر.
هذا الطرف الرافض للحرية والغاضب على الديموقراطية لأنه لا يستطيع أن يعيش في أجواء الحرية ولا يؤمن بالمشاركة الشعبية ولا يستطيع أن يتحرك الا في مواطن الفساد ومع المفسدين أوقع اكبر الضرر على هذا الوطن وهو وحده ومن يسير خلفه ويعمل تحت إمرته أساس الخراب والتأخر الذي أصاب البلد. وفي المقابل هناك معركة تكاد بسبب هذه المعركة المفتعلة وذيولها أن تكون منسية رغم أنها معركة مستحقة ألا وهي معركتنا كوطن وكمواطنين من اجل التنمية وبناء المستقبل المشرق لهذا الوطن والأجيال القادمة.
هذه المعركة المهمة والضرورية في عالم تتزاحم فيه الأزمات والكوارث ولا يمكن أن يصمد أمامها وطن ممزق الأشلاء منهك القوى ما لم تكن التنمية معركته.
اعتقد بعد كل تلك السنين والتطورات التي طرأت على طبيعة المعارضة وصعوبة المواجهة واتخاذ القرار في اتجاه القضاء على الديموقراطية قد آن الأوان لكي يقتنع الجميع بأن الديموقراطية هي منهاج البلد الذي لا يمكن أن يتغير. والدستور هو النظام الذي يجب أن يسود في النهاية لذلك على الجميع أن ينحاز الى معركة واحدة هي معركة التنمية بحيث تنصرف كل الجهود والامكانات إليها لكي نشارك جميعا في هذه المعركة المستحقة.