جريدة النهار : 15/12/2009
كتب : أحمد المليفي
رغم عدم الانتهاء من الناحية الدستورية من استجوابي سمو رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية فهناك جلسة طرح الثقة في استجواب سمو الرئيس قد اتضحت ملامحها. أما استجواب وزير الداخلية فانه سيمر التصويت عليه في جلسة طرح الثقة بعملية قيصرية ولكنها ستكون ناجحة بالنسبة للوزير ومؤيديه ما لم تحدث تطورات أخيرة في غير صالح وزير الداخلية كما حدثت التطورات الأخيرة لصالح سمو رئيس مجلس الوزراء. فإننا نستطيع القول ان معركة الاستجوابات والمواجهات قد وضعت أوزارها وخمد غبارها.
ولكن السؤال المطروح والمنتظر هو ماذا بعد هذه المرحلة؟
هناك جانبان يجب أن نعيهما قبل الإجابة على هذا السؤال أو توقع ما يمكن ان يحدث بعدهما من أحداث ووقائع وهما:-
الجانب الأول يتعلق بالحكومة ورئيسها بالذات الذي خرج من معركة الاستجوابات أكثر قوة وثباتا وهذه تتطلب منه بل وتلقي عليه عبئا كبيرا بالمحافظة على هذه الثقة والاستمرار عليها وهذا لن يتحقق بالسير البطيء نحو الإصلاح أو التردد والتوقف أمام بعض العقبات التي سيضعها أصحاب المصالح ممن تعودوا عدم قبول وقوف أي شيء أمامهم.
النجاح الذي حققته الحكومة ومنحها الثقة والقوة يجب أن يكون له أثره على كل أركان الوزارة والعاملين فيها قبل أن تنطفئ ناره وتخبت جذوته وتبرد حرارته.
هذا الجهد المطلوب من سمو رئيس مجلس الوزراء ومن الحكومة ليس فقط لأنها نجحت في تجاوز المعركة السياسية لأن هذه المعركة ما هي إلا جولة كسبتها الحكومة ستتبعها جولات أخرى في معركة مستمرة.
وهنا يأتي الحديث عن الجانب الآخر من العملية فهناك أطراف خرجت من هذه المعركة وهي تشعر بمدى الخسارة التي لحقتها فقد كانت تعتقد بأنها قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النجاح الذي سيدخلها في تاريخ العمل السياسي من أوسع أبوابة ويسجل اسمها بمداد من ذهب في سجل العمل السياسي وقد حرمها نجاح الحكومة وتكتيكها الذي تعامل مع أخطاء المستجوبين بشطارة بالغة فكان التكتيك احد أهم عوامل النجاح.
لذلك أقول ان هناك أطرافا خرجت من هذه المعركة بجراح سياسية بالغة ستعمل جاهدة على اقتناص الفرص لتضميدها من خلال استغلال الاخطاء الحكومية وتجاوزاتها في المرحلة القادمة لتعويض فشلها في هذه المرحلة. لذلك فان الجواب على سؤالنا مرهون بما سيقوم به الطرفان.