جريدة النهار : 28/12/2009
كتب : أحمد المليفي
ما ان تحدث عندنا مشكلة ذات طابع طائفي أو قبلي إلا وانقلب البلد رأسا على عقب وتبدلت المواقف وظهرت التناقضات وانكشفت العورات.
فيرتفع الصوت مدافعا ومنافحا عن طائفيته أو قبليته متدثرا بثوب الوحدة الوطنية وهي من كل ذلك براء كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
ويخفت في المقابل صوت العقل والحكمة خوفا من الانتقاد أو تحاشيا من التصادم والاختلاف فيؤثر السلامة ويكتفي بالتفرج والانتظار.
أنا اعتقد أن لدينا في هذا الوطن مشكلة في قضية ترسيخ وفهم قيم الوحدة الوطنية وكيفية ممارسة الحقوق الشخصية وأداء الواجبات العامة.
ما يحدث اليوم من ضرب للوحدة الوطنية سواء تحت مظلة الحرية الممنوحة أو التمسك بشعار الدفاع عنها وانتهاك لسيادة القانون وتطاول على أحكامه ما هو إلا نتيجة تراكمات من أخطاء مارستها الحكومة أولا واستغلها بعض الساسة ثانيا، قادتنا وقادت البلد إلى هذا الخلط الذي أصبح فيه الصادق حيران.
ما نحتاج إليه اليوم هو بناء منهج جديد وفكر راشد في كيفية فهم معنى المواطنة الصالحة وخلق المواطن الذي يحمل مفهوم الكلمتين حقي وواجبي.
نحتاج اليوم إلى تعميق مفهوم الوطن في النفوس من خلال كل ما يحاكي العقل والقلب سواء في مناهج الدراسة أو الصحافة والإعلام. نحتاج إلى الحزم والحسم بالأمور تحت سيادة القانون حتى نحقق من خلاله العدالة والمساواة بين الجميع فيشعر الناس بالأمن والاطمئنان ويميلون إلى ركن الدولة المتين فيلتفون حول مؤسسة الدولة ويحمونها لأنها تحميهم. ولا يحتاجون إلى الالتفاف حول مؤسسة القبيلة أو الطائفة أو العائلة يرجون منها الحماية والعزوة بعد أن فقدوها عند الدولة.