جريدة الوطن : 28/12/2009
كتب : خالد سلطان السلطان
لا شك ان الاسلوب الذي استخدمه (الجويهل) في عرض افكاره واطروحاته اسلوب خاطئ بل (سوقي) وفيه اثارة فتنة وفتيل شر ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بشأن ما حصل على هامش حديثه التلفزيوني وتصريحه الفضائي هل فيه خير أم شر!!؟ لاحظوا معي ان ما حدث على اثر كلامه من تظاهرات قادها النواب البرلمانيون دل على خطيئة وفوضى مثل كلام الجويهل تماما، فإن كان الجويهل اخطأ بكلامه، فالنواب بمظاهراتهم اخطأوا خطأ أكبر، فالأول (خرق بكلامه الوحدة الوطنية)، والثاني (خرق أمن الدولة)، فالجميع بالخطيئة سواء.
والأمر الثاني: ما الفرق بين سوقية الجويهل في حديثه عن فلان وفلان من اصحاب الجنسية المزدوجة المخالفين لقانون الدولة وهم الذين يظن فيهم احترام الدستور والقانون وبين سوقية النواب في حديثهم عن رموز الدولة وكبرائها، فالاثنان في السوقية سواء ولا أدل من ذلك الكلام المنشور على لسان اصحابها في وسائل الاعلام في المقرات الانتخابية والدواوين السياسية!!
فالناظر بعين التجرد يرى ان هناك اطرافا كثيرة في البلاد تحتاج الى تحجيم مثل القرار الصائب الذي قامت به الحكومة تجاه برامج هابطة لبعض القنوات التي ما زالت مستمرة باشعال الفتنة بين الحضر والبدو أو اغلاق قناة لتدني مستوى الخطاب فيها كقناة (السور) فهناك شخصيات كذلك لا يردعهم الا الشارع الكويتي المثقف الذي يترفع عن اسلوب بعض نواب الامة (الهابط) فلغته (تحد) ولهجته (سوقية) وطرحه وخطاباته (تهديد ووعيد) فكم جويهل عندنا يحتاج ان يفعل معه، كما فعل بالجويهل!!
ان من اهم مزايا ما حدث في موضوع الجويهل هو تجديد البعض لبيعة (آل صباح) وترسيخ مبدأ (الوحدة الوطنية) القائمة على مبايعة أمير البلاد وحب الوطن علما بأن حب الكويت ليس شعارات وهتافات وتظاهرات ورفع اعلام وتجمهر في الاماكن العامة وعمل زحمة للمرور واغلاق الطرق فهذه (بالونات) وفرقعات فحب الكويت (ولاء) واداء الواجبات الوطنية المناطة بكل مواطن في موقعه والحفاظ على مقدرات الدولة وممتلكاتها والالتزام بقوانين الدولة (بطاعة الله) وعدم تفريق الصف وتصنيف الناس، لو تأملنا واقع الساحة الكويتية سنرى عجبا، عجابا ولكن لا نقول إلا (يا ربي سترك).