جريدة الرؤية : 15/12/2009
كتب : فيصل المزين
إن كان الكلام من فضة فإن الصمت من ذهب، حكمة قديمة لها العديد من المعاني والتي تشير الى أهمية الكلام والتوقيت، فإن كان الكلام أحيانا يجدي فهو وقت الكلام المؤثر وإن كان الكلام غير مجدٍ فإن الصمت هو الحل الوحـيـد.
ولكن إن كان الصمت من ذهب فإن الكلمات التي لا تقال تقدر بالذهب، فعلى سبيل المثال الوضع الراهن في الكويت، وما يدور في أروقة مجلس الامة وجلساته السرية والعلنية، فإن الصمت أفضل الحلول لأن جدوى الحديث غير موجودة وصعبة المنال، فإن سار الأمر على ما هو عليه فإن العاقبة لا تحمد عقباها.
إن الصمت عن الكلام في حل الخلاف أفضل من الحديث عنه إن لم تكن الحلول مطروحة، إن ما يدور من صراع خفي ادواته بعض اعضاء مجلس الامة ووسائل الاعلام لم يصبح خفيا بعد الآن..
فلم السرية في حل الخلاف، فلو تمكن طرفا الصراع من حل الخلاف دون اللجوء للوسائل الأخرى المتاحة لكل من الطرفين لكان الحل أفضل للطرفين. ومن هنا نكتشف ان الصمت عن الحديث في ايجاد الحلول من ذهب لان الحل ليس بايدينا وليس الحل بالكلام عن الخلاف بل الحل في الحديث الخاص بين الخصماء والاتفاق حول الحل.
اما عن جلسات المجلس فكان الخلاف ما إذا كانت الجلسة سرية أم علنية فما الفرق؟
وماذا بعد الجلسة السرية..؟
ألم يخرج النواب واعضاء الحكومة ليصرحوا بما حدث ودار أثناء الجلسة السرية فأين السرية؟
ولم كانت سرية؟
يقال ان السرية من أجل الابتعاد عن الاضواء الاعلامية ولمنع التطاول في الخطاب! فكانت الاضواء مسلطة على اول من تحدث في الجلسة عما دار في الجلسة السرية ليشيد بالرقي في الحوار والتخاطب..! فإين الفرق؟
فإن كان الحوار راقيا في الأسلوب والاستجوابات بسيطة يمكن الرد على محاورها فلمــاذا كانت السرية وقضية السرية والتصويت عليها والجدل الذي صار بشأنها؟ ثم بعد ذلك يقوم بعض الأعضاء بنشر خفاياها في الصحف والحديث عنها على شاشات التلفزة فإن كانت القضية ليست قضية استجواب ولم تكن القضية في أمر الجلسة سرية أم علنية كذلــك! «فأيـــن القضيــــة» ولماذا الخلاف والاصرار على التأزيـــم؟
إن المجلس هو مجلس للامــة والتي من حقها ان تعرف الصراع والخلاف واقطاب الخلاف لكي تكون الصورة واضحة أمام المواطنين الذين لا يفقهون عما يدور إلا القدر اليسير، ولكي يفقه المواطن ويعلم عن الذين صوّت لهم فيما إن كانوا حقا صادقين في شعاراتهم ووعــودهم قبل دخـول البرلمان أم لا؟
ان الدور التي تقوم به الحكومة له جانب كبير في تضليل المواطنين وعدم كشف الحقيقة التي تكمن وراء الاعضاء الهادفين الى إثارة القضايا ضد رئيس الحكومة، فلو قامت الحكومة بكشف الخلاف علانية، فلن يكون للأعضاء مبرر امام المواطنين شبه المخدوعين في القضايا المطروحة اخيرا في الساحة،كقضية الشيكات، ولم يكن لبعض الأعضاء الفرصة للتكسب المادي من وراء هذا الصراع الكبير والذي يفوقهم حجما ومقدارا..
رسالة
الى سمو رئيس مجلس الوزراء نحن لسنا مع الحكومة أو المجلس، نحن مع مصلحة الوطن والمواطن، لذا نناشد سموك خاصة بعد طي صفحة الاستجوابات، ان يكون موضوع التنمية هو الهدف الأول في الوقت الحالي، وان تحل جميع التحديات المطروحة على الطاولة ومنها الصحة، التعليم، القروض، التلوث، البطالة، الاقتصاد.. الخ وبشكل ملموس للمواطن
والله الموفق.
حفظ الله الكويت.