جريدة الصباح : 19/12/2009
كتب : حسن المهيمزي
استحق النائب د. علي العمير إعجاب النواب والمواطنين على السواء، نظرا لجرأته في مواجهة النائب د. وليد الطبطبائي، خلال جلسة التصويت على كتاب «عدم التعاون» يوم الاربعاء الماضي، فقد انبرى العمير لكشف مزايدات الطبطبائي، الذي -مع الأسف الشديد- بدا متناقضا مع نفسه بصورة كانت تستوجب أن يتصدى له أحد ويوقفه عند حده، ويطالبه بالكف عن تلك الازدواجية الغريبة والمشينة له وللعمل البرلماني عموما.
فكيف يمكن للشارع الكويتي قبول هذه اللهجة العدائية التي كان يتحدث بها الطبطبائي ضد سمو رئيس الوزراء، وانسياقه بلا ادنى بصيرة مع النائب د.فيصل المسلم، لمجرد ان كتلة واحدة جمعتهما معا، ولأن مصالح انتخابية ضيقة وحدت اتجاهاتهما، ويقبل ان يكون «بوقا» يردد دون وعي كل ما يقوله المسلم في قضية الشيكات، متجاهلا ما بات يعرفه الشعب الكويتي كله من ان الطبطبائي نفسه قد تسلم شيكا من سمو رئيس الوزراء، حتى لو برره بأنه كان موجها للانفاق على مبرة خيرية، فلماذا يحسن الظن بنفسه، ويسيء الظن بالآخرين ويمعن في تشويههم، مع انه لو افترضنا ان نائبا آخر حاليا او سابقا كان تسلم شيكا من سمو الرئيس، فربما لديه مبرر مشابه كما قدمه الطبطبائي، فهل هو «قديس» والآخرون «شياطين»؟!.
الدكتور العمير لم يتخل ايضا عن شجاعته الادبية في مواجهته لنائب آخر هو د.فيصل المسلم، خصوصا حين قال الاخير انه عرض استجوابه لرئيس الوزراء على ابيه واخيه فرفضاه ولم يقتنعا به وطلبا منه عدم تقديمه، لكنه قدمه، وهنا كان تساؤل العمير طبيعيا ومشروعا: «إذا لم تنجح في اقناع والدك واخيك باستجوابك، فكيف يمكنك اقناع نواب الامة به؟!»، ورغم ما يحمله التساؤل من مرارة وسخرية، فإنه يعبر بدقة عن واقع الحال، وعن انسياق البعض وراء موجة التأزيم والتصعيد وتعطيل مصالح المواطنين.
بالطبع لم يجد الطبطبائي والمسلم من وسيلة للرد على الطرح الجريء لزميلهما العمي سوى اتهامه بـ «الكذب» تارة، وبالتطلع للمنصب الوزاري، تارة أخرى، رغم انهما اول من يعلما ان العمير رجل صادق ونائب محترم، وانه لو أراد المنصب الوزاري لحصل عليه منذ سنوات، فلديه كل المؤهلات التي تزكيه لهذا الموقع، لكنه فضل تمثيل الشعب تحت القبة، والفرق بينه وبين الآخرين انه استمر يمثل الامة، فيما تحول البعض الى التمثيل على الامة، وتورطهم في «الشخصنة» والتجريح ان شجاعة زميلهما المحترم.. «كشفت المستور»